ماسة «تيفاني» الصفراء .. التمتع بمشاهدتها ممكن لكن اقتناؤها صعب

ماسة «تيفاني» الصفراء .. نادرة ونارية بكل المقاييس
ماسة «تيفاني» الصفراء .. نادرة ونارية بكل المقاييس

ما إن تذكر دار أو مجوهرات «تيفاني» حتى تقفز إلى الذهن صورة النجمة الراحلة أودري هيبورن.


 والسبب ليس فقط عنوان فيلمها الشهير «إفطار في تيفاني» بل أيضا لأنها كانت محظوظة بارتداء عقد تتوسطه أشهر ماسة صفراء في العالم، تمتلكها الدار وصممها جان شلمبرجير لتظهر بها في الحملة الترويجية للفيلم في عام 1961.

 الماسة، بتاريخها وقصتها المثيرة، تعتبر من الأحجار التي تفخر بها دار «تيفاني آند كو» لأنها أصبحت جزءا منها ومن تاريخها.

 فبعد اكتشافها في منجم كيمبرلي في جنوب أفريقيا في عام 1877 انتقلت لملكيتها في العام التالي حين اشتراها السيد شارلز لويس تيفاني بمبلغ 18 ألف دولار، مما أكسبه لقب ملك الماس. كانت تبلغ حين اكتشافها 287.42 قيراطا.

وبعدها تم نقلها إلى باريس، حيث وافق الدكتور «جورج فريدريك كينز» George Frederick Kunz على قطعها إلى نصفين تقريبا، كل نصف بعيار 128.54، وأسلوب قطع الوسادة (كوشين - شيب).

وبالفعل تم قطعها وصقلها، لتحمل 90 وجها وبزيادة 32 وجها إضافيا عن أسلوب القطع التقليدي للماس وهو 58 وجها، وتبلغ أبعاد الماسة أكثر من بوصة واحدة من القاعدة إلى 7 أو 8 بوصات في القمة، مع العلم بأن الماسة تعرضت لنار قوية جدا، وبذكاء كبير، ما أعطى لوجوهها توهجا متقدا وبريقا ناريا داخليا يخطف الأبصار.

وكان من الطبيعي أن يذيع صيت الماسة ويتمنى عشاق المجوهرات النادرة مشاهدتها عن قرب، مما شجع على عرضها في عدة معارض عالمية، مثل المعرض الكولومبي العالمي عام 1893 في شيكاغو، ومعرض بان - أميركا في مدينة بوفالو عام 1901، ومعرض فير العالمي في عام 1939 - 1940 في مدينة نيويورك، وغيرها من المعارض.

والطريف الذي يشير إلى أن مصيرها مرتبط بدار «تيفاني آند كو»، أن هذه الأخيرة أعلنت في 17 نوفمبر (تشرين الثاني) 1972 في صحيفة «نيويورك تايمز» أن الماسة معروضة للبيع بمبلغ 5 ملايين دولار، وهذا يساوي 25.800.000 مليون دولار حاليا، مع العلم بأن عرض البيع كان ساريا لمدة 24 ساعة فقط، لم يتقدم فيها أحد لشراء الماسة، لتسحب من السوق وتعود إلى أحضان الدار.

وطوال هذه الفترة لم يحالف الحظ سوى امرأتين فقط للتزين بماسة تيفاني، كما أصبحت تعرف، وهما ماري وايتهاوس عندما ظهرت بعقد ماسي رصع بماسة تيفاني عام 1957، والأخرى كانت أودري هيبورن عندما ارتدت عقدا من تصميم جان شلمبرجير.

هذا الأخير أبدع أيضا تصميما فريدا يصور طيرا ماسيا جميلا يحط على الماسة تيفاني عرض في متحف اللوفر بباريس عام 1995. وحتى إذا لم يحظ المرء باقتناء الماسة الشهيرة، فإنه يمكن التمتع بمشاهدتها في معرض الدار بـ«ساكس فيفيث أفينيو» في نيويورك حيث تعرض على الدوام.