حقنة طبية تعالج أربعة أمراض دفعة واحدة

ستكون هذه الحقنة متوفرة للاستخدام العام في غضون ثلاث سنوات، وهي فترة قصيرة بالمعايير الطبية الحالية
ستكون هذه الحقنة متوفرة للاستخدام العام في غضون ثلاث سنوات، وهي فترة قصيرة بالمعايير الطبية الحالية

أعلن العلماء عن تطويرهم لحقنة سحرية تعمل على أربعة محاور دفعة واحدة. فهي تساعد على إنقاص الوزن ومعالجة المشاكل الصحية المرتبطة بالبدانة.


وهي تخفض ضغط الدم العالي، وتقي من الإصابة بالسكري وقد تشفي المصابين به. وإذا كان كل هذا ليس كافيًا، فهي تساعد أيضًا على رفع المعنويات لأنها تزيح المرض جانبًا.

والحقنة الجديدة ترفع درجة الكوليسترول «الطيب» على حساب «المؤذي»، وتخفض ضغط الدم العالي، وتقي من الإصابة بالسكري وقد تشفي المصابين به.

وإذا كان كل هذا ليس كافيًا، فهي تساعد أيضًا على «رفع المعنويات» لأنها تزيح هم المرض جانبًا.

وستكون هذه الحقنة متوفرة للاستخدام العام في غضون ثلاث سنوات، وهي فترة قصيرة بالمعايير الطبية الحالية.

وتركيبة العقار الذي تحويه مشابهة لهرمون «liraglutide» (لايراغلوتايد) الذي يعرف ايضا باسم «Victoza» (فيكتوزا).

وهذا هو تفرزه الامعاء بغرض منع الانسان من الإفراط في الأكل عبر «إيهام» الدماغ بأن المعدة ممتلئة 100 في المائة رغم أنها ممتلئة بحوالي 80 في المائة فقط.

وفي التجارب البشرية على 550 رجلا وامرأة من المفرطين في البدانة ممن ظلوا يجاهدون سنوات طويلة لتحقيق هذا الحلم بلا طائل، أثبتت الحقنة قدرتها على إنقاص أوزانهم بمقدار نحو 10 كيلوغرامات على مدى ستة أشهر وبدون أعراض جانبية مضرّة.

وهذا معدل نجاح يبلغ ضعف مثيله في أفضل العقاقير الطبية المتوفرة اليوم للجمهور، تبعًا لوسائل الإعلام البريطانية التي أوردت النبأ.

وعلى مدى الأشهر الـ18 التالية، حافظ اولئك الذين استمروا في تعاطي العقار على أوزانهم الجديدة بينما استعاد اولئك الذين تخلوا عنه أوزانهم القديمة.

كما ان الحقنة تبشّر بإحالة العمليات الجراحية الخطيرة التي يلجأ اليها البعض ملاذا أخيرًا - مثل تصغير المعدة - غير ضرورية على الإطلاق.

ولم تتوقف فوائد هذه الحقنة عند هذا الحد. فقد خفضت ضغط الدم لدى الذين يعانون من ارتفاعه بحيث تخلوا نهائيًا عن الحاجة لتناول عقاقيرهم اليومية المعتادة.

ولاحظ العلماء أيضًا أنها تنظم إفراز دهون الدم بحيث ترفع كمية الكوليسترول الطيب وتخفض المؤذي وهو أحد أكبر العوامل التي تؤدي للإصابة بأمراض القلب القاتلة.

وأثبت عقار «فيكتوزا» أيضًا مساعدته الجسد في معالجته السكريات بطريقة تتيح له اتقاء الإصابة بداء السكري. وليس هذا وحسب، بل أن بعض اولئك المصابين به سلفًا استفادوا من هذه القدرة الجسدية المكتسبة بحيث انتفت لديهم الحاجة لحقن أنفسهم بالانسولين على فترات منتظمة بقية أعمارهم.

والتقت صحيفة «ديلي ميل» بالبروفيسير في جامعة جلاسجو الاسكتلندية، مايك لين الذي استخدم الحقنة الجديدة لعلاج عدد من البريطانيين، فعلّق قائلا: «كانت إحدى المشاكل التي تناولناها احتمال تعرض البعض للإصابة بالسكري وبدء الطريق الشديد الانحدار نحوه ونحو أمراض القلب بالتالي. فوجدنا أنه يعمل بمثابة كابح لدى المرشحين للإصابة بها».

وأضاف :«بالطبع فإن هذا لا يعني أن الشخص صار محصنًا أمام هذه الأمراض مدى الحياة، لكن بوسعه القول إنه نجح في إرجاع عقارب الساعة الى الوراء.

ومما لاشك فيه هو ان الفيكتوزا أثبت فاعليته في المطلوب منه حاليًا، وهو مساعدة الناس على إنقاص وزنهم ومحاربة الأمراض المتصلة بهذا كارتفاع ضغط الدم والسكر والكوليسترول.

لكن السؤال يبقى كالتالي: ماذا سيحدث بعد هذا؟ هل سيغير الشخص أسلوب حياته بحيث يظل سليم الجسد، أم سيظل معتمدًا على العقار بقية عمره وهذه مشكلة أخرى».


ويذكر أن عقار الفيكتوزا سيكلّف نحو ألف جنيه في السنة (1500 دولار) أو ثلاثة جنيهات في اليوم (4.5 دولار). وهذا يجعله أغلى قليلا أو كثيرًا من سائر عقارات مكافحة السمنة والأمراض المتصلة بها المتوفرة في الأسواق حاليًا. لكنه، حتمًا، أكثر فاعلية منها كما أثبتت التجربة العملية.

لكن من المحتم لهذه الأنباء الطيبة أن تجد من ينتقدها بالقول إنها ستشجع الناس على اللهو بأجسادهم وصحتهم كما حلا لهم لعلمهم أن ثمة دواء سحري في حال سارت الأمور على غير ما يرغبون.

ومن جهته عبّر الدكتور العمومي إيان كامبل، مدير جمعية «ويت كونسيرن» الخيرية المعنية بعلاج البدانة وأمراضها عن «الترحيب المشوب بالحذر» إزاء العقار الجديد.

وقال: «نحن بحاجة ماسة لدواء يساعد المفرطين في السمنة على استرجاع حياتهم العادية. وقد وعد الكثير من العقارات التي طرحت في هذا المجال بفعل السحر لكنه لم يف بذلك.

البدانة أكثر تعقيدًا من ان تعالج بدواء سحري ولكن فلننتظر ونر. وفي غضون ذلك وبعده تبقى نصيحتنا القديمة كما هي: الأكل الصحي المعتدل والتمارين الرياضية هي أفضل السبل على الإطلاق الى العافية».