ميلانو عاصمة الأزياء بلا منازع .. حتى لو غضبت باريس

تحتوي ميلان على أقدم مول للتسوق في العالم وأعرق متاجر للملابس الفاخرة
تحتوي ميلان على أقدم مول للتسوق في العالم وأعرق متاجر للملابس الفاخرة

عندما اندلعت الحرب الكلامية بين الجرائد الإيطالية الموالية لرئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني، وجريدة «التايمز» البريطانية بسبب تغطية الأخيرة لفضائح برلسكوني الجنسية، شنت بعض الصحف الإيطالية حملة شعواء على الإنجليز قائلة إن بريطانيا لم تعد عظيمة ولم يعد لديها أي شيء تفتخر به.


ميلان وأزياؤها كانت إحدى القضايا التي طرحت في الحرب الكلامية. وتباهى الطليان بمدينتهم التي اعتبروها عاصمة للأزياء في العالم، وأن لندن ستصبح مع زوال شارع «سافيل رو» بعيدة كل البعد عن الذوق الرفيع في الخياطة والأزياء.

هذا الكلام قد يعبر عن موقف غاضب بالنسبة لفئات سياسية إيطالية.

لكن موقع ميلان في أجندة أسابيع الأزياء للمدن المهمة شيء قد لا يختلف عليه أي من المهتمين في عالم الأزياء، هذا طبعا إذا استثنينا من ذلك الفرنسيين الذين ينحازون مثل أقرانهم الطليان، ويصرون مثلهم على أن باريس هي عاصمة الخياطة الراقية والذوق الرفيع.

ومهما وصلت درجة الخلاف بين هذه المدن العريقة فان أسابيع الأزياء في نيويورك ولندن وباريس وميلان هي محطات رئيسية في أجندة عالم الأزياء.

أسبوع الأزياء هو أسبوع لصناعة الأزياء التي تلم تحت غطائها كل العاملين في هذا الحقل، من مصممين ودور أزياء ونقاد وغيرهم.

يستمر الحدث لمدة أسبوع ويعطي فرصة للمصممين والعلامات التجارية أو دور الأزياء لعرض آخر صيحاتها وموضاتها وتوجهاتها من خلال ما تعرض من مجموعات وخطوط. والأهم من ذلك تصبح الأمور واضحة بالنسبة لصناعة الأزياء، أي ما هي الأشياء الموسمية الجديدة والأشياء التي أكل عليها الدهر وشرب، والتي قد تكون صممت ليس في الزمن البعيد.

أسابيع الأزياء تنظم قبل عدة شهور من الموسم الذي صممت الملابس من أجله، حتى يتسنى لوسائل الإعلام والمهتمين تفحص ما يقدم لها، كما يعطي ذلك المتاجر الفرصة لترتيب أوضاعها واستعدادها لعرض بضاعتها للموسم المقبل. تبدأ الأسابيع بنيويورك، ثم لندن، وبعدها تأتي ميلان وتنتهي مجموعة «الأربعة الكبار» بباريس.

سيطرة «الأربعة الكبار» على صناعة الأزياء تنعكس سلبيا على المدن الأخرى التي تحاول اللحاق بالموضة ووضع اسمها على خارطتها، إذ تجذب الأسابيع الأربعة الأساسية إليها المهتمين والعاملين في الصناعة من مصممين وعارضات ونقاد، وهؤلاء يفقدون حماسهم واهتمامهم بعد انتهاء الأسابيع الأساسية.

اشتهرت ميلان كمدينة إيطالية عريقة في غرب منطقة لومبارد، وهي عاصمة هذا الإقليم. ومع أن التعداد السكاني للمدينة يصل إلى مليون و300 ألف نسمة فإن المنطقة التي تنتمي إليها تعتبر خامس أكبر منطقة في أوروبا.

كما أن ميلان ليست فقط عاصمة للأزياء، إذ إنها تتميز أيضا بتصميمات أخرى مثل الديكور المنزلي، وبسبب هذه الشهرة ومن تجذبهم إليها من مشاهير عاملين في هذا المجال، فقد تمكنت المدينة من وضع بصماتها الثقافية عالميا في مجالات أخرى مثل الفنون بكل أنواعها والأدب والإعلام لتمتد تأثيراتها إلى عالم التجارة.

منطقة لومبارد التي تنتمي إليها مدينة ميلان أصبحت من أكثر مناطق العالم التي تحتوي على أكبر عدد من دور الأزياء والمتاجر.

وهناك دور مثل «فيا مونتينابوليون» و«غالاريا فيتوري إيمانويل» و«بياتزا دوكو» الذي يعتبر أكبر سوق مسقوف للتسوق.

كما أن المدينة تشتهر بمطاعمها وأطباقها، إضافة إلى شهرتها الموسيقية وتقاليدها الأوبرالية (مسقط رأس الموسيقار فيردي) والمسرحية كما أنها تحتوي على الكثير من المتاحف والمؤسسات الأكاديمية الشهيرة.