قوس قزح يلون كل حواسك .. من الأزياء إلى المجوهرات والحلويات

الألوان، كما يؤكد الخبراء، مثل العطور تؤثر على نفسياتنا ورؤيتنا للأمور، ومنها ما يحسن المزاج ويحفز الطاقة، ومنها ما يصيب بالاكتئاب والخمول
الألوان، كما يؤكد الخبراء، مثل العطور تؤثر على نفسياتنا ورؤيتنا للأمور، ومنها ما يحسن المزاج ويحفز الطاقة، ومنها ما يصيب بالاكتئاب والخمول

عندما أعلنت شركة «لاديري» الفرنسية أنها تحتفل بالورود والطبيعة هذا الربيع بمجموعة من المكرون تعبر من خلالها عن حبها للورد وزنابق الوادي والأقحوان والنرجس في علب لا تقل لذة، لم يبدو الأمر غريبا بقدر ما بدا مغريا ومشهيا.


عدم الاستغراب نابع من أن كل شيء من حولنا يتكلم لغة الورود والأزهار هذه الأيام، لهذا إذا كان مصممو الجواهر والأزياء قد اتجهوا إلى الطبيعة وألوانها يغرفون منها بنهم، فلم لا يحذو الطباخون وصانعو ملذات المعدة حذوهم ويقضمون لهم قطعة ولو صغيرة من السوق؟

الألوان، كما يؤكد الخبراء، مثل العطور تؤثر على نفسياتنا ورؤيتنا للأمور، ومنها ما يحسن المزاج ويحفز الطاقة، ومنها ما يصيب بالاكتئاب والخمول، ومنها ما يجذب، ومنها ما ينفر، وهكذا.

وليس أدل على قوة تأثيرها من أن الأخضر الفيروزي أصبح اللون المفضل للمستشفيات، بعد أن أظهرت دراسات عدة أنه مضاد للون الدم، أي الأحمر، مما يجعله مهدئا وباعثا للتفاؤل ومن ثم إلى الشفاء العاجل.

مثل بسيط يؤكد أن عملية اختيارك لألوان أزيائك لا يجب أن يكون عشوائيا أو يخضع لإملاءات الموضة فقط، بل يجب أن تخاطب وجدانك وعقلك أولا ثم بشرتك ثانيا.

البشرى أن المصممين رفعوا هذا الربيع والصيف راية التفاؤل وكأنهم يحتفلون بانفراج طفيف في عالم الموضة بعد عام عصيب من التشاؤم والخسارات.

بعبارة أخرى، ليس هناك أي خطر على المرأة من الإصابة بالاكتئاب أو الخمول إذا كان ما طرحوه هو المقياس.

فقد ترجموا ولعهم بالفستق والليمون والفانيليا والنعناع من خلال فساتين منسابة وقطع مفصلة على حد سواء، وبالتالي جاءت كل درجات الألوان تقطر حلاوة مثل المكرون الفرنسي تماما.

لكن في الوقت الذي ستقتصر فيه بعض النساء على مغازلة هذه الأخيرة من بعيد خوفا على رشاقتهن وخصورهن منها، فإنهن سيعبرن عن امتنانهن للمصممين بالإقبال على الأزياء والإكسسوارات، ينهلن منها ما لذ وطاب من دون خوف أو رادع.

أكثر من برهن على ضعفه أمام هذه الحلوى، كريستوفر بايلي، مصمم دار «بيربيري»، في أول عرض له في أسبوع لندن للموضة للربيع والصيف الحاليين.

عرض كان أهم حدث في الأسبوع وأجمله أيضا، إذ أدهش فيه الحضور بباقة ألوان مشكلة ومثيرة لكل الحواس.

كريستوفر كان يعرف أنه بعد غياب 8 سنوات عن لندن لا بد وأن الأنظار ستسلط عليه من كل صوب، لهذا لعب على النفسيات والوجدان بهذه الألوان، وإن لم يركز فقط عليها لإثبات مكانته ومكانة الدار كمؤثر قوي في أسبوع لندن، حيث انتبه أيضا إلى التصميمات الملتفة على شكل ورود وطيات، والأقمشة المترفة مثل التول التي زينت حتى المعطف الممطر الذي اشتهرت به الدار، إلى جانب البليسيهات المبتكرة.

الأميركي مايكل كورس كشف بدوره عن حبه لهذه الألوان، وإن اختلط الأمر على البعض في ما إذا كانت مستلهمة من المكرون الفرنسي أم من الأحجار الكريمة مثل الاكوامارين والسيترين والزفير. هناك أيضا بيتر كوبينغ مصمم دار «نينا ريتشي» الذي لم يستطع المقاومة وقدم قطعا تقطر رومانسية وحلاوة، بالإضافة إلى غيرهم من الذين اكتفوا بإلقاء تحية صيفية عابرة على هذه الألوان خوفا على رشاقة تصميماتهم من حلاوتها الزائدة.

نذكر من هؤلاء «فرساتشي» التي عمدت إلى التخفيف منها، بتنسيقها مع أحذية عالية بكعوب خشبية تميل إلى الخشونة، فيما لجأت نينا ريتشي إلى استعمال أحزمة سوداء لنفس الغاية.

أما في عرض اللبناني ربيع كيروز فكانت الألوان صارخة أكثر في فساتين طويلة أرادها للأمسيات الصيفية وبرز فيها هذا الفستان الأصفر الساطع.

ومعروف عن كيروز حبه للألوان الموحدة والصارخة عموما، وهو حب لا يضاهيه سوى كرهه لاستعمال المقص لتطويع الأقمشة، الأمر الذي يجعله يتحايل على لف تصميماته حول الجسم أو عقدها حتى يتجنب عملية القص، مع ترك فتحات صغيرة تسمح بالحركة.

في الكثير من الأحيان تستقي الجواهر ألوانها من موضة الأزياء، والعكس. وهذا الموسم تعرف الأحجار النارية والساطعة بريقا متأججا، خصوصا في دار «تيفاني أند كو» التي لعبت فيها الأحجار الملونة دورا رئيسيا منذ عدة قرون.

فقد بدأت قصة الدار مع الأحجار الملونة في عام 1876 عندما باع الدكتور جورج فريدريك كونز (1856-1932) حجرا استثنائيا من التورمالين إلى مؤسس «تيفاني»، تشارلز لويس تيفاني (1812-1902).

منذ ذلك الحين والعلاقة التي تجمع مصممي الدار بألوان الطيف مستمرة لم تخف أو تهدأ، ولا تزال الدار تعتمد في إبداعاتها على كل الألوان والأنواع بدءا من الزفير والوتورمالين، والجارنيت، والتوباز، وحجر أكسوتيك الأصفر من سيلان، والأكوامارين، وهلم جرا. وهكذا حتى إذا لم ترُق لك الألوان الزاهية في الأزياء، فيمكنك أن تكتفي بها في جواهرك.

همسات جانبية
- يفضل أن تكون الإكسسوارات بلون مختلف لكن متناغم. مثلا إذا كان الفستان فستقيا أو بلون الليلك يفضل أن يكون الصندل بدرجة من البني، لكن لا بأس من إيشارب صيفي بنقوشات فنية على شرط أن تكون بدرجات متناغمة مع لون الفستان.

- يمكنك أيضا اعتماد ألوان هادئة في ما يخص أزياءك، مثلا البيج أو الكريم، واختيار حقيبة يد أو حذاء أو حزام بلون متوهج، مثل الأخضر أو البرتقالي.

- البساطة واجبة هنا، لأن خلط الكثير من الألوان، خصوصا إذا كنت جديدة على اللعبة أو غير جريئة، يمكن أن تخلق فوضى وإطلالة مشوشة للعين.

- الماكياج أيضا يمكن أن يكون بلوني الربيع أو الصيف، لكن بألوانه البرونزية والذهبية حتى تخلق تناقضا متناغما وطبيعيا.

- اللون يلعب دورا منشطا ومحفزا، كما قد يكون أول نقطة جذب بالنسبة للآخر، لهذا تعتبر عملية اختيار الدرجة المناسبة مهمة جدا .. لكن كيف تعرفين هذا؟ عندما تضعين اللون بالقرب من وجهك فيضيئه ويمنحه نضارة، تعرفين أنك وفقت في الاختيار.