حقنة من خلايا أجنة الخراف .. لعلاج أمراض الأعضاء في سويسرا

خلاصة «سي إل بي» العلاج الأمثل لوضع حد لآثار الشيخوخة حقنة من خلايا أجنة الخراف لعلاج أمراض الأعضاء في سويسرا
خلاصة «سي إل بي» العلاج الأمثل لوضع حد لآثار الشيخوخة حقنة من خلايا أجنة الخراف لعلاج أمراض الأعضاء في سويسرا

تشتهر مدينة مونترو السويسرية الواقعة في القسم الفرنسي من البلاد بانتشار عدد كبير من أهم المراكز الطبية والصحية، التي يعمل بها نخبة من الأطباء السويسريين والعالميين ينفردون بتقديم علاجات طبية فريدة من نوعها، وعلى رأسها علاج آثار الشيخوخة والحد منها من خلال حقنة تعتمد في تركيبتها على أجنة الخراف لعلاج كل أمراض الأعضاء، وهذا العلاج هو الأول عالميا في علاج الحالات المرضية المرتبطة بالشيخوخة عبر تجديد النشاط واستعادة طاقة الشباب.


وهذا العلاج الذي تستخدم في تركيبته خلاصة «سي إل بي» يقدم حصريا في مركز «كلينيك لابريري» السويسري، بعد أن قام صاحب المركز البروفسور بول نيهانز باختراع الحقنة الفريدة من نوعها، ونجح المركز في أول عملية حقن للخلايا في عام 1931، وأسهم على مدى السنين في علاج أعداد كبيرة من المرضى بالطريقة نفسها، وبعد أن كان العلاج على شكل حقنة وريدية، أصبح من الممكن اليوم الحصول على العلاج نفسه من خلال تقديم جرعتين عن طريق الفم تعطيان للمريض للغاية نفسها.

ويعتبر علاج حقن أجنة الخراف من أهم الإنجازات التي توصل إليها الطب في سويسرا، حيث تم تطويره على مدى 80 عاما، إلى جانب الدراسات البيولوجية التي أجراها خبراء في المركز في اللجنة العلمية التابعة له وخبراء المناعة وعلاج آثار الشيخوخة على مدار العقود.

وأثبتت الدراسات الطبية أيضا أن هذا العلاج قادر على تقوية جهاز المناعة للجسم البشري عبر إبطاء آثار التقدم بالعمر.

وينصح الخبراء في المركز بأن يكون عمر المريض الذي ينوي الحصول على الحقنة أو الجرعة أكثر من 40 عاما، حيث تبدأ آثار الشيخوخة بالظهور بشكل أسرع، ويبلغ متوسط أعمار 70 في المائة من المرضى الذين يقصدون المركز 50 عاما، وتعتبر هذه السن مثالية لتلقي العلاج الذي تبلغ كلفته 17 ألفا و700 دولار أميركي، وللحصول على نتيجة جيدة للعلاج ينصح المرضى بمعاودة العلاج كل عام ونصف العام، أو عامين.

شهد علاج حقن الخلايا بأجنة الخراف نجاحا منقطع النظير عندما طلب من البروفسور نيهانز معالجة بابا الفاتيكان الثاني عشر من آثار الشيخوخة عن طريق حقن الخلايا الحية.

وخلال أيام استعاد البابا قوته ونشاطه مما مكنه من الوقوف على شرفة الفاتيكان لإلقاء عظته الأسبوعية، ومنذ ذلك الحين يقصد عدد كبير من السياسيين والرؤساء وأصحاب النفوذ المركز للحصول على هذا العلاج الذي لا يمكن الحصول عليه خارج المركز أو في أي مكان آخر في العالم، ولا يتم تصديره إلى الخارج.

وخضعت هذه الخلاصة للتجارب المعملية والاختبارات الإكلينيكية، وثبت أن لها تأثيرا تجديديا في خلايا الشيخوخة وتقوية جهاز المناعة، كما ثبت تأثيرها على المفيد على الوظائف الهرمونية والأيضية التي تضعفها الشيخوخة، حيث تعمل الخلاصة من الداخل لتزيد مقاومة الجسم للأمراض وأعراض تقدم العمر.

يقدم هذا العلاج إلى جانب علاجات أخرى يتم الخضوع لها أثناء الإقامة في المركز لمدة أسبوع كامل، ويتعين على المريض الخضوع لفحوصات طبية كثيرة عند وصوله إلى المركز، بحيث يتضمن الحصول على علاج تجديد النشاط على فحص طبي كامل وفحوص اللياقة والغذاء إلى جانب الحصول على خلاصة «سي إل بي سيليور إكستراكت»، وتوجد في المركز خدمات طبية كاملة أخرى مثل الطب التجميلي واستشارات طبية متخصصة والجراحات العامة وخدمات طب الأسنان التجميلي وطب الجلد والطب الباطني وأمراض النساء.

مر علاج إعادة الحيوية بمراحل تطور متعاقبة منذ بدايته، ففي بادئ الأمر كان العلاج عن طريق الخلايا الفتية يستهدف معالجة أو تعويض القصور الذي يصيب بعض الأعضاء لا سيما الغدد الصم.

وبعد سنوات من التطور وتطبيق العلاج في المجال الطبي، فرض علاج إعادة الحيوية نفسه بقوة نتيجة المشاهدات التي سجلت على المرضى أو تعليقات المرضى أنفسهم الذين كانوا يشعرون بالحيوية وباستعادة الشباب على مدى عدة شهور أو حتى في بعض الأحيان لسنوات بعد عملية الحقن بالخلايا الفتية.

يملك مركز «لابريري» مزارع خاصة به في جبال الألب، تتم فيها تربية الخرفان التي تنزع من أجنتها الخلايا اللازمة في علاج الحيوية، وعلى أرض الواقع أظهرت المقارنات المخبرية بين النشاطات الحيوية للخلاصات الخلوية لمختلف الأعضاء تفوق الخلاصة الكبدية.

ويعود السبب في ذلك إلى أن الكبد يتمتع بوظائف كيميائية حيوية مهمة جدا في مجالي التركيب والتخلص من السموم، ويؤمن خلال فترة الحياة الجنينية على وجه الخصوص إنتاج الخلايا الدموية، ولكونه يشكل معملا حيويا حقيقيا.

سمح البحث العلمي المخبري بتقسيم الخلاصة وتحديد مركباتها الكيمائية الواحد تلو الآخر، وبالتالي أصبح من الممكن الحصول على براءة تحمي مكونات خلاصة «سي إل بي» وخواصها الحيوية.

الأبحاث التي أجريت على الحيوانات في المخبر سمحت بتوصيف خلاصة الـ«سي إل بي» على جهاز المناعة من ناحية زيادة قدرته الدفاعية ضد العدوى بشكل عام وأيضا ضد تشكل الأمراض السرطانية.

من المعروف عن جهاز المناعة أنه موجود في كل مكان في الجسم، ويبادر بمجرد تعرضه لأي اعتداء بإفراز أجسام كيميائية تحرض مختلف الردود المناعية تبعا لنوع الاعتداء الذي يواجهه، وهذا يفسر المشاهدات السريرية المسجلة على المرضى في الساعات التي تلي إعطاء العلاج: آلام عضلية وتشنجات عابرة في أماكن مختلفة.

هذه التشنجات هي نتيجة لإفراز هذه الأجسام الوسيطة في الدورة الدموية، ويختلف الشعور بها من شخص لآخر. في بادئ الأمر كان المريض يتلقى أربع حقن عضلية، لكنه تم التوصل أخيرا إلى إعطاء المريض حقنتين فقط بفضل عملية خلاصة الـ«سي إل بي» التي يتم العمل على تطويرها على مدى الأيام.

ويقول الدكتور تيري وايلي، الطبيب الرئيسي في المركز، إن هذا العمل الطويل سمح بإثبات أن خضاب الدم الكبدي له قدرة على التعاون مع مادة تفرز من قبل البكتيريا في الأنبوب المعوي، ممارسا بذلك التأثير المعروف بالمعدل المناعي والذي كتب عنه الكثير في الكثير من الأعمال والمنشورات الصادرة عن الهيئة العلمية للمركز في السنوات العشر الأخيرة.

وأضاف الدكتور وايلي أنه من أجل تحسين فعالية «سي إل بي» المعطاة عن طريق الفم يتم حقن مادة تعرف باسم «ليبيد إي» تساعد على تنشيط الجهاز المناعي مما يجعله قادرا على الكشف عن أقل كمية ممكنة من خلاصة الـ«إس إل بي» المعطاة عن طريق الفم، في حين أن مادة «ليبيد إي» تعمل كمادة مساعدة تدخل في تركيب معظم اللقاحات الحديثة ضد فيروسات التهابات الكبد أو فيروس «بابيلوما» البشري، وأيضا في اللقاحات التجريبية ضد الملاريا.

وبحسب الدكتور وايلي فإنه تم إنجاز خطوة مهمة باتجاه الاستخدام المستقبلي لمادة «ليبيد إي» المتعاونة مع خضاب الدم الجنيني ومع مركبات أخرى من مركبات «سي إل بي» وهناك احتمال كبير لأن تسمح السنوات القادمة باستخدام مواد صناعية تعطي استخداما أوسع نطاقا وأكثر أمانا وفعالية.

في عام 2001 أعطت الأبحاث والتجارب التي أجريت على الفئران حول إمكانية إعطاء خلاصة «سي إل بي» عن طريق الفم بواسطة مسبار معوي ملاحظة، بأن الخلاصة المعطاة بهذه الطريقة لها نفس فعالية الخلاصة المعطاة عن طريق الحقن في الغشاء البطني.

وكان من الممكن إظهار أن نشاط الجهاز المناعي المعوي (النسيج الليمفاوي المتصل مع الأمعاء) قد زاد بشكل ملحوظ.

ولوحظ نفس الشيء في الغدد الليمفاوية في الطحال التي بدأت بإفراز كميات كبيرة من بروتينات السيتوكينز مما يظهر لنشاط الكبير الذي أصبحت تتمتع به الدفاعات المناعية.

غير أن التجارب الطبية التي تمت في عيادة «لابريري» على متطوعين بينت صعوبة في الحصول على النتائج نفسها عند الإنسان عند إعطاء الخلاصة سواء بالحقن العضلي أو عن طريق الفم ضمن مادة عازلة، هذا لأن الفئران تتمتع بنفس الظروف على كل الأصعدة، فهي فئران مستنسخة وتعيش في بيئة تخضع لشروط قياسية ولا تتعرض لمختلف أنواع الضغوط الفردية التي يمكن أن يتعرض لها الإنسان في حياته اليومية والتي تختلف من شخص إلى آخر.

والتأثير الذي أظهره الحقن بخلاصة «سي إل بي» على رد الفعل المناعي فيما يخص عدوى بفيروس الهيربس (حيث تم اختفاء حويصلات الهربس على مدة شهور طويلة وصلت إلى 24 شهرا) وتم الحصول عليه أيضا عند إعطاء الخلاصة عن طريق الفم. ولهذه الطريقة فوائد كثيرة إذا أردنا الكلام عن تحوير مناعة الجسم أو عن تأثيرات الاستعارة المناعية.

إن الجهاز الهضمي مبطن من أوله إلى نهايته بنسيج ليمفاوي وتزيد كثافة هذا النسيج بشكل ملحوظ في نهاية المعى الدقيق عند مكان وجود صفائح «باير» التي تعتبر بمثابة اللوزتين الحلقيتين بالنسبة للأمعاء.

وفي هذا المكان يكون تجدد النسيج المخاطي المعوي سريعا. وفي هذا المكان أيضا وبواسطة المجهر الإلكتروني تمت ملاحظة عبور مواد لا تعبر عادة في النسيج المخاطي وهو ما يعرف بأنه الدخول المباشر للمواد من الأمعاء في الدورة الدموية عبر «الوريد البابي» باتجاه الكبد.

إن الكميات الصغيرة من المواد غير الممتصة يتم حجزها من قبل الخلايا الليمفاوية ولاقطاتها ومن ثم تفكيكها وتدميرها، مما يطلق العنان لسلسلة من التفاعلات الكيمائية في الخلايا المناعي التي لا تصل إلى نفس النشاط إلا من خلال الحقن العضلي.

ويجب التنويه إلى أن خلاصة الكبد الجنيني تحتوي على أكثر من 95 في المائة من البروتينات تمت معرفة تركيبتها الكيمائية بعد أن تم تجزيئها إلى أجزاء دقيقة جدا.

خلايا طازجة
أخترع البروفيسور بول نيهانز أول حقنة من الخلايا الحيوانية الحية في «كلينيك لابريري» في الأول من أبريل عام 1931 بينما كان يساعد طبيبا آخر، وقدم للعالم علاجا فريدا من الخلايا الحيوانية. ففي ذلك اليوم، استدعي نيهانز من قبل طبيب في مستشفى لوزان، ليعاين امرأة بين الحياة والموت أصيبت بالتكزز إثر عملية جراحية استدعت إزالة غدتها الدرقية وغدد صم صغيرة مجاورة للغدة الدرقية.

وفور سماع المعلومات عن المريضة تقدم نيهانز للمساعدة، وقام بإزالة أجزاء من الغدة الدرقية لعجل رضيع وقطعها لأجزاء صغيرة وحقنها في المريضة الشابة.

وبعد بضع ساعات، استعادت المريضة وعيها، وعاشت حتى بلغت 89 عاما وتوفيت في عام 1962.

وعلى مدى أكثر من 20 عاما، استخدم الدكتور نيهانز الخلايا الحيوانية الطازجة لمعالجة مرضاه من أمراض معينة، باستخدام خلايا أعضاء أجنة الحيوانات ذات العلاقة. وهي معالجة ما زالت تمارس اليوم كـ«علاج عضوي» في بعض الأماكن.

وعلى مر الأعوام، شعر الكثير من المرضى الذين تلقوا العلاج بالحيوية والنشاط والصحة بعد حقنهم بحقن الخلايا الحية، ومن هنا نبعت فكرة معالجة استعادة الحيوية وإبطاء الشيخوخة، وتتطلب تحضير خلايا قياسية من عدة أعضاء جربت في أواخر الستينات من القرن الماضي بنجاح باهر.