جراحات ترميمية ناجحة للثدي .. تعيد لمريضات السرطان الثقة بالنفس

على المريضة التي تم تشخيص إصابتها بسرطان الثدي أن تخضع للفحص من قبل أكثر من تخصص طبي واحد، وبالنسبة للجراحة المتوفرة حاليا، هناك استئصال الورم وترك الثدي، أو استئصال الثدي كاملا إذا كان الورم كبيرا وم
على المريضة التي تم تشخيص إصابتها بسرطان الثدي أن تخضع للفحص من قبل أكثر من تخصص طبي واحد، وبالنسبة للجراحة المتوفرة حاليا، هناك استئصال الورم وترك الثدي، أو استئصال الثدي كاملا إذا كان الورم كبيرا وم

الثدي هو العضو الذي تتميز به المرأة عن الرجل، وهو رمز الأنوثة لما يمثل من صفات جمالية خاصة بالإناث، وكذلك رمز للأمومة لعلاقته بالإرضاع الطبيعي.


والثدي في كل سيدة، فريد ولا يشبه أي ثدي آخر، ويختلف مع اختلاف العمر والعرق، وأيضا، كل ثدي يحتوي على نحو 15 - 20 فصا lobule، وكل فص يحتوي على فصوص صغيرة تنتهي بحويصلات تنتج الحليب.

وترتبط هذه الفصوص بقنوات تتصل بالحلقة الموجودة في منتصف المنطقة الداكنة اللون (الهالة) بالثدي.

ومن المعروف أن كمية من الدهون تملأ الفراغات الموجودة حول الفصوص والقنوات، ولا توجد عضلات في الثدي ولكن توجد عضلات أسفل الصدر وتغطي الضلوع.

ويحتوي كل ثدي على أوعية دموية وأخرى ليمفاوية تؤدي إلى الغدد الليمفاوية التي تتجمع تحت الإبط والصدر.

أسباب سرطان الثدي
نشيرا في البداية إلى أن الثدي يتعرض لأمراض مختلفة، ويعتبر سرطان الثدي من أهمها وأخطرها على صحة المرأة.

ومعظم أنواع سرطان الثدي تحدث أو تبدأ في القنوات اللبنية وتسمي «سرطان القنوات» والبعض الآخر يظهر في الفصوص الصغيرة ويسمي «السرطان الفصي».

وأصبح سرطان الثدي من أكثر الأورام انتشارا في المجتمع، حيث يمثل 31 في المائة من كل أنواع السرطانات المكتشفة وبمعدل زيادة 3.8 سنويا، وهناك امرأة من كل عشر نساء سوف تشخص بالمرض.

أهم أعراض سرطان الثدي
- كتل وتجمعات بالثدي وتحت الجلد.

- تغيرات في شكل الجلد الذي يصبح مثل جلد البرتقالة.

- تغيرات في شكل وحجم الحلمة.

- إفرازات من الحلمة.

- تورم وسخونة الجلد مع الاحمرار.

وهناك عوامل تؤدي إلى سرطان الثدي وهي:
- وجود تاريخ مرضي قديم.

- التقدم في السن.

- طفرات وراثية، وتغيرات في بعض الجينات.

- كثافة الثدي، فمع زيادة الكثافة يصبح الثدي متليفا وسميكا، ويصعب الشعور بالورم.

- التعرض للعلاج الإشعاعي.

- الحمل في السن المتأخرة.

- تأخر سن اليأس وانقطاع الدورة.

وسائل العلاج
أما وسائل العلاج؛ فمنها العلاج الموضعي، ويشمل الجراحة والعلاج الإشعاعي ويستخدم لإزالة وتدمير الخلايا السرطانية. ثم العلاج الشامل ويشمل العلاج الكيميائي والعلاج الهرموني.

وبالنسبة للجراحة المتوفرة حاليا، هناك استئصال الورم وترك الثدي، أو استئصال الثدي كاملا إذا كان الورم كبيرا ومنتشرا في أنسجة الثدي.

وفي بعض الحالات يقوم الجراح باستئصال الغدد الليمفاوية الموجودة تحت الإبط لتحديد ما إذا كان الورم قد انتشر في الجهاز الليمفاوي.

جراحة ترميم الثدي
إن أي سيدة تشخص بالإصابة بسرطان الثدي وتخضع لعملية استئصال الثدي كاملا وتتمتع بحالة صحية عامة جيدة تكون مؤهلة للحصول على عملية الترميم.

إلا أن واقع حال مريضات سرطان الثدي يشير إلى أن 10-15 في المائة فقط هن اللاتي يخضعن لعملية ترميم الثدي.

وهناك أسباب تحفز النساء للخضوع لعملية الترميم، منها:
- التخلص من استخدام الثدي الصناعي الخارجي.

- لا توجد قيود على الملابس المختارة والملابس التي يمكن ارتداؤها.

- استعادة الأنوثة.

- المساعدة على نسيان مرض السرطان والفترة العصيبة التي تصاحبه.

- الشعور بالتوازن من جديد.

- تحسين العلاقات الزوجية والمحافظة عليها.

كما أن هناك أسبابا تمنع المريضة من الخضوع لعمليات ترميم الثدي، منها:
- الخوف من الجراحات والمضاعفات.

- الشعور بتقدم السن وأن العملية الجراحية لا تناسبها.

- عدم الاطلاع الجيد على ماهية عمليات الترميم المتوفرة.

- الخوف من الوفاة.

- اعتبار عمليات الترميم مصطنعة.

- الرغبة فقط للتخلص من السرطان.

وتشير نتائج الاستطلاع مع هذه الفئة من المرضى أن هناك مخاوف تحيط بمرض السرطان وعمليات الترميم من ناحية المريضات أنفسهن، فـ63 في المائة من النساء يعتقدن أن عملية الترميم للثدي سبب لتكرار الإصابة بمرض السرطان، و36 في المائة يخشين أن تكون عملية الترميم سببا في تأخر تشخيص مرض السرطان المتكرر خاصة في منطقة الجلد والأنسجة تحت الجلد والقفص الصدري.

فحوصات قبل الترميم
على المريضة التي تم تشخيص إصابتها بسرطان الثدي أن تخضع للفحص من قبل أكثر من تخصص طبي واحد، وهو قسم الأورام السرطانية، وقسم الجراحة العامة، وقسم إشعاعات الأورام، وقسم الجراحات التكميلية والترميمية.

وتحتاج المريضة إلى المراجعة من قبل جميع هذه التخصصات لعمل خطة علاجية تناسب حالتها.

وهناك معلومات يجب أخذها من المريضة قبل عملية الترميم، وهي:
- تحديد الدوافع، والأهداف، والرغبات من إجراء العملية، وهل التوقعات التي تطلبها المريضة واقعية.

- نوع السرطان وهل أجريت له خزعة مسبقة.

- نوع العملية الجراحية التي تم أو سيتم بها استئصال الثدي، وهل تم استئصال الغدد الليمفاوية الموجودة في منطقة الإبط.

- نوعية العلاج الكيمائي أو الإشعاعي إن وجد.

- وجود الجينات الوراثية BRCA1.2.

- تاريخ مرض السرطان في العائلة.

- العمليات السابقة خاصة في منطقة البطن.

- الحالة الصحية للمريضة: كالأمراض المزمنة والتدخين.

- المرحلة المرضية، مدى انتشار السرطان في منطقة الثدي أو باقي أنحاء الجسم.

كما تجرى فحوصات طبية يجب عملها لمريضة السرطان قبل عملية الترميم، وهي:

- قياس الطول، والوزن، وقياس الثدي.

- فحص الثدي وقياس الفجوة المتوقعة بعد عملية الاستئصال.

- التغيرات الجلدية بسبب الإشعاع إن وجدت.

- أبعاد الثدي: الطول، والعرض، والارتفاع.

- فحص الثدي السليم (الجهة المقابلة).

- فحص مناطق الندوب من العمليات الجراحية السابقة.

- فحص المناطق التي يمكن استخدامها في عملية الترميم كالظهر والبطن والمؤخرة.

- كمية الأنسجة الموجودة والمتاحة لعملية الترميم.

أنواع عمليات الترميم
تنقسم عمليات الترميم المتوفرة حسب «الوقت» إلى الترميم الفوري، والترميم المتأخر.

وتنقسم حسب «الأنسجة» إلى الترميم بالأنسجة الصناعية أو البالون الصناعي، أو الترميم باستخدام الأنسجة الطبيعية من جسم المريضة نفسه، أو كلتا الطريقتين معا.

الترميم الفوري للثدي
هي عملية إعادة البناء التي بدأت واستكملت أثناء وقت استئصال الثدي وقد تكون بواسطة البالون الصناعي أو الأنسجة الطبيعية من جسم المريضة نفسه.

وللترميم الفوري مزايا، نذكر منها:
- إمكانية عمل فريقين جراحيين في الوقت نفسه مما يقلل وقت العملية الجراحية.

- تقدير الأنسجة المطلوبة عن طريق وزن الأنسجة المستأصلة.

- المحافظة على جلد الصدر بالكامل مما يعطي نتيجة تجميلية أفضل.

- تقليل الأثر النفسي على المريضة.

- تحقيق الهدف المنشود عاجلا.

في المقابل هناك مساوئ للترميم الفوري، منها:
- أحيانا تكون هناك صعوبة للتنسيق بين الفريقين الجراحيين.

- في بعض الحالات يكون الورم قريبا من الجلد مما يؤثر على قرار الترميم.

- عدم التأكد من أن الأنسجة التي تم استئصالها من حول الورم كافية.

- في حالة حدوث مضاعفات جراحية سوف يتم تأخير العلاج المساعد الكيميائي أو الإشعاعي.

الترميم المتأخر للثدي
يقول الدكتور جليدان إنها عملية إنجاز الترميم بعد فترة زمنية من استئصال الثدي الكامل وبعد استكمال العلاجات المساعدة.

وللترميم المتأخر مزايا، من أهمها أنه يسمح للعلاج المساعد بالاكتمال والتأكد من أن حدود المرض سالبة ولا يوجد بها سرطان، كما أنه يتيح الوقت للنظر في جميع الخيارات المتوفرة للترميم والبدائل الموجودة.

أنسجة صناعية
أما إعادة الترميم بواسطة الأنسجة الصناعية أو البالون، فإن هذه العملية تتم على مرحلتين جراحيتين مع زرع بالون بلاستيكي يعبأ بالماء بمعدل أسبوعي لعمل تجويف كاف وتمديد الجلد في منطقة الصدر ثم يترك لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر ومن ثم يستبدل بالبالون الدائم الذي يتكون من بالون أو كيس يحتوي على مياه مالحة أو على مادة السليكون.

وتوجد هذه البالونات بأحجام وأشكال متعددة لتتلاءم مع حجم الثدي في الجهة السليمة وتوضع دائما خلف العضلة الصدرية.

وبعض المريضات لا يخترن الترميم بواسطة البالون لأن الترميم بالبالون يتطلب زيارة متكررة للطبيب أثناء فترة الترميم من أجل توسيع الفجوة تحت عضلة الصدر بواسطة حقن السوائل داخل البالون لتهيئتها لتقبل الكيس الدائم، وبعضهن يرفضن استخدام مواد بلاستيكية أو السليكون داخل أجسامهن في عملية الترميم خوفا من احتمالية تسببها في السرطان.

ولهذه الطريقة مزايا، من أهمها أنها:
أسهل من الناحية الجراحية، وتقصير وقت العملية الجراحية والنقاهة والبقاء في المستشفي، وسرعة العودة للحياة اليومية، وأنه لا اعتلال من استخدام أنسجة الجسم الأخرى، وعدم وجود ندب جراحية جديدة، وتعدد الأشكال والأحجام المتوفرة للترميم.

وفي المقابل هناك عيوب ومساوئ، منها:
- أن عملية الترميم غير طبيعية.

- الحل غير دائم، ويحتاج للتغيير بعد فترة من الزمن. - احتمال عطب البالون وخروج المحتوى إلى تحت الجلد.

- حدوث التهاب حول البالون والحاجة إلى علاج بالمضاد الحيوي وأحيانا إزالة البالون بالكامل لفترة من الزمن لا تقل عن 6 أشهر قبل المحاولة من جديد.

- تكلس وتكون غشاء حول البالون مما يسبب تشويها لشكل الصدر.

- احتمالية خروج البالون من خلال الندبة الجراحية.

أما الترميم بواسطة الأنسجة المأخوذة من جسم المريضة نفسه، فهو عبارة عن ترميم للثدي عن طريق استخدام أنسجة جلدية ودهنية وعضلية موجودة في أماكن معينة من الجسم يمكن الاستغناء عنها من دون إحداث أضرار للمنطقة المأخوذة منها وأحيانا تساعد على عمل عملية جراحية تجميلية للمنطقة مثل عملية شد البطن. ومن المناطق التي يمكن استخدامها الظهر، أسفل البطن، والمؤخرة والفخذ.

- منطقة الظهر: تؤخذ شريحة من الجلد مع العضلة العريضة للظهر، وتنقل لمنطقة الصدر مع ضرورة استخدام بالون ملحي أو سليكون تحت العضلة لإعطاء حجم زائد يناسب الجهة المقابلة.

ولهذا النوع من الترميم مميزات، حيث يعتبر تقنية جراحية أسهل، ولا يسبب أخذ العضلة أي ضرر وظيفي، مع قصر وقت العملية الجراحية.

ولا تزال هناك عيوب لهذه الطريقة حيث تستلزم استخدام بالون خلف العضلة، وتباين في اللون بين الصدر والظهر، وحدوث ندبة كبيرة على الظهر، وقطعة الجلد الممكن أخذها قد تكون ممتلئة.

- منطقة أسفل البطن مع العضلة البطنية المستقيمة:
وهي تعتبر أشهر الطرق لترميم الثدي لاحتواء أسفل البطن على كمية كافية من الأنسجة الجلدية والدهنية لترميم الثدي كاملا من دون استخدام مواد خارجية كالسليكون أو كيس ملحي.

ومما يميز هذه الطريقة أنها تسمح بترميم ثدي طبيعي من دون الحاجة لاستعمال بالون بلاستيكي، وتشابه نوعية الجلد بين البطن والصدر، وتتضمن إجراء عملية تجميلية للبطن، ومنظر الثدي المرمم يكون طبيعيا جدا مما يقلل الحاجة لعمل جراحة في الثدي المقابل.

ومن الممكن نقل أنسجة أسفل البطن إلى منطقة الصدر بواسطة الجراحة المجهرية الدقيقة.

ولا تزال هناك عيوب لهذه الطريقة، فهي تقنية جراحية تحتاج إلى خبرة أكبر، ووقت النقاهة أطول، وهناك احتمالية لحصول ضعف في جدار البطن مما يؤثر على ممارسة التمارين الرياضية.

- منطقة المؤخرة:
هي من العمليات التي تستخدم بشكل أقل مقارنة بالعمليات الأخرى وتحتاج إلى استخدام تقنية الجراحة المجهرية الدقيقة دائما، وهي أيضا من الجراحات المعقدة تقنيا، وتمتاز بوجود كمية من الأنسجة كافية لعمل ترميم كامل للثدي وفي الوقت نفسه عمل شد لترهل منطقة المؤخرة وأسفل الظهر.

ترميم ناجح
وكختام للترميم الناجح للصدر، هناك عمليات يتطلب إجراؤها في الثدي المقابل لتحقيق التناظر.

ومن الاحتمالات:
- أن يكون الثدي المقابل لا يحتاج جراحة.

- الثدي المقابل مترهل أو كبير ويحتاج إلى شد أو تصغير.

- الثدي المقابل صغير ويحتاج إلى وضع بالون مناسب للتكبير. وهذه تتم في المرحلة الثانية مع إجراء عملية ترميمية للحلمة والهالة حول الحلمة وذلك بعد فترة 3 - 6 أشهر.

أما عن طرق ترميم الحلمة والهالة، فتتم باستخدام الجلد من أنسجة الترميم أو استخدام الحلمة المقابلة أو شحمة الأذن أو غضروف من الصدر. والهالة ترمم عن طريق عمل وشم باللون المماثل للجهة المقابلة.

وأخيرا، فإن معظم عمليات الثدي تجرى على مرحلتين أساسيتين تصل إلى 3-6 أشهر، وقد يلزم أحيانا عمليات تكميلية لإجراء رتوش ثانوية.