هل يعتبر تكنيز الأشياء التعسفي مرضاً عقلياً؟

 يجد بعض الناس أنه من الصعب التخلي عن الأشياء أو الإطاحة بها في سلة المهملات، حيث يحتفظون بأعداد المجلات القديمة والصناديق عديمة الفائدة
يجد بعض الناس أنه من الصعب التخلي عن الأشياء أو الإطاحة بها في سلة المهملات، حيث يحتفظون بأعداد المجلات القديمة والصناديق عديمة الفائدة

كثيرا منا يقوم بتكنيز العديد من الأشياء التى هو في غنى عنها ولا يحتاج إليها مطلقا، وربما يكون ذلك ناتجا عن رغبتنا في الحفاظ على ذلك القميص البالي أو هذا الملف الأثري ليومٍ من الأيام.
 
فيجد بعض الناس أنه من الصعب التخلي عن الأشياء أو الإطاحة بها في سلة المهملات، حيث يحتفظون بأعداد المجلات القديمة والصناديق عديمة الفائدة.
 
وعندما يستشيط أفراد العائلة غيظا لامتلاء منضدة العشاء بالعديد من خطابات البريد، يكون المكتنز غير واعٍ بأنه واقع في مشكلة وربما مرض عقلي.
 
فاكتناز الأشياء التعسفى يعتبر عرضا على علاقة وثيقة بمرض الوسواس القهري، وهو نوع من اضطرابات القلق حيث يتمسك الناس بأفكار معينة، ويقومون بطقوس غير عقلانية كغسل اليدين المتكرر مثلا.
 
 وفي هذه الحالة يُدفع المكتنز إلى اكتساب وحفظ الأشياء التى لا يحتاج إليها.
 
من ناحية أخرى يمكن لأعراض الاكتناز أن تزداد سوءاً مع مرور الوقت، بل وأن يشكل المنزل العديد من الأخطار الصحية. فالأرض المكتظة قد تزيد من خطر تعثر وسقوط شخص ما، كما أن الغبار والعفن يسببان الصداع والربو والحساسية.
والأبواب المغلقة والصحف القديمة قد تتسبب في مخاطر الحرائق، وتعمل أيضا تلك الفوضى والقذارة على جلب الحشرات والقوارض.
 
- كيف يمكن التعرف على المكتنز؟
يتحرك المكتنز بدافع من داخله نحو الحفاظ على الأشياء وعدم إهدارها، حتى تلك القليلة منها أو عديمة القيمة والفائدة.
فمن المحتمل أن يقوم ذلك الشخص بتجميع الأكواب الورقية، أو الحيوانات والإيصالات.
 
فالامتلاك يمكن أن يصبح شكلا من أشكال الأمن أو التعلق بالأشياء.
 
ويقدر الخبراء أن نحو 700.000 إلى 2 مليون من الأمريكيين هم أشخاص مكتنزون، وفي حين يعتقد البعض أنه يرتبط بالوسواس القهري، إلا أن عدة دراسات حديثة أظهرت أنه مشكلة منفصلة تماما.
 
وقد اكتشف العلماء مؤخرا أن هؤلاء المكتنزين لديهم أنماط مختلفة من نشاط المخ، مقارنة بالغير مكتنزين ممن يعانون من مرض الوسواس القهري.
 
كذلك فالمكتنزون قد يكون لديهم عامل وراثي أيضا، حيث إن هناك أكثر من 85% منهم لديهم أقارب ممن عانوا من تلك المشكلة.
 
- تشتمل الأعراض الشائعة لدى المكتنزين على:-
- التردد (بشأن الاحتفاظ أو تكنيز الأشياء).
 
- الخوف من عدم امتلاك أو فقدان الأشياء.
 
- التكدر أو الضيق بشأن إلقاء الأشياء بعيدا أو التخلص منها.
 
- الكمالية مما يجعلهم يتجنبون آداء مهامهم أو يؤدونها ببطء.
 
- ضعف المهارات التنظيمية.
 
- التركيز على التفاصيل الدقيقة أثناء الكلام.
 
- تقييد أفراد الأسرة في المنزل.
 
- التوتر والإحباط.
 
- كيف تكون مساعدة المكتنزين؟
إن الاكتناز لا يعني أن يصبح الشخص كسولا وأن يصاب بالفوضى، بل إنه مرض نفسي يستوجب العلاج كي يتم الشفاء منه.
 
أيضا فإن العمل على التخلص من متعلقات المكتنز قد تفجر العديد من الأعراض الأخرى، وعندها يصعب علاج الاكتناز ويحتاج الأمر إلى التدخل الطبي والاستشاري.
 
وفي بعض الحالات يطلب الطبيب النفسي زيارة المكتنز في منزله، ثم يقوم بمساعدته على:-
- معالجة الأفكار المشوهة عن قيمة الأشياء.
 
- اتخاذ القرارات بشأن ما ينبغي التخلص منه.
 
- تقليل الخوف من فقدان الأشياء والحزن الذي ينتاب المكتنز بعد ذلك.
 
- اكتساب مهارة عدم شراء الأشياء التى لا يحتاج إليها.
 
- وضع الأشياء بعيدا بدلا من تراكمها.
 
وهناك نوع من العلاج المعروف باسم  SSRIs (مثبطات امتصاص السيروتونين الاختيارية) التى تعمل على تخفيف الأعراض لد العديد من المكتنزين.
 
ملحوظة: أي شخص يعالج بمضادات الاكتئاب ينبغي أن تتم مراقبته عن كثب، خوفا من تفاقم أعراض الاكتئاب والتفكير في الانتحار.
 
فتلك المراقبة الجيدة قد تكون ذات أهمية قصوى خاصة في الأوقات المبكرة للعلاج أو عند تغيير الجرعة (سواء بالزيادة أو النقصان).
 
ملحوظة: عقاقير الـ SSRIs المضادة للاكتئاب مثل sertraline و citalopram وparoxetine، يمكن أن تسبب زيادة طفيفة في خطر الإصابة بعيوب خلقية في القلب إذا ما تم تناولها خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.
 
لذا فينبغي مناقشة مخاطر ومنافع تلك الأدوية مع الطبيب إذا كنتِ حاملا، أو تفكرين بالحمل.