«آي فون» .. تطبيقات جديدة للتعريف بثقافة الطبخ والطعام

لا تقلق إذا قمت ببعض الترتيبات الاجتماعية يوما ما، مثل دعوة أصدقاء على عشاء في المساء بعد يوم شاق وساعات طويلة في العمل.

وإذا كنت من الذين يتبعون طرق إعداد الطعام من الكتب الكثيرة المتوفرة في السوق فلن يكون هناك داعٍ بعد اليوم لمحاولة تذكر شراء كل ما تحتاجه من مواد ضرورية لإعداد وجبة عشاء فاخر، مستخدما كتب مشاهير الطباخين والكتاب مثل غوردون رامزي أو نايجيلا لوسون أو جيمي أوليفار أو هيستون بلومنتال أو غيرهم.

بعد الكتب والبرامج التلفزيونية التي أغرقوا بها السوق البريطانية والعالمية يتجه مشاهير كتّاب فنون الطعام ومشاهير الطباخين هذه الأيام إلى التكنولوجيا الحديثة في الترويج لأعمالهم.

وهذا الأسبوع أطلقت الكاتبة نايجيلا لوسون، من مركز «آبل» بوسط لندن، «مجموعتها السريعة» لوصفات الطعام التي تحتوي على 70 وصفة لأطباقها المفضلة من الطعام، على جهاز «آي فون» و«آي بود».

هذه المجموعة، التي اعتبرت آخر صيحة في عالم الاستهلاك ونمط الحياة الفاخرة، تعطي المستخدم لهذه التكنولوجيا الحديثة ليس فقط طريقة تحضير الوجبات كتابيا وإنما أيضا تكون الطريقة مصحوبة بالصوت والصورة من خلال فيلم فيديو يمكن مشاهدته على الشاشة الصغيرة المحمولة يدويا، والتي تعطي حاملها الفرصة لتصفح ما ينوي إعداده وهو في طريقه إلى البيت، أو حتى مشاهدته الفيلم خلال تسوقه في المتجر لشراء حاجاته، وبهذا يوفر على نفسه العناء في حمل قائمة خاصة بالمواد التي يريد شراءها، كما يمكنه أيضا إلقاء نظرة على ما يريد عمله قبل وصوله إلى البيت والبدء في تحضير الوجبة مباشرة.

كما يمكن للشخص أن يرسل من خلال التطبيق دعوات العشاء لأصدقائه، وبهذا يكون معروفا لديهم مسبقا ما سوف يتناولونه في ذلك المساء، هذا إذا أراد الشخص المضيف الإفصاح عما يريد إعداده من طعام.

سعر هذا البرنامج التطبيقي قدر بـ7.5 دولار. وقالت نايجيلا لوسون، الشهيرة بكتبها وبرامجها التلفزيونية في بريطانيا وحول العالم: «أنا مهووسة بجهاز (آي فون) ومدمنة على تطبيقاته المختلفة، ولهذا فإنني سعيدة جدا بتطبيقي الخاص».

وأضافت نايجيلا التي سكنت في الثمانينات من القرن الماضي في داونينغ ستريت، شارع مقر رئاسة الوزراء في بريطانيا، عندما شغل والدها نايجل لوسون وظيفة وزير الخزانة: «إن هذا التطبيق سهل الاستخدام، وكاف لأن يثير الفضول عند الكثير من الناس، ويعطيهم الكثير من النصائح حول إعداد الطعام».

يذكر أن الشيف غوردون رامزي كان قد حول برنامج «جحيم المطبخ» إلى برنامج تطبيقي على «آي فون»، لكن البرنامج الجديد لوصفات نايجيلا لوسون يعتبر أكثر جاذبية وفائدة لأنه يقدم خدمة دقيقة لعملية إعداد الوجبات، وهذا ما يفتقده «جحيم المطبخ».

برنامج «المجموعة السريعة» سوف يزيد من حمى المنافسة بين جميع هؤلاء الذين يتناحرون في ما بينهم للترويج لأعمالهم من خلال البرامج التلفزيونية والكتابات في الجرائد وعلى رفوف متاجر الكتب لكتبهم الكثيرة.

وفي هذا المجال وبعد ما قامت به لوسون سوف يقوم غوردون رامزي بإطلاق تطبيق خاص بوصفاته هذا الصيف.

التطبيقات الجديد لهذا النوع من التكنولوجيا الحديثة سيزيد من حجم المنافسة بين كل هؤلاء للسيطرة على «المساحة الرقمية» كما سماها محرر مجلة «مطبخ ويت روز» (المجلة الخاصة بمتاجر «ويت روز» للمأكولات) وليام سيتويل.

وأضاف سيتويل في تصريحات لمجلة «الغارديان»: «إن هناك منافسة شديدة بين هؤلاء المشاهير من الطباخين، وهذه المنافسة تأخذ أشكالا مختلفة في وسائل الإعلام التقليدية.

لكن أصبح هناك مجال جديد لهذه المنافسة بوسائل جديدة، ألا وهي التكنولوجيا الرقمية الجديدة. هذه التطبيقات أصبحت الوسائل الأفضل للتواصل بين الناس وهؤلاء المشاهير الذين يحاولون إيصال منتجاتهم الجديدة إلى الناس».

هذه الوسيلة تتيح لهؤلاء ليس فقط بيع ما يكتبونه من وصفات تكون سهلة المنال ومفيدة جدا للناس الذين يعملون لساعات طويلة في المكاتب ويقضون ساعات من السفر في وسائل المواصلات العامة، إذ يمكنهم أيضا الترويج للكثير من أدوات الطبخ المستعملة في الإعداد والوصفات.

وبعد ساعات من إطلاق «مجموعتها السريعة» جاء التطبيق الجديد في قمة المبيعات على «آي تيون» في فئة «الاستهلاك ونمط الحياة»، وجاء تطبيق جيمي أوليفر «وجبة خلال 20 دقيقة» في المركز الرابع. وكان هذا التطبيق الأخير قد احتل المركز الأول عندما أطلقه جيمي أوليفار في أكتوبر الماضي.

وكان قد احتل هذا البرنامج خانة «الاستهلاك ونمط الحياة» منذ إطلاقه في أكتوبر الماضي. كما أن غوردون رامزي سيطلق هو الآخر برنامجا خاصا بالوصفات في يوليو المقبل.

وجميعهم يحاول أن يقدم أفضل ما عنده من تطبيقات تساعد الناس في التغلب على مصاعب الحياة العصرية من خلال إعطاء متعة من نوع خاص لحياتهم الاجتماعية ولو لساعات قليلة قبل البدء في يوم عمل آخر.

وقالت نايجيلا لوسون عند إطلاق البرنامج الجديد إن هذا التطبيق يقدم خدمة خاصة للناس الذين يبحثون عن أفكار لإعداد وجبة عشاء وهم في طريقهم إلى البيت. «إنه خاص بالناس الذين يحاولون التوفيق بين الواجبات المنزلية وساعات العمل الطويلة».