ثورة الموضة .. «بيربيري» وأول عرض يبث مباشرة بتقنية الأبعاد الثلاثة.

تميزت التصميمات بنوع من الصرامة عند الأكتاف والخصر، والألوان غلب عليها الكاكي إلى جانب البني والبيج، والخامات كانت صوفية أو من جلد الخروف
تميزت التصميمات بنوع من الصرامة عند الأكتاف والخصر، والألوان غلب عليها الكاكي إلى جانب البني والبيج، والخامات كانت صوفية أو من جلد الخروف

بدأ أسبوع لندن لموضة الخريف والشتاء المقبلين حزينا، تخيم عليه سحابة موت أحد أبنائه الموهوبين، لي ألكسندر ماكوين، لكنه سرعان ما استرجع قوته وإيقاعه ولسان حاله يقول إن «الحي أبقى من الميت» ليختتم فعالياته يوم الثلاثاء الماضي بثورة على مستوى الموضة ومستوى التكنولوجيا.


فقد حضر نحو ألف شخص العرض التاريخي الذي أقامته دار «بيربيري» في خيمة ضخمة نصبت في «تشيلسي كوليدج أوف آرت»، وحضره آلاف غيرهم على موقع الإنترنت الخاص بالدار.

ومن أسعفهم الحظ في خمس عواصم من العالم، ثورة الموضة .. «بيربيري» وأول عرض يبث مباشرة بتقنية الأبعاد الثلاثة.

دار «بيربيري» وأول عرض عالمي يبث مباشرة في 5 عواصم بتقنية الأبعاد الثلاثة
هي دبي وطوكيو وباريس ونيويورك ولوس آنجليس، تلقوا دعوة خاصة جدا لحضوره في قاعة نصبت فيها شاشة بثت العرض مباشرة بتقنية الأبعاد الثلاثية.

وهذا ما جعل الحدث تاريخيا، يؤذن بفتح صفحة جديدة في عالم الموضة. صفحة يراد منها أن تكون ديمقراطية، لأنها تخول كل الشرائح من حضوره وكأنهم في المكان نفسه.

مصمم الدار كريستوفر بايلي صرح قبل العرض بأنه متحمس وسعيد بكون الدار أول من يقدم عرضا عالميا بكل المقاييس. في لندن والساعة الرابعة والنصف تقريبا، بدأ العرض الذي بثت فعالياته أولا بأول إلى خمس عواصم عالمية في الوقت نفسه على طريقة البث الثلاثي الأبعاد.

53 قطعة كانت حصيلة العرض، وكانت معظمها، إن لم تكن كلها، تحية لإرث الدار الذي قام أساسا على خدمة الجنود البريطانيين منذ 154 عاما تقريبا، ذلك أن مؤسسها توماس بيربيري كان أول من أبدع المعطف الممطر للجنود البريطانيين خلال الحرب العالمية الأولى لحمايتهم من عوامل الطبيعة والطقس في الخنادق.

وهذا ما يفسر الإيحاءات العسكرية القوية في الألوان والخامات مع فارق كبير في التصميمات التي جاءت أكثر عصرية وكأنها ترقص على إيقاعات صاخبة من موسيقى الروك آند رول.

لكن رغم أنها، أي التصميمات، تميزت بنوع من الصرامة عند الأكتاف والخصر، والألوان غلب عليها الكاكي إلى جانب البني والبيج، والخامات كانت صوفية أو من جلد الخروف، إلا أن كريستوفر بايلي ترجمها بلغة تضج بالأناقة والأنوثة.

وهذا ما تجلى في الفساتين الضيقة المصنوعة من الساتان التي نسقها فوق بنطلونات جلدية ضيقة أو أحذية برقبة عالية تغطي الركبة، فيما جاء بعضها يغطي الكاحل فقط. وهذه الأخيرة كانت عملية ببصمات عسكرية أكثر منها أنثوية.

ويبقى المعطف، هو الأقوى في هذه التشكيلة، إلى جانب الجاكيتات، خصوصا تلك التي يبدو أن لها وظيفتين، أو بالأحرى شكلين بفضل سحاب يمكن أن يفصلها عند الخصر، وبالتالي يمكن ارتداؤها كجاكيت قصير جدا أو كمعطف طويل إلى الركبة.

اللافت أيضا أن الأزياء الموجهة للنهار كانت هي الغالبة، على العكس من تشكيلته في شهر سبتمبر الماضي، التي وجهها للربيع والصيف وغلبت عليها فساتين ومعاطف صيفية خفيفة وناعمة، سواء بألوانها الهادئة أو بقصاتها المثيرة التي اعتمدت على الطيات المعقودة والملفوفة حول التنورة أو الأكمام.

هذه المرة كان كل ما في التشكيلة يشير إلى أنها موجهة للخريف والشتاء القادمين، وساعد جو لندن الممطر يوم الثلاثاء على تأكيد هذا الإحساس، الذي زادته الموسيقى التي كانت تصدح في الخلفية قوة، لأنها كانت تعطي الإحساس بأن السماء ترعد وتزبد في الخارج.

وربما يكون هذا هو الأمر الوحيد الذي لم تستطع بقية العواصم الخمس أن تلمسه أو تعيشه حتى بنظاراتها الثلاثية الأبعاد، التي تم التركيز فيها على ما يجري داخل الخيمة ووراء الكواليس.

كريستوفر بايلي، على ما يبدو، تأثر بتجربة فيلم «أفاتار» مما ألهمه أن يجعل عرضه بمنزلة متعة سينمائية بحتة.

فهم، كما قال، تابعوا العرض بكل تفاصيله بدءا من توافد الضيوف على الخيمة، وبالذات المشاهير، إلى ما يدور وراء الكواليس قبل العرض من محادثات جانبية مثل تلك التي دارت بين كايت هادسون والمذيع غريغ جايمس وغيرهما.

هذا من الناحية الفنية، أما من الناحية التجارية، فإن الدار ابتدعت أيضا طريقة ذكية لتسويق مجموعة من القطع المنتقاة، تشمل 18 معطفا و33 حقيبة يد، لمن لا تطيق الانتظار عدة أشهر قبل وصول التشكيلة إلى السوق، وذلك ببعيها بعد العرض مباشرة على موقع الدار، لكن لوقت محدود جدا، على أن يتم تسليمها بعد 6 أو 8 أسابيع.

استقطب عرض «بيربيري» أكبر عدد من النجوم والمشاهير، وعلى رأسهم أنا وينتور، رئيسة تحرير مجلة «فوج» الأميركية، التي أتت إلى لندن خاصة لحضوره، مما يدل دلالة قاطعة أنها تؤمن بمصممها الفني، كريستوفر بايلي، أو على الأقل تدعم الدار ضمنيا.

ولم تكتف بهذا فحسب، بل ارتدت معطفا واقيا من المطر مزينا بالفرو بتوقيع الدار أيضا، وهذا وحده يكفي لكي ترتسم ابتسامة عريضة على وجه مصمم الدار.

تجدر الإشارة إلى أن وينتور أثارت ضجة كبيرة في إيطاليا عندما أعلنت أنها لن تحضر كل الأسبوع وأن زيارتها لن تستمر أكثر من ثلاثة أيام. قرارها جعل المصممين الكبار من أمثال برادا وأرماني وغيرهما يتسابقون على تغيير أوقات عروضهم حتى تتمكن من حضورها، مما أثار زوبعة من الانتقادات والغضب.

زوجة زعيم حزب المحافظين، سامنتا كاميرون، حضرت أيضا عرض «بيربيري» إلى جانب كل من النجمات أوما ثيرمان، وكايت هادسون، وكلير داينز، وماري كايت أولسن.