«متلازمة اللبن والقلوي» .. مشكلة قديمة تظهر مجددا

قبل عشرات السنين، نصح المصابون بالقرحة بتناول الكثير من الحليب والقشدة، وتناول بيكربونات الصوديوم (مادة قلوية) أيضا، بهدف تحييد الحامض وحماية بطانة المعدة.


وقد ظهر لدى قسم من أولئك المرضى (بين 2 و18 في المائة حسب نوع الدراسات) حالات مهددة لحياتهم أطلق عليها اسم «متلازمة اللبن (الحليب) والقلوي» (milk alkali syndrome) التي تتصف بوجود تركيز عالٍ للكالسيوم، ومستوى عالٍ من pH (عامل يحدد درجة الحموضة) في الدم، اختلال وظائف الكلى، وتكلس القرنية، الرئتين، والعقد اللمفاوية.

وقد اختفت هذه المتلازمة عندما تم التخلي عن طريقة علاج القرحة هذه، إلا أن المتلازمة ظهرت مجددا بين النساء اللواتي تناولن جرعات كبيرة من كربونات الكالسيوم الموجودة في حبوب الكالسيوم، وكذلك في مضادات الحموضة مثل «تامس» (Tums)، الذي يحتوي على كربونات الكالسيوم.

وفي واحدة من الدراسات، دقق باحثون في تكساس في سير الوضع الصحي لمرضى أدخلوا إلى المستشفى الجامعي بسبب ارتفاع مستوى الكالسيوم لديهم بين عامي 1998 و2003.

وبعد استبعاد المصابين بأمراض الكلى وفرط نشاط الغدة الجار درقية، وجد الباحثون أن متلازمة اللبن والقلوي كانت مسؤولة عن 9 في المائة من الحالات عموما، وعن 26 في المائة من حالات الزيادة الحادة في مستوى الكالسيوم.

وتظهر هذه المتلازمة في غالب الأحوال لدى الأشخاص الذين يتناولون أكثر من 2000 مليغرام (ملغم) من عنصر الكالسيوم يوميا - أي كمية الكالسيوم الموجود في الحبوب المصنعة، وليس كمية بيكربونات الكالسيوم في الحبوب (تحتوي حبة واحدة بجرعة 500 ملغم من كربونات الكالسيوم، على 200 ملغم من عنصر الكالسيوم).

كما أن الخطر يتهدد النساء اللواتي يتناولن توليفة من جرعات الكالسيوم مع فيتامين «دي» بهدف زيادة امتصاصه.

وقد يؤدي جفاف الجسم، وهو خطر على النساء المصابات بالشره المرضي (البوليميا) والمصابات بغثيان الصباح، أيضا إلى زيادة مستويات الكالسيوم بعد إخلاله بالتوازن الحمضي في الدم.

ينبغي قراءة ملصقات التعريف على الحبوب للتأكد من عدم تناول كميات أكثر من تلك التي يوصي بها الأطباء: 1200 إلى 1500 ملغم من عنصر الكالسيوم يوميا.