لماذا تحدث الهلوسة الصوتية .. وما علاقتها بمرض الشيزوفرينيا؟

مرضى الشيزوفرينيا يخفقون في ترشيح وفرز الأصوات
مرضى الشيزوفرينيا يخفقون في ترشيح وفرز الأصوات

تظهر حالات الهلوسة الصوتية لدى ما بين 60 و80 في المائة من الأشخاص المصابين بانفصام الشخصية (الشيزوفرينيا).


وتتجه هذه الأصوات عادة لأن تكون غير ودية، وعدائية، وهي تحمل تعليقات غير محبذة عن المريض أو عن أوضاعه. 
وفي حالات أقل تكرارا، قد توجه الأصوات الأوامر للمريض لتنفيذ عمل معين.

ويقول المصابون بالشيزوفرينيا إن الأصوات التي يسمعونها تكون مختلفة عن الأصوات الأخرى للأصدقاء أو لأفراد العائلة، كما أنها لا تتشابه مع أصوات الأفكار غير المسموعة، أو التصورات عن أصوات أشخاص آخرين.

ويفترض بعض الباحثين أن تجربة الهلوسة الصوتية تماثل الأصوات التي يسمعها أحيانا حتى الأشخاص الأصحاء، عند ما ينامون أو يستيقظون.

وقد أظهرت نتائج الدراسات التصويرية للدماغ بشكل متواصل أن منطقة بروكا Broca، وهي منطقة الدماغ التي تشارك في عملية توليد الكلام، تنشط عندما تبدأ الهلوسة الصوتية لدى الشخص المدروس. إلا أن السؤال: لماذا يحدث ذلك؟ يظل من دون إجابة واضحة.

نظريات واختبارات النظرية المبكرة لهذا التفسير، التي أخذت تفقد بريقها، هي أن الهلوسة الصوتية تظهر عندما يصعب على المصاب بالشيزوفرينيا ترشيح وفرز الأصوات الآتية من وسطه المحيط والأصوات المحفزة الأخرى، وبدلا من ذلك فإنه يعتبر تلك الأصوات أصواتا داخلية.

وتشير نظرية مقاربة لها إلى أن المصابين بالشيزوفرينيا يكونون على الأغلب قادرين على رصد نسق محدد للأصوات من بين محفزات خارجية عشوائية.

وقد أجريت تجارب على مشاركين طلب منهم الاستماع إلى كلمات منطوقة بين حين وآخر أخذت من تسجيلات صوتية، احتوت في أغلبها على «أصوات بيضاء» أي أصوات وشوشة.

ووجدت التجارب أن المصابين بالشيزوفرينيا يكونون أكثر قدرة بشكل أكثر من الأشخاص الأصحاء على رصد الكلمة المنطوقة بين حين وآخر ضمن الوشوشة «البيضاء» عندما لا يتحدث أي شخص آخر.

أما النظرية الثالثة التي يزداد الدعم لها، فهي أن الهلوسة الصوتية ربما تتولد عن التبدلات الحاصلة في عمليتين في نفس الوقت، وهما عملية استرجاع الذاكرة وعملية المعالجة اللغوية.

ووفقا لهذه النظرية فإن إبطال أو إيقاف نشاط دارات الدماغ التي تساعد الإنسان على استرجاع الذاكرة المخزونة لديه تمنح بعض مقاطع الأصوات والكلمات المخزونة في الذاكرة القدرة على النفاذ إلى اليقظة الواعية من دون وجود معلومات رابطة معها، أي تلك المعلومات التي تساعد على فهم الإنسان لها. ومع هذا، فلا يوجد توافق عام في الرأي حول موقع تلك المناطق المتأثرة في الدماغ.

إن تناول المصابين بالشيزوفرينيا (الذين يسمعون الأصوات) الأدوية اللازمة لعلاج المرض ربما يجدون تخفيفا للأصوات أيضا. وتشمل الخيارات الأخرى العلاج المعرفي السلوكي الذي يتيح للمريض التعرف على الأوضاع التي تؤدي إلى تحفيز الأصوات، أو فهم حقيقة أن الأصوات ليست سوى عرض من أعراض المرض الذي يمكن التحكم به.