مايسين تحتفل بمرور 300 عام على خزفها الشهير بمعرض ضخم

تستعد مايسين، تلك البلدة الصغيرة الواقعة في شرق ألمانيا، للاحتفال بالذكرى الثلاثمائة على مصنعها الشهير للخزف الذي يحمل الاسم نفسه بمعرض يضم عددا كبيرا من القطع الخزفية حسب تقرير وكالة


وسوف يعكس المعرض الذي يستمر لمدة عام تاريخ مايسين غير العادي، إذ شهدت 11 حربا أوروبية، وكذلك كانت شاهدة على 40 عاما من الحكم الشيوعي عقب الحرب العالمية الثانية.

وسوف يكون من بين المعروضات التي ستستحوذ على الاهتمام، مجموعة فريدة من الخزف صنعت عام 1772 خصيصا للملكة كاثرين زوجة إمبراطور روسيا آنذاك.

وطلبت الإمبراطورة عددا هائلا من التماثيل التي احتاج كل من جوهان يواخيم كاندلر وميشيل فيكتور، أشهر مصممين في مايسين، أكثر من ثلاث سنوات للانتهاء منها.

وقال الرئيس التنفيذي لبلدة مايسين، كريستيان كورتزكه، إنه سيتم أيضا عرض أعمال فنية إضافية لفنانين ورسامين ومصممين عصريين.

وسوف يتم عرض أكثر من 3 آلاف قطعة ثمينة من الخزف في المعرض الذي سيفتح أبوابه في 23 يناير (كانون الثاني) القادم.

وقال مسؤولو الشركة إن «مايسين للخزف تقوم بدور الجسر بين الثقافات والدول والأديان».

وسوف يتميز المعرض أيضا بوجود مرسوم موقّع منذ 300 عام من قبل الأمير فريدريش أوغوستوس الملقب بـ«فريدريش القوي» بتأسيس المصنع.

وتم إصدار «المرسوم الملكي» في أنحاء أوروبا بأربع لغات هي: اللاتينية، والفرنسية، والألمانية، والهولندية، التي كانت - آنذاك - أهم أربع لغات.

واشتهرت مايسين في البداية نتيجة الهدايا الدبلوماسية والعطايا الكبيرة من البيوت الحاكمة في أوروبا في القرن الثامن عشر.

وأسهمت المهارات الفنية الابتكارية لعمال مايسين في أن تصبح معروفة عالميا وإقامة معارض لها في لندن وباريس وفيينا وشيكاغو.

وأصبح لدى مايسين حاليا 300 وكيل معتمد، 28 منهم في الولايات المتحدة وحدها وتوظف 800 شخص، معظمهم في مصنعها في ولاية ساكسونيا الألمانية.

ويزور نحو 300 ألف سائح متحف هاوس مايسين سنويا في مقر الشركة. وعلى الرغم من التداعيات المستمرة للأزمة الاقتصادية العالمية، إلا أن كورتزكه الذي تم اختياره رئيسا تنفيذيا للشركة في عام 2008 تتملكه بواعث للتفاؤل.

وقال كورتزكه إنه «عندما يجرى تقييم فإن منتجاتنا تتجاوز قيمة العقارات والأسهم وحتى الذهب».

لكنه اعترف بأن صناعة الخزف والفخار تعاني من «أزمة هيكلية جوهرية» خلال السنوات القليلة الماضية، إذ أضيرت الشركات جراء تراجع المبيعات وتوقف شركة «ويدغوود» البريطانية. وتعمل «مايسين» حاليا بالأساس في آسيا، حيث يتم وضع عبارة «صنع في ألمانيا» على المنتجات باهظة الثمن. وتشتهر مايسين على وجه الخصوص في اليابان وتايوان، وبدأت تنتشر علامتها التجارية في الصين.

وتعرف منتجات «مايسين» بأنها «الذهب الأبيض» حول العالم، حيث ينظر إليها باعتبارها استثمارا آمنا.