هل تصبح الهند مقرا لأنشطة نجوم هوليوود الإنسانية؟

محاربة الإيدز والاتجار بالبشر وتوفير المياه النظيفة .. مشاريع خيرية تستهويهم
محاربة الإيدز والاتجار بالبشر وتوفير المياه النظيفة .. مشاريع خيرية تستهويهم

جعل كثير من المشاهير في هوليوود من الهند مقرا لأنشطتهم الخيرية والأخلاقية خلال السنوات الأخيرة، ويرجع ذلك إلى عدة أسباب اجتماعية، إذ بدأ الممثل الشهير على الصعيد العالمي والناشط الاجتماعي، والناشط في الأعمال الخيرية، ريتشارد غير، اتجاها لمجيء مشاهير هوليوود إلى الهند كسفراء نوايا حسنة عن طريق نشر الوعي حول مرض الإيدز.


وقد لعب غير دورا كبيرا في نشر الوعي بشأن الإيدز، ويهتم على نحو خاص بانتشار الإيدز في الهند ونقص منشآت الرعاية المخصصة للهنود الذين يعانون مرض نقص المناعة المكتسب، أو الإيدز.

وقد ساعد على إقامة مؤسسة لرعاية مرضى الإيدز تسمى «إيدز هوم كير»، وهي منشأة مخصصة للنساء والأطفال الذين يعانون المرض.

وفي عام 1999، أنشأ «مؤسسة غير الخيرية» في الهند، التي كان الهدف منها دعم الكثير من البرامج الإنسانية في البلاد.

وفي بداية العام الحالي، جاءت نجمة هوليوود لوسي ليو، التي لعبت دورا في فيلم «Charlie›s Angels» والمرشحة لجائزة «إيمي»، إلى الهند لتصوير فيلمها «Half The Sky»، ومدته 30 دقيقة، ويعالج مشكلة الاتجار في البشر.

وقصة هذا الفيلم مستوحاة من قصة مينا، وتدور حول مينا حسينا، التي تم اختطافها عندما كان عمرها 10 سنوات من قريتها بيهار، وتم نقلها إلى مومباي. وفي الوقت الذي كانت لوسي تصور هذا الفيلم الحساس، كانت كثيرا ما تنفجر في البكاء في موقع التصوير.

وقبل لوسي، استخدمت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» الوضع الشهير لنجمة هوليوود ليندسي لوهان، لتصوير فيلم وثائقي حول الأطفال الذين وقعوا ضحايا للاتجار في البشر في الهند.

ويوجد في الهند الكثير من الأطفال العاملين تحت سن 14 عاما بنسبة أكبر من أي دولة أخرى. وفي الغالب يتم إحضار هؤلاء الأطفال إلى المدن الكبرى، حيث يخضعون للاستغلال والعمل كعمالة رخيصة.

وكانت نجمة فيلم «Mean Girls»، التي تبلغ من العمر 24 عاما، موجودة في الهند خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، لتصوير الفيلم الوثائقي لهيئة الإذاعة البريطانية.

وهذا الفيلم الوثائقي قائم على الاتجار في النساء والأطفال في الهند. وتم بث هذا الفيلم في الأول من شهر أبريل (نيسان) في المملكة المتحدة، وشوهدت ليندسي وهي تبكي بعد أن حكى لها أحد المترجمين قصة الطفلة في الفيلم.

وهذه الطفلة الموجودة في الفيلم تدعى دينا، وأرسلها شقيقها وزوجته للتسول في الشوارع. وكان رد الفعل الفوري الذي قالته ليندسي هو «يا إلهي!».

وبحسب قصة الفيلم، كانت زوجة الشقيق تضربها إذا ما رفضت فعل هذا الشيء الشنيع. وبكت ليندسي، وقالت: «لا أريدها أن ترى دموعي». وفي النهاية أضافت: «لن يتوقف الاتجار في البشر حتى يأخذ الناس هذه القضية على محمل الجد».

وتعرضت ليندسي لمشكلة مع إحدى المنظمات غير الحكومية الهندية، حيث إنها زعمت زورا أنها أنقذت 40 طفلا من الأطفال العاملين، إضافة إلى أنها خالفت قواعد تأشيرة الدخول في الهند، وذلك لأنها دخلت البلاد باعتبارها سائحة بينما كانت تعمل في فيلم وثائقي لهيئة الإذاعة البريطانية.

وتعمل الممثلة ميغ ريان مع منظمة «كير»، وهي منظمة دولية تعمل في مجال المساعدات، وسافرت لمدة 4 أيام إلى الهند؛ التي تعد ثالث أكبر دولة منتجة للملح في العالم.

وعندما يضيف الناس الملح إلى طعامهم، فلا يربطون هذا النوع من التوابل بامرأة في الصحراء الهندية، تكافح من أجل أن تظل على قيد الحياة في أقسى أوضاع من الممكن تخيلها، ورعاية أطفالها الذين لم يذهبوا إلى المدارس قط في يوم من الأيام.

زارت ميغ الصحراء في ولاية جوغارات غرب البلاد. وبينما كانت هناك، التقت العاملين في مجال الملح وأسرهم، وعلمت إلى أي مدى تحمي منظمة «كير» كرامتهم، وتساعدهم على الوصول إلى الخدمات الأساسية التي لم تكن متاحة من قبل.

وقدمت النجمة هيلاري سوانك، التي حصلت على جائزة الأوسكار مرتين، إلى ولاية هيمالاين في الهند، ومكثت هناك لمدة أسبوعين للعمل مع إحدى المنظمات غير الحكومية المعنية برعاية الأطفال.

وأثناء إقامتها في هذه الولاية ذات الطبيعة الجبلية، علّمت هيلاري الأطفال الصغار وقرأت الكتب الروحية وتعلمت فن اليوغا بتوجيه من أحد المعلمين ومارست التأمل.

وكان نجم هوليوود مات ديمون (نجم فيلم «Good Will Hunting»)، الحاصل على جائزة الأوسكار، في دلهي وتشيناي في الهند للتعاون مؤسسة «إتش 2 أو» أفريقيا، التي تهدف إلى نشر الوعي بشأن مبادرات المياه النظيفة.

وقام ديمون، المتحدث باسم هذه المنظمة وأحد مؤسسيها، بتنفيذ مشروعات في أوغندا وجمهورية أفريقيا الوسطى وغانا وكينيا وإثيوبيا ورواندا والنيجر.

ويعتزم ديمون بدء شيء مشابه لمبادرة «إتش 2 أو» في الهند. وقال إنه يشعر بالسعادة لكونه جزءا من هذا المشروع، ويشعر بسعادة أكثر لوجوده في الهند.

وبينما ينجح هؤلاء المشاهير في إحداث الكثير من الضجة بحكم اشتراكهم في هذه الأنشطة، فإلى أي مدى سيساعد ذلك على تحويل الأضواء إلى مثل هذه القضية؟ يقول بوفان ريبو، المحامي والناشط الاجتماعي لصالح منظمة إنقاذ الطفولة، وهي منظمة هندية غير حكومية تعمل على القضاء على عمالة الأطفال، وهي المنظمة التي صورت هيئة الإذاعة البريطانية لها الفيلم الوثائقي مع ليندسي لوهان: «إن ربط أحد مشاهير هوليوود بقضية اجتماعية في الهند يقود إلى الاعتراف الدولي بهذه القضية.. التعاطف هو ما كان واضحا على لوسي ليو عندما قدمت إلى الهند لتصوير فيلمها حول الاتجار في البشر».

وتقول الممثلة تانيشثا تشاترجي، التي تلعب دور البطولة في هذا الفيلم: «إن لوسي شخصية حساسة للغاية، فأثناء العمل معها ينمو لدى الفرد شعور واضح بأنها ملتزمة تماما تجاه القضايا المتعلقة بالمرأة. وكان واضحا أثناء التصوير أنها لم ترد جذب أي اهتمام أو انتباه إليها شخصيا».

وفي الداخل، لدى جميع نجوم بوليوود قضاياهم الخاصة. لكن وجوه هوليوود تعطي دفعة قوية لأي قضية.

لكن أدمان سانتوش ديزاي لا يعتقد ذلك، حيث يقول: «إن مثل هذه الحملات مفيدة بالنسبة إلى المشاهير.

لا أستطيع أن أقول الشيء نفسه بشأن هذه الحملات، فهؤلاء المشاهير يحصلون على صورة جيدة.. فليس لديهم أي التزام واضح تجاه الهند».

وزار الممثل البريطاني رالف فينيس كثيرا من القرى في غرب الهند في سياق دوره كسفير لمنظمة «يونيسيف».

وأثناء زيارته، التي استمرت 5 أيام، إلى ولاية ماهاراسترا غرب الهند، التقى فينيس أطفالا يعانون مرض نقص المناعة المكتسب، وممثلين عن شبكة «أناس يعيشون مع مرض نقص المناعة المكتسب».

والتقى أيضا الكثير من الأفراد الذين تخلت عنهم أسرهم بعدما اكتشفوا أنهم يعانون الإيدز. وبالمثل، سافرت الممثلة الأميركية أشلي جود، نجمة فيلم «Someone Like You» وفيلم «Kiss the Girls»، إلى الهند لتصوير فيلم جديد، وهو فيلم وثائقي حول الآثار المدمرة لمرض الإيدز على النساء وأطفالهن.

وتم عرض هذا الفيلم «India›s Hidden Plague» للمرة الأولى على قناة «ناشيونال جيوغرافيك».