العلماء يقتربون من اكتشاف لقاح ضد السرطان

تستخدم الطريقة الجديدة اقراصا بلاستيكية بحجم الإظفر تتحلل ذاتيا وزرعها في الجسم لمهاجمة الورم
تستخدم الطريقة الجديدة اقراصا بلاستيكية بحجم الإظفر تتحلل ذاتيا وزرعها في الجسم لمهاجمة الورم

توصل فريق من العلماء الاميركيين الى طرق جديدة لقتل الاورام السرطانية من خلال زرع مواد خاصة بتدمير الخلايا الخبيثة، كما تم استخدام اقراص مصممة تكنولوجياً لمعالَجة ببروتينات مضادة للسرطان.


وأخذ فريق من العلماء الاميركيين يتوصل الى طرق جديدة لقتل الاورام السرطانية باستزراع مواد أُخضعت لمعالجة خاصة لتدمير الخلايا الخبيثة داخل الجسم.

وهي طريقة في العلاج تبشر في حال نجاحها على نطاق واسع بامكانية الاستعاضة عن العمليات الجراحية وطرق العلاج الكيمياوية والشعاعية الخطرة.

ومن الطرق الجديدة التي طورها فريق الباحثين في جامعة هارفارد، استخدام اقراص مصممة بتكنولوجيا الهندسة الحياتية ومعالَجة ببروتينات مضادة للسرطان تهاجم الورم مباشرة في موقعه وتعيد برمجة جهاز المناعة لانتاج مزيد من هذه المضادات بنفسه.

ويقول الباحثان الاميركيان ديفيد جيز موني والدكتور غلين درانوف في دراسة نُشرت في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي ان هذه الطريقة في العلاج نجحت في حماية 90 في المئة من فئران اختبار ضد سرطان جلدي حُقن فيها ويقتل الحيوانات عادة في غضون 25 يوما.

وتعتبر هذه التجربة اول نجاح يتحقق باستخدام لقاح مستزرَع ضد السرطان في حيوانات ثديية رغم ان الآثار والمخاطر بعيدة المدى ما زالت مجهولة.

ونقلت صحيفة "واشنطن تايمز" عن الباحث موني قوله: "إذا لقحنا الفئران اولا ثم ادخلنا الخلايا السرطانية فيها فان 90 في المئة لا تُصاب ابدا بالسرطان.

وعندما أدخلنا اوراما في الفئران اولا فان اللقاح عطل نمو السرطان بنحو 50 في المئة من الحالات".

واضاف موني وهو استاذ بالهندسة الحياتية في هارفارد ، ان من المتوقع ان تبدأ التجارب السريرية على البشر في ظرف عام تقريبا.

يمكن ان تشكل الطريقة الجديدة اختراقا كبيرا لأن غالبية الأمراض السرطانية لا يمكن أن تُعالج إلا بالعمليات الجراحية أو الطرق الكيمياوية والشعاعية التي تقتل في احيان كثيرة الانسجة السليمة ايضا المحيطة بموضع الورم ، والمعروفة بآثارها الجانبية القاسية.

وبخلاف اللقاحات التي تُستخدم ضد المسببات المرضية بهدف الوقاية من امراض مثل شلل الاطفال أو الجدري فان الجزيئات المضادة للسرطان لا تكون فاعلة عادة إلا بعد اكتشاف المرض.

وتبين الدراسة الجديدة ان النتائج أقرب الى وظيفة اللقاح الحقيقي الذي يمارس تأثيره الأشد فاعلية قبل الاصابة بالمرض.

ولا يوجد حتى الآن لقاح بشري ضد السرطان ولكن العلماء يختبرون الوسائل اللازمة لايجاد مثل هذه اللقاح.

دراسة موني ودرانوف المختص بأمراض جهاز المناعة في جامعة هارفارد تقارن الطريقة الجديدة ايضا مع محاولات سابقة لتطوير لقاح بأخذ خلايا مناعية من الجسم ومعالجتها بجزيء مضاد ثم حقن الخلايا المناعية في انسجة الجسم. ولكن هذه الطريقة اقل نجاحا لأن الكثير من الخلايا المعالَجة تموت في الطريق ، بحسب موني.

تستخدم الطريقة الجديدة اقراصا بلاستيكية بحجم الإظفر تتحلل ذاتيا وزرعها في الجسم لمهاجمة الورم.

وتُملأ الأقراص المماثلة للخيوط الجراحية القابلة للتحلل ، بجزيئات مضادة للاورام تحديدا تقوم بتحفيز جهاز المناعة لانتاج خلايا تي T cells مبرمجة لمكافحة السرطان.

وقال الدكتور بيتر بولفريني عميد كلية طب الاسنان في جامعة مشيغان ان اهمية الطريقة الجديدة تتعدى السعي الى علاج السرطان فقط.

واضاف: "تخيلوا مادة يمكن ان ترسل تعليمات الى جسم مصاب بالسكري بأن ينتج الانسولين حسب الطلب".

ولكن الدكتور بولفريني لفت الى ضرورة اجراء مزيد من الدراسات لمعرفة الآثار طويلة الأمد بما فيها الآثار الجانبية.

الدكتور بارت كامين المدير الطبي لجمعية سرطان الدم والأورام اللمفاوية قال ان الفئران لا تعني شيئا الى ان تُجرب الطريقة الجديدة على البشر ولكنه أقر بأن التقنية الجديدة "تبدو طريقة لزيادة فاعلية اللقاح".

واشار الى "ان اللقاحات هي الموجة الرائجة الآن وهي موجة المستقبل وهدفنا هو ان نجعل الجسم قادرا على الرد بشكل افضل على الورم".

من جهة اخر قال الدكتور جون مارشال الخبير بالامراض السرطانية ان العقبة الحقيقية امام التوصل الى لقاح ضد السرطان هي برمجة جهاز المناعة لمهاجمة الخلايا السرطانية وحدها وليس طريقة ايصال الجزيئات المضادة. واضاف ان الباحثين يعالجون الفئران بلقاحات منذ زمن بعيد وبالتالي فان هذا ليس بالشيء الجديد.

واضاف "ان الواسطة قد تكون افضل مما كان متاحا لنا في هذا النوع تحديدا من الأمراض السرطانية ولكن الأمر يعتمد على نوح اللقاح الذي يُعطى للفأر. والمهم هو كيف نبرمج جهاز المناعة".