المصريون يستبشرون بـ«10-10-2010» كتاريخ مميز للزواج

«يسعدني دعوتكم لحضور حفل زفافي يوم 10/10 من عام 2010 في تمام الساعة 10 والعاقبة عندكم في المسرات».. هذا النص أصبح تيمة متكررة عبر المئات من بطاقات دعوات الزفاف التي تتفاءل بمصادفة هذا اليوم التاريخي، كما ترددت صيغته شفاهة على ألسنة كثير من الشباب والفتيات المقبلين على الزواج في مصر مؤخرين أو مقدمين دعوة الأهل والأقارب والأصدقاء لحفل زفافهم الميمون الذي اختاروه من قبل ليكون يوما مميزا للزواج، بينما يكون رد المدعوين «عشرة على عشرة»، في طرافة لغوية تحمل روح المصريين.


ما يميز هذا التاريخ أنه تجتمع فيه ثلاث عشرات في يوم واحد، وهو مصادفة لا تحدث إلا نادرا، ما أحدث حالة من الاستبشار به بين المصريين ليكون شاهدا على مناسباتهم السعيدة، فهو لن ينسى من الذاكرة لسهولة حفظه وبالتالي يمكن تذكره بسهولة وتذكر الذكرى السنوية له، لذا يشهد يوم 10/10 مقارنة بغيره من أيام عام 2010 المئات من حفلات الزواج والخطوبة وعقد القران وغيرها من المناسبات.

تطابق الأرقام لم يقتصر على التاريخ المذكور، حيث تكرر في السنوات الماضية مثل 9/9/2009، 8/8/2008، 7/7/2007..، لكن تطابق الأرقام هذا العام يتفوق في عدد مناسباته عما مضى، والسبب في ذلك هو سحر الرقم (10) الذي يفضله الكثير لما له من دلالات خاصة، فهو يرتبط بمضاعفات الأرقام، ودائما ما نعلم الأطفال العد من واحد إلى عشرة، وهو عدد أصابع اليد والقدمين، والعقود (السنوات)، كما أن له بريقه الخاص في ملاعب كرة القدم، فأشهر لاعبيها غالبا ما يرتدي قميصا يحمل الرقم نفسه، وبين المصريين تشتهر عبارة «عشرة على عشرة» للإشارة إلى الثناء على أمر ما، ووفقا لمعتقدات الصينيين فإن رقم عشرة يبشر بالحظ والسعادة فهو رمز للكمال والألوهية لديهم، كما أن له تأثيره البصري عند الرومان.

إيهاب عبد العزيز، أحد الذين يتوافق زفافهم مع هذا اليوم يقول: «اختياري لهذا اليوم تحديدا جاء لأنه رقم مميز لا ينسى، كما توافق مع انتهائي من ترتيبات عش الزوجية، وكان بإمكاني أن أختار يوما آخر قبل هذا التاريخ بأسبوعين ولكني وجدت أن تكرار الرقم 10 في تاريخ زواجي سيكون أمرا طريفا لذا اخترته دون غيره من الأيام». ولا يخفي إيهاب ردود فعل من يقوم بدعوتهم لحفل زفافه حيث يستقبلون ذلك بالسرور والإطراء عليه لاختيار هذا اليوم دون غيره.

وتشهد القاعات المخصصة لإقامة الأفراح وحفلات الخطوبة سواء في الفنادق المصرية على اختلاف درجاتها أو بالمناطق الشعبية وكذلك البواخر النيلية إقبالا كبيرا في يوم 10/10 حيث تسابق كثير ممن يستعدون للزواج في حجز هذه القاعات منذ شهور طويلة، كما زادت الطلبات على محلات بيع الزهور في هذا اليوم، كذلك بدأت التحضيرات المبكرة من جانب «منظمي الأفراح» في تقديم برامج خاصة تتناسب مع هذا اليوم المميز.

وهو ما تؤكده منظِمة الأفراح حنان عدنان، حيث ترى أن كل عريس أو عروس يفضلان أن يكون زفافهما مميزا ويحمل نوعا من الخصوصية عن أفراح الغير، ومن هنا يلجأون إلى اختيار مكان جديد لحفلة الزفاف أو شكل مختلف للزفة أو اختيار يوم زواج سهل التذكر، لذا يكثر التزايد على التواريخ المميزة، وهذه الرغبة تنعكس هذا العام في اختيار تاريخ 10/10. الأمر الذي يجعل منظمي الأفراح يتحركون لكي يزيدوا من تميزه عن طريق إضفاء لمسات خاصة على هذا اليوم، بداية من إعداد دعوات الفرح مرورا بديكورات الطاولات ونوع الشمع والورود والموسيقى والزفة، وتنسيق أدق التفاصيل المتعلقة بالأطعمة والمشروبات بالإضافة إلى المساعدة في أية أمور تجعل من هذا اليوم ذكرى غالية لا تنسى.

أحمد ورشا، عروسان يستعدان لحفل زفافهما يوم 10/10 بعد قصة حب طويلة، ولرغبتهما في خروج حفل الزفاف بشكل جديد لجئا إلى مواقع الإنترنت التي تعنى بحفلات الزواج وترتيباتها خاصة الأجنبية منها، حيث أعجبهم الكثير من الأفكار البسيطة التي قررا أن يقوما بتنفيذها، منها أن يعدا قائمة بأهم عشرة أسباب جعلت كلا منهما يحب الآخر وأن تستخدم هاتان القائمتان في ديكور الحفل، ووجود فقرة من فقرات الحفل تكون عبارة عن عشر أغان رومانسية يفضلانها، ووضع عشر وردات في منتصف كل منضدة بقاعة الفرح أو جعل بوكيه العروس يتكون من عشر وردات، أو عرض عشر صور مميزة في حياة كل منهما أو صور لهما وهما في سن العاشرة.. لكن أطرف تعليق أطلقته العروس رشا قولها: «اخترت هذا اليوم حتى لا يكون أمام زوجي أي عذر في نسيان الاحتفال بعيد زواجنا كل عام»، مشيرة إلا أنه كثير النسيان نظرا لانشغالاته الكثيرة.

ولا يتوقف اختيار يوم 10/10/2010 على حفلات الزواج أو الخطبة فقط، بل يشمل كذلك عقد القران الذي يسميه المصريون «كتب الكتاب»، فكثير من الأسر على اختلاف شرائحها الاجتماعية تحب أن يتم عقد القران في المساجد والقاعات الملحقة بها كنوع من إضفاء «البركة» على هذا الزواج حتى يستمر ويدوم طويلا، حيث يتم تأجير هذه القاعات لمدة 60 دقيقة فقط يتم خلالها إبرام عقد الزواج على يد «المأذون» وسط عدد من أهالي وأصدقاء العروسين.

وكما هو الحال في قاعات الأفراح؛ تشهد قاعات المساجد المصرية سواء في القاهرة أو المحافظات إقبالا متزايدا في يوم 10/10 من جانب المقبلين على الزواج، الأمر الذي جعل هناك صعوبة في تأجير تلك القاعات خاصة في المساجد الكبرى مثل مسجد النور، والشرطة، والرحمن الرحيم، والسيدة زينب، وآل رشدان، أو تلك التي تضمها دار الإفتاء المصرية.

محمد تمام، مسؤول تأجير القاعات بمسجد آل رشدان بحي مدينة نصر بالقاهرة، يوضح أن القاعات الملحقة بالمسجد تلقى إقبالا كبيرا على يوم 10/10 بشكل خاص، لما فيه من طرافة، مما جعل القاعات تُشغل تماما بطلبات عقد القران قبل هذا التاريخ بشهور ماضية، موضحا أن كثيرا ممن لم يجدوا مكانا لهم في هذا اليوم اختار له التاريخ الأقرب وهو يوم 20/10. مشيرا إلى أنه يتم تأجير قاعات المسجد نظير مبالغ مناسبة تلائم جميع المستويات الاجتماعية.

دينا صلاح الدين، شابة في العشرينات، قررت عقد قرانها يوم 10/10 تقول: «منذ خطبتي قبل عامين قررنا أن يكون عقد قراننا في أحد المساجد لما في ذلك من تقرب من الله في أول حياتنا معا، وأيضا ليجتمع معنا الأهل والأصدقاء لأننا لن ننظم حفل زواج لما يتطلبه من تكاليف باهظة، واخترنا وقتها أن يكون عقد القران في مشيخة الأزهر، ولكن هذا العام توقفت قاعاتها عن استقبال مناسبات عقد القران طبقا لقرار من شيخ الأزهر، فكان البديل أمامنا قاعات المساجد، لكننا وجدنا أن كافة القاعات محجوزة في يوم 10/10 الذي اخترناه ليكون يوما لزواجنا، وبعد رحلة طويلة من الطواف على مساجد القاهرة وجدنا ضالتنا.. كنت أرغب أن يكون العقد في الساعة 10 مساء ليكتمل تطابق الأرقام في هذا اليوم المميز، لكن للأسف جميع القاعات محجوزة في هذا التوقيت، فاخترنا أن يعقد القران قبل ذلك بساعة».