الربو خطر يهدد حياة الأطفال

يعتبر الربو أكثر الأمـراض المزمنة لدى الأطفـال   فقد يصاب المريض بسعال مزمن- وعادة مترافق مع المخاط- يشتد ليلاً وعند الاستيقاظ في الصباح الباكر أو أثناء الجهد
يعتبر الربو أكثر الأمـراض المزمنة لدى الأطفـال فقد يصاب المريض بسعال مزمن- وعادة مترافق مع المخاط- يشتد ليلاً وعند الاستيقاظ في الصباح الباكر أو أثناء الجهد

يعتبر الربو أكثر الأمـراض المزمنة شــيوعا لدى الأطفـال فنسـبة حدوثه 10-15% في المجتمعات عموما، وقد تتفاوت النسبة من مجتمع لآخر ومن عرق لآخر، لكن المؤكد أنه مرض شائع وقد تصل نسبة الإصابة به إلى 30% من الأطفال الذين قد تعرضوا لنوبات من الصفير في مرحلة ما من عمرهم في بعض المجتمعات.


ويتسبب المرض في هدر كثير من ميزانيات الدول على العلاج والوقاية فضلا عن المعاناة التي يشعر بها المرضى والمضاعفات التي قد تحدث لهم وغياب الأطفال عن المدرسة وغياب الوالدين عن العمل بسبب المرض، وكل ذلك يدخل ضمن المصاريف غير المباشرة للمرض، ولذا فإن الحديث عن الربو وكيف نتعامل معه يصبح ضروريا، ويأخذ بعدا أهم عندما نعرف أن الهدف من العلاج ليس التخلص من النوبة الحادة فقط.

فقد يكون التخلص من النوبة سهلا، ولكن الأهم من ذلك هو وضع استراتيجية واضحة للوقاية من تكرر النوبات، وممارسة الحياة الطبيعية للمريض وخصوصاً الطفل من لعب ورياضة ونوم، وكذلك الحفاظ على وظائف رئة طبيعية واستعمال الأدوية المناسبة مع تجنب الآثار.
 
- تعريف مرض الربو:
عبارة عن التهاب مزمن في القنوات التنفسية الصغيرة في الرئتين ينتج عنه تقلص في العضلات الموجودة في جدران هذه القنوات وإفراز كمية كبيرة من المخاط مما يؤدي لتضييق القصبات الهوائية وظهور الأعراض المعروفة من سعال وصفير وصعوبة في التنفس.

- أعراض الربو:
قد يكون الربو بشكل حاد (نوبة ربوية) أو مزمناً.

- نوبة الربو:
تحدث عند تعرض المريض للمثيرات أو المهيجات التنفسية، فيشعر المريض بما يأتي:

1- ضيق أو صعوبة التنفس وقد تكون صعوبة شديدة يحس المريض معها أنه يختنق.

2- سعال وقد يكون حاداً ومتواصلاً أو متقطعاً ويرافقه إفراز المخاط "القشع" وبعض الأطفال يتقيأ بعد نوبة السعال فيكون القيء مختلطاً مع المخاط.

3- صفير أو أزير وخصوصا أثناء الزفير أي عند خروج الهواء من الرئتين وذلك بسبب ضيق القنوات التنفسية.

4- سرعة في التنفس وخصوصا عند الأطفال.

- الربو المزمن:
قد يأخذ الربو شكلاً مزمناً وخصوصا عندما يكون متوسطا أو شديدا حيث تكون الأعراض السابقة مزمنة "كلها أو بعضها"، فقد يصاب المريض بسعال مزمن- وعادة مترافق مع المخاط- يشتد ليلاً وعند الاستيقاظ في الصباح الباكر أو أثناء الجهد.

أو قد يصاب بضيق في التنفس وسعال عند ممارسة التمارين الرياضية، أو ضيق تنفسي دائم أو متقطع، أو تكون هذه الأعراض مجتمعة وموجودة بشكل دائم تخف وتشتد بين فتره وأخرى.

- أنواع الربو المزمن:
1- بسيط (خفيف).

2- متوسط.

3- شديد.

- أسباب الربو:
ليس هناك سبب واحد للمرض، فقد يكون هناك استعداد وراثي للإصابة، وتتكاتف العوامل البيئية المهيجة أو المثيرة مع ذلك الاستعداد، ليظهر المرض في فترة ما من حياة الطفل أو البالغ.

ويعتبر الربو أحد أهم أمراض الحساسية وهي:
الربو - التهاب الجلد التحسسي "الأكزيما"، التهاب ملتحمة العين التحسسي "الرمد الربيعي"، التهاب الأنف التحسسي "حمى القش".

العوامل المثيرة أو المهيجة، وتنقسم إلى تحسسية وغير تحسسية:
أولا: مهيجات تحسسية ومنها:
- عثة الغبار:

طفيليات صغيرة، لا ترى بالعين المجردة وتعيش في الأجواء الرطبة والمظلمة وفي المفارش والسجاد..الخ.

- غبار الطلع والأبواغ:
وهي عبارة عن جزيئات صغيرة غير مرئية تطلقها الأشجار والحشائش والزهور وبعض النباتات البرية الموسمية.

- الأبواغ الفطرية:
وتتكون في فترة الخريف مع تآكل أوراق الأشجار المصابة.

- فرو الحيوانات:
الحيوانات المنزلية كالقطط، الأرانب، الكلاب والطيور، وفي حالة القطط فإن العامل المحسس هو في الفرو الذي قد ينتقل بالاستنشاق أو يعلق في المواد الناعمة أو الأثاث في المنزل ولذا قد تظهر الأعراض حتى ولو لم تكن القطة موجودة .

- الصراصير:
قد تسبب أعراض الربو.

- الأطعمة:
نادراً ما تتسبب بعض الأطعمة في إثارة أعراض الربو مثال ذلك الفول السوداني، وزبدة الفول السوداني، البيض ومنتجات الحليب.

ثانيا: مهيجات غير تحسسية، ومنها:
- الالتهابات:

وخصوصاً الالتهابات الفيروسية للجهاز التنفسي وهي سبب شائع لإثارة الربو وتشمل:

1- الدخان، التدخين، التعرض للبخور، التلوث الجوي.

2- الأصباغ والروائح النفاذة.

3- العواصف الرملية والغبار والتغيرات المفاجئة في الحرارة أو الرطوبة.

4- العوامل العاطفية، النفسية.

- الجهد والتمارين الرياضية:
يحدث عند معظم الأطفال المصابين بالربو أعراض مرتبطة بالجهد والتمارين الرياضية ويعتقد أن سبب ذلك هو استنشاق هواء جاف وبارد مما يؤدي لتحرش وإثارة الطبقة المبطنة للمجاري التنفسية، ونادراً ما يحدث هذا مع السباحة.

- بعض الأدوية:
كالأسبرين (استيل بالسيلك أسيد) والأيبوبروفين والبروبرانولول (اندرال).

- بعض المركبات الكيميائية:
ترترازين (أصباغ) ويوجد في بعض الأغذية والأدوية، مثل:

1- ميتابيسالفايت (ثنائي الكبريت): مادة حافظة وتستعمل في الأغذية والسلطات وخصوصاً في المطاعم.

2- أحادي غلوتاميت الصوديوم: مادة تضاف عادة في المأكولات الصينية.

أهداف علاج الربو وكيف يتم ذلك؟
يهدف علاج الربو إلى:
- تمكين المريض من ممارسة حياته العادية من نشاطات اليوم المعتادة، النوم الطبيعي وممارسة الرياضة.

- تقليل أو تفادي زيارة مراكز الطوارئ لعلاج نوبات الربو الحادة وذلك عن طريق السيطرة على الالتهاب المزمن.

- المحافظة على وظائف رئة طبيعية ما أمكن.

- إعطاء الأدوية المناسبة للعلاج وتجنب الآثار الجانبية لها.
 
كيف نعالج الربو؟
1- بتفادي مثيرات الربو:
سواء التحسسية أو غير التحسسية أي (السيطرة على العوامل البيئية) خصوصا:

- تجنب التدخين والتعرض لدخان التبغ.

- عدم احتواء الحيوانات الأليفة في المنزل أو إبقاءها خارجاً قدر الإمكان.

- تنظيف المنزل بشكل دوري من الغبار وإغلاق النوافذ بشكل جيد وتقليل نسبة الرطوبة في المنزل.

- غسيل الشراشف في ماء حار بشكل منتظم وتجفيفها.

- يفضل أن تكون أرضيات غرفة النوم على الأقل خشنة أو خشبية.

- إحكام إغلاق النوافذ والأبواب عندما تكون نسبة غبار الطلع والأبواغ مرتفعة.

2- العلاج الدوائي: وينقسم إلى نوعين:
- أدوية معالجة "سريعة المفعول":

تستعمل لعلاج نوبات الربو الحاد أو بداية ظهور الأعراض لتفادي تطور النوبة، وهي أدوية موسعه للقصبات وتأثيرها سريع لإراحة المريض وتقليل صعوبة التنفس والسعال وإفراز المخاط، هذه الأدوية تكون إما بشكل شراب أو حبوب "عن طريق الفم" أو حقن "هدروكورتزون أو بريدنيزولون" أو بخاخ "مباشر" عن طريق الاستنشاق، أو رذاذ عن طريق جهاز الاستنشاق، وعادة ما يستعمل دواء السالسبيوتامول، وتستعمل هذه الأدوية حسب خطة معينة يتفق عليها مع الطبيب المعالج.

- الأدوية الوقائية "طويلة المفعول":
وهي أدوية مضادة للالتهاب التحسسي وأساسية للسيطرة على المرض، ومن الضروري إعطاؤها كل يوم "حتى وإن كان المريض خاليا من الأعراض"، وتعطى هذه الأدوية حسب خطة يتفق عليها مع الطبيب المعالج للسيطرة التامة على المرض، وذلك عبر جرعات محسوبة من الكورتيزونات، ولا يجب أن تسبب هذه الأدوية الخوف أو الرعب طالما أنها تعطى بجرعات محددة وحسب خطة واضحة وتحت إشراف طبي ومتابعة منتظمة.

ومن المهم الإشارة إلى أن الأدوية التي تعطى عن طريق الاستنشاق سواء عن طريق الجهاز أو عن طريق جهاز الرذاذ لا تسبب الإدمان كما هو شائع عند البعض.