شهيرات يوفقن بين النجومية والأمومة أبرزهن مادونا وأنجلينا جولى

تزايد اهتمام النجمات، ممثلات ومغنيات وعارضات أزياء، بتكوين أسر كبية، بحيث لا يتردد بعضهن فى تبنى أطفال، إضافة إلى أولادهن البيرلوجيين
تزايد اهتمام النجمات، ممثلات ومغنيات وعارضات أزياء، بتكوين أسر كبية، بحيث لا يتردد بعضهن فى تبنى أطفال، إضافة إلى أولادهن البيرلوجيين

شهدنا، فى السنوات الأخيرة، ظاهرة تتمثل فى تزايد اهتمام النجمات، ممثلات ومغنيات وعارضات أزياء، بتكوين أسر كبية، بحيث لا يتردد بعضهن فى تبنى أطفال، إضافة إلى أولادهن البيرلوجيين. وقد تمكن بعضهن من التوفيق بين التزاماتهن المهنية وحياتهن كأمهات.


- قد يظن البعض أن الممثلات والمطربات والمغنيات الشهيرات، وعارضات الأزياء، لا يمتلكن الوقت للحمل والإنجاب، وربما تبنى أطفال وتربية الذرية.

وقد يرد بعض آخر بالقول: على العكس، تمتلك النجمة وقتاً أكثر من امرأة عاملة بسيطة، عليها الانصراف إلى اهتمامات العمل، فضلاً عن همومها المعيشية وتنظيم أمور البيت وانهماكها فى تربية الأولاد، وتجشم عناء الحمل وإرهاق الإنجاب.

ذلك أن أى نجمة تمتلك موارد مادية كافية وأكثر لتأمين تربية سليمة لآولادها، سواء أكانوا من دمها ولحمها، أم بالتبنى، على العكس من ربة البيت البسيطة التى  تكابد من أجل لقمة العيش.

صورة الولادة بـ 14 مليون دولار
فى جميع الأحوال، لم يعد نادراً أن نرى نجمات عالميات يتهاتفن على إنجاب أولاد، أحياناً من أزواج متعاقبين متعددين، أو يعمدن غلى تبنى أولاد من أقطار بعيدة، أو الإنجاب والتبنى أولاد من أقطار بعيدة، أو الإنجاب والتبنى معاً.

وعلى هذا الصعيد، يمكن القول إن أنجيلينا جولى، التى احتفلت بعيد ميلادها الـ 35 فى 4 يونيو (حزيران) 2010، تعد "بطلة" النجمات فى هذات المضمار: إذ لديها 3 أولاد متبنين، فضلاً عن 3 أولا بيولوجيين. ففى 2002، بدات بتبنى مادوكس، المولود فى كمبوديا (كان فى سن 10 شهور وقتها)، والذى يظل ابنها البكر. وفى 2005، تبنت طفلة إثيوبية ، أسمها زهرا مارلى، وهى أيضاص رضيعة (فى سن 6 أشهر). وفى 2007، تبنت باكس (فى سن 4 سنوات وقتها)، المولود فى فيتنام، جارة كمبوديا.

وكبرت العائلة بسرعة، بعدما أنجبت سيلوه نوفيل فى 2006 (التى ولدتها فى نامميبا)، ثم التوأم المؤلف من الصبى نوكس ليون والصبية فيفيان مارشلين، اللذين أنجبتهما فى 12/7/2008 فى مدينة نيس (جنوبى فرنسا)، حيث تمتلك عزبة صيفية فخمة مع زوجها الحالى براد بيت، ثالث أزواجها ووالد أولادها البيولوجيين الثلاثة.

ومثلما قلنا، تحظى أى نجمة بموارد تجعلها فى مأمن من عوادى الزمن، وتعينها على تأمين مستقبل أولادها. لكن، فى حال الزوجين أنجلينا جولى وبراد بيت (والعديد غيرهما من النجوم)، لا تشكل ولادة طفل هماً مادياً إضافياً، إنما، على العكس، تدر أرباحاً.

كيف؟ عندما ولدت شيلوه نوفيل، باع والداها حقوق التصوير لمجلتى نميمة، إحدلهما إنجليزية والأخرى أميركية، بمبالغ تجاوزت 7 ملايين دولار.

وبعد سنتين، عند ولادة التوأم نوكس ليون وفيفيان مارشلين، تنازلا عن حقوق الصور لمصلحة المجلتين نفسيهما، لقاء 14 فى التاريخ فى مجال الحصول على حقوق صور فوتوغرافية. صحيح أنهما تبرعا بالمبلغ، لكن لمصلحة "مؤسسة جولى- بيت الخيرية". العائدة لهما. لم لا؟ فالأقربون أولى بالمعروف.

مادونا وكتب الأطفال
ومن مشاهير النجمات الأمهات، نشير أيضاً إلى المغنية مادونا. التى كانت لعوباً إلى درجة أن عرفوها ماضياً، فى شبابها، ما كانوا ليراهنوا بدولار أخضر واحد على أنها ستنم يوماً على أمومة مدهشة، وحنان مثير للإعجاب.

إذ لوحظ أن لويز فيرونيكا تشيكونى (اسمها الأصلى)، التى ستبلغ سن 52 فى 16 أغسطس (آب) المقبل، تبدى اهتماماً كبيراً بأولادها الأربعة، وتحرص على رعايتهم وتخصيص أوقات كبيرة لهم.

فهى أنجبت مرتين وتبنت مرتين.إذ، فى 1996، ولدت ابنتها الكبرى لوردس من رفيقها الأسبق، كارلوس ليون. وبعد أربع سنوات، فى عام 2000، أنجبت ابنها روكوو ريتشى من زوجها السابق، المخرج غى ريتشى. ثم تبنت طفلةأفريقية من مالاوى، تدعى ميرسى، وطفلاً من البلد نفسه، يدعى دافيد.

وغالباً ما شوهدت مادونا تتنزه مع ابنتيها وولديها، وتلعب معهم، وتصطحبهم إى مدن ترفيه مخصصة للأطفال، وتخصص وقتاً معتبراً لهم.

وهذا أمر جوهرى، لكنه غير معهود لدى النجوم. فالكرم المادى مع الأولاد، مهما كان عالياً، وتدليلهم وإغداق الهدايا عليهم وتأمين احتياجاتهم المادية، كلها لا تكفى، إنما يجب إعطاؤهم جرعتهم اليومية من العاطفة، وبذل الذات، وتخصيص أوقات كبيرة.

وكم رأينا من أولاد نجوم لم يوفقوا فى الحياة (بل انتهى المطاف ببعضهم إلى الانتحار)، جراء شعورهم الدفين بالحرمان من الأمومة والأبوة، على الرغم من عيشهم فى بحبوحة لا غبار عليها، فىبيئة موسرة، تحت رعاية خدم وحشم كثيرين.

أما مادونا، المنحدرة من أسرة متواضعة إيطاليا الأصل من ستة أولاد (كانت رقم 3 من بينهم)، فيبدو أنها تمكنت من التوفيق بين التزاماتها المهنية والعملية، من جهة، وواجباتها كأم، من جهة أخرى.

وربما يشكل ميلها إلى تكوين أسرة كبيرة، وحبها الأطفال، سبب انصرافها إلى كتابة قصص أطفال ذاع صيتها عالمياً، وترجمت إلى لغات عديدة. فمنذ 2003، ألفت ما مجموعة 10 كتب مصورة للأطفال.

وهذه لاقت نجاحاً لا بأس به، وإن كان لا يقارن بإنجازاتها الغنائية: فبحسب مؤسسة "غنيس"، تعد مادونا صاحبة الأرقام القياسية فى عدد الأسطوانات المبيعة، فى تاريخ الغناء كله، ما در عليها ثروة تقدرها مجلة "فوربس" بـ 325 مليون دولار.

ديون وزوجها لبنانى الأصل
ومن بين مشاهير المهات، هناك أيضاً عارضة الأزياء الأميركية ألمانية الأصل، هيدى كلوم(37 عاماً منذ 1/6/2010). فمع زوجها، المغنى الأسمر "سيل"، تعكف على تربية أولادهما الأربعة، وتخصص الوقت الكافى لهم، بحسب مراقبى النجوم.

على الرغم من ذلك، فالبنت الكبرى، لينى (المولودة فى 2004)، ليست منه، إنما من الفيق السابق لأمها، وهو صاحب سيارات الـ "فورمولا1" الإيطالى فلافيو برياتورى، بسبب نشر صور تظهر الأخير يقبل عارضة أزياء أخرى.

فى أى حال، فى 2009، اعترف المغنى الأسمر بالصغيرة لينى على أنها ابنته، فصارت تحمل لقبه (صموئيل)، مثل شقيقيها، هنرى غونتر (مواليد 2005) ويوهان رايلى (مواليد 2006)، وأخيراً شقيقتها الصغرى لو سولالا (مواليد 2009). والثلاثة ولدوا فى لوس أنجلوس، بعكس شقيقتهم الكبرى، التى رأت النور فى نيويورك.

أما الكندية سلين ديون، نجمة الغناء العالمية، فصحيح أنها لم تنجب سوى طفل واحد، هو شارل رينيه (ولد فى مطلع 2001)، لكنها اعتكفت عن الفن أكثر من سنتين تهيؤاً للحدث.

ففى 1999، عرف أن زوجها ومدير أعمالها، رينيه أنجليل (المولود فى كيبيك فى كندا، من والدين لبنانيين) كان مصاباً بالسرطان. فقررت اعتزال الفن مؤقتاً، حرصاً على إنجاب طفل منه. رأى الطفل النور بعد زهاء عامين. كبرت الأسرة، لكن بشكل طفيف جداً، لا يضاهى كبر أسرة النجمة.

فسلين ديون، نفسها، آخر عنقود أسرة مؤلفة من 14 ولداً وبنتاً. هكذا، يبدو أن أمام الموسيقيين متسعاً من الوقت للانصراف إلى الواجبات الزوجية.

فالأب كان عازف أكورديون والأم عازفة كمان. تألقت ابنتهما الأخيرة فى الموسيقى، التى رضعتها مع حليب أمها. لكنها لم تضاهيهما فى باب الإنجاب. وربما لا تزال أمامها فرصة لتوسيع العائلة. فهى الآن فى سن 42، وزوجها رنييه، البالغ من العمر 68، شفى من السرطان الذى ألم به.

جنيفر وجنيفر
وإذ اشتهرت النجمة جنيفر لوبيز بلقب "القنبلة اللاتينية"، باتت الآن تعرف بأنها، هى أيضاص، أم مثالية، وهى التى بلغت سن الـ 40 فى صيف 2009. بل انتخبت "أفضل أم للعام" من جانب جمعية "منغلنغ مومز" الأميركية.

ومع زوجها، المغنى مارك أنتونى، ذى الأصول الأميركية اللاتينية مثلها (فهو مكسيكى الأصل، بينما تنحدر أصول لوبيز من بورتوريكو)، رزقاً أيضاً بتوأم مؤلف من صبى وصبية، فى مطلع 2008.

وإذا كان الطفلان هما الأولين بالنسبة  إلى النجمة، فإنهما شكلاً رابع وخامس ذرية المغنى، باعتباره أباً لثلاثة أطفال آخرين، من زواج سابق. فى أى حال، تعتنى لوبيز كثيراً بتوأمها، ماكس وإيما، والآن فى سن سنتين ونصف السنة تقريباً. وشوهدت أيضاً ترعى أطفال زوجها الآخرين عندما يأتون لزيارته.

طبعاً، لسنا هنا فى صدد تعداد النجمات الأمهات كافة، وما أكثرهن، إنما الإشارة إلى عينة صغيرة. ولنأخذ أمثلة قليلة أخرى. فعلى ذكر انتخاب هذه أو تلك "أم العام"، من اللافت أن مستخدمى الإنترنت الأميركين اختاروا مؤخراً،جنيفر أخرى كـ "أفضل أم من بين الشهيرات"، وهى الممثلة جنيفر غارنر (38 عاماً)، التى اشتهرت بفضل مسلسل "ألياس".

لكن، أكثر من شهرتها الشخصية، يجوز الظن أن شهرة زوجها، النجم بن أفليك، هى التى تجعل الأنظار موجهة نحوها. هى أيضاً، قررت الاعتزال مؤقتاً من أجل التفرغ تماماً لتربية طفلتيهما: فيوليت آن (5 سنوات) وسيرافينا روز (عام واحد).

وهذه التضحية بالمسار المهنى، أو على الأقل وضعه بين قوسين لفترة ما، ربما تشكل سبب اختيار الناخبين لها كأفضل أم، وإن كان الانتخاب تم عبر الإنترنت.

وعلى ذكر التضحية بالمسار المهنى
من أجل الأولاد أيضاً، نشير أخيراً إلى مغنية الـ "بوب" والـ "راب" الأميركية غوين ستيفلنى. وهى أيضاً إيطالية الأصل، ما يفسر ربما شبهها الواضح بمواطنتها مادونا.

على أى حال، هجرت ستيفانى استوديوهات التسجيل للاعتناء بولديها كنغستون جيمس (4 سنوات ونصفالسنة) وزوما نيستا (أقل من عامين اثنين بقليل).

وكلاهما من زوجها، عازف الغيتار غافن روسدال. ومع أنها عانت فى إنجاب الأول (الذى ولد بعملية قيصرية) وأقسمت بأنها لن تنجب ثانية، تراجعت عن قرارها، و"أهدته" أخا صغيراً بعد أقل من 3 سنوات. كما قررت أن تهدى نفسها هدية صغيرة: الابتعاد عن الفن، ولو جزئياً، للتفرغ لتربية ولديها.