100 فستان تسجل علاقة الفنون بالأزياء في معرض خاص جدا بروما

فستان تصميم الراحل جياني فرساتشي بنقوشات متضاربة وألوان صارخة وتصميم مميز كان ملائما لـ, L’Uccello di Fuoco للموسيقار إيجور سترافينسكي في عام 1991
فستان تصميم الراحل جياني فرساتشي بنقوشات متضاربة وألوان صارخة وتصميم مميز كان ملائما لـ, L’Uccello di Fuoco للموسيقار إيجور سترافينسكي في عام 1991

كان المسرح منذ قديم الزمن المتنفس الذي يستطيع فيه الفنان التعبير عن مكنونات قلبه وأهوائه وميوله بحرية مطلقة. فعلى منصاته يصبح من المقبول التخلص من كل القيود النفسية والاجتماعية، الأمر الذي كان يتجسد في قيام الممثل بدور امرأة وما شابه من أمور، كان يحتاج فيها البعض إلى أقنعة تخفي معالم وجوههم أحيانا أو أزياء بتصميمات خاصة. وفي كل الأحوال كانت الأزياء والألوان جزءا من المسرح وفنونه المختلفة منذ البداية.


وكان من الطبيعي أن تصبح الأزياء الراقية «هوت كوتير» جزءا من هذا العالم بعد أن تبلورت وتطورت. ورغم أنها ظهرت في القرن التاسع عشر مع مؤسسها فريديريك وورث لتتطور على يد المصمم المستشرق بول بواريه، فإن دخولها المسرح بشكل حقيقي كان على يد كوكو شانيل في 1924 عندما طلب سيرجيه بافلوفيتش منها أن تصمم أزياء مسرحية «القطار الأزرق» لكوكتو.

ومنذ ذلك الحين والعلاقة بينهما، أي المسرح والموضة، تزداد سخونة، لتصل إلى أوجها في بداية الثمانينات، مع ظهور أسماء مصممين كبار على أفيشات المسارح ودور الأوبرا، في اعتراف واضح بأن إبداعاتهم جزء لا يتجزأ من العمل الدرامي أو الموسيقي.

هذه الحقيقة هي التي يركز عليها معرض يقام حاليا في مدينة روما الإيطالية، بعنوان «كوستيم دي سين.. جراند ستيليستي» (أزياء المسرح.. لكبار المصممين)، ويحتفل فيه بانصهار فن الأوبرا بالموضة في العصر الحالي، حيث تم تقسيمه إلى ثمانية أقسام، يعرض في كل واحد مجموعة من الفساتين مع وصف كامل لها، فضلا عن أشرطة فيديو تعرف بسعيدة الحظ التي امتلكته والمناسبة التي ظهرت به فيها.

المثير أن عنوان المعرض «موضة المسرح» مأخوذ من رسالة كتبها بينيديتو مارشيلو في عام 1720 حول حالة الدراما الموسيقية في ذلك الوقت، لكن لم تعرف هذه الحالة أوجها في ما يخص انصهار الثقافات المختلفة بعضها ببعض إلا في القرن العشرين، حين ألغيت الفروقات بين الفنون المختلفة، لتنضوي تحت خانة واحدة، من الرسم إلى النحت، ومن فن المعمار إلى فن التصميم، ومن التمثيل المسرحي إلى الغناء والرقص.

ويعتبر المعرض الحالي فرصة للمهتمين بالموضة والفن على حد سواء للاستمتاع بإبداعات صممت خصيصا لشخصيات مهمة ظهرت إما على مسارح وإما دور أوبرا روما أو ميلانو أو نابولي أو واشنطن في فترة من الفترات، بهدف الترويج أو التعريف بالحرفية الإيطالية وقدرات أبنائها الفنية.

وهو يضم 100 قطعة من إبداعات مجموعة من المصممين الإيطاليين الكبار من أمثال فندي، والراحل جياني فرساتشي، وميسوني، وروبرتو كابوتشي، وإيمانويل أونغارو، وجيورجيو ارماني، وأنطونيو ماراس، وألبرتا فيريتي، وفالنتينو، وأونريكو كوفيري، وغيرهم من خلال إبداعاتهم للأوبرا وراقصي الباليه والمسرحيين.