حماس تعلن: مسابقة "ملكة جمال فلسطين" تخالف الشريعة حتى ولو بدون "لباس البحر"

رابطة علماء فلسطين إعتبرت المسابقة إهدارا لكرامة المرأة
رابطة علماء فلسطين إعتبرت المسابقة إهدارا لكرامة المرأة

أثار إعلان شركة "تريب فاشن" الفلسطينية الخاصة عن تنظيم مسابقة لاختيار ملكة جمال فلسطين، ردود فعل صاخبة في العديد من الدوائر التابعة للحكومة الفلسطينية المقالة في قطاع غزة وبعض الأحزاب الفلسطينية التي اعتبرتها "مخالفة للشريعة"، خاصة أن الحدث هو الأول من نوعه في الأراضي الفلسطينية.


وكانت سلوى يوسف مديرة شركة "تريب فاشن" في رام الله قد أعلنت أن المسابقة التي تنظمها ستجري في 26-12-2009 بمشاركة 58 متسابقة، من بينهن 26 من داخل إسرائيل و32 من الضفة الغربية.

وقالت يوسف في مؤتمر صحافي عقد في رام الله الاثنين، إن 200 فتاة تقدمن بطلب المشاركة في المسابقة، وتم قبول 58 منهن، مشيرة إلى أن المتقدمات خضعن لاختبارات من قبل مختصين.

وقالت يوسف "واجهتنا عدة صعوبات أثناء الإعداد لهذا النشاط، وواجهتنا صعوبة في إقناع العديد بهذه الفكرة، وكان السؤال الدائم حول ما إذا كانت المتسابقات سيشاركن في لباس البحر أم لا"، مضيفة "بالطبع لن تستخدم المتسابقات لباس البحر، لان هذا منافٍ تماما لطبيعة المجتمع الفلسطيني التقليدي".

وحول الهدف من تنظيم المسابقة قالت يوسف "الهدف هو التأكيد على أن الوضع السياسي والأمني ليس هو فقط ما يسيطر على الحياة الفلسطينية، ونستطيع أن نحيا مثلما يحيا العالم أجمع".

وفور الإعلان عن المسابقة، بدأت ردود الفعل تتوالى من فصائل فلسطينية ومن الحكومة المقالة بغزة، حيث استنكرت وزارة شؤون المرأة التابعة لحكومة غزة المقالة "ما قامت به شركة تدعي أنها فلسطينية خاصة من إعلانها لمسابقة ملكة جمال فلسطين"، والتي ستجري في 26 ديسمبر بمشاركة 58 متسابقة، من بينهن 26 من داخل إسرائيل و32 من الضفة الغربية.

ضد الشريعة
وقالت الوزارة في بيان لها إن هذا الإعلان يأتي في إطار السقوط الذي يجري في الضفة على مرآى ومسمع حكومة رام الله التي تشارك في هذا السقوط من خلال مشاركة وزاراتها في لجنة التحكيم لاختيار ملكة الجمال، وكذلك مشاركة شخصيات رفيعة، ضاربة بعرض الحائط كافة الأعراف والتقاليد الفلسطينية النابعة من ثقافة مجتمعنا الفلسطيني".

وطالبت الوزارة أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية بأن يهبوا لوقف هذه المهزلة التي تضر بسمعته الطاهرة وتاريخه المشرف .. موضحة "أننا ندرك تماما أن الذي يقف وراء هذه الشركة هي حكومة رام الله التي تريد طمس جهاد أشرف شعب عرفته الدنيا، بدليل المشاركة الرسمية لوزارة الإعلام الفلسطينية ووزارة الثقافة"، مطالبة حكومة رام الله بضرورة وقف عمل شركة "تريب فاشن" فورا ومساءلة مديرتها سلوى يوسف، وإلا فإن التاريخ لا يرحم مناشدة أهالي الفتيات اللواتي سيشاركن في تقديم أنفسهن لهذه المسابقة بسحب أسماء فتياتهن، لأن هذا العمل الفاضح يتعارض مع مبادئ شعبنا الفلسطيني.

وهددت الوزارة بأنها لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء هذه المهزلة، موضحة "سنقدم كل من ساهم في إيذاء سمعة شعبنا إلى المحاكم".

من جهته استنكر حزب التحرير الفلسطيني في بيان صحفي له اليوم الخميس انطلاق فعاليات مسابقة ملكة جمال فلسطين التي تنظمها شركة فلسطينية برعاية ودعم من السلطة التي رخصت للعمل وانتدبت ممثلين عن وزارة الإعلام ووزارة الثقافة للمشاركة في لجنة التحكيم.

وأكد الحزب في بيان أصدره على أن مسابقة اختيار ملكة جمال فلسطين تتعارض مع الشريعة الإسلامية والقيم الرفيعة التي تدعو إلى الفضيلة وصيانة المرأة من كل مظاهر الابتذال والانحطاط، وقال: "فالإسلام قد أعز المرأة ورفع مكانتها وكرمها بغض النظر عن جمالها أو لياقتها البدنية، وجعلها عِرضاً يجب أن يُصان، وحرم عليها أن تتبرج وتظهر زينتها وعورتها أمام الرجال الأجانب، وحرم النظر إلى العورات وأمر بغض البصر."

بدورها استهجنت رابطة علماء فلسطين بشدة إعلان المسابقة لاختيار "ملكة جمال فلسطين" في خطوة من شأنها إهدار كرامة المرأة، وتشجيع الرذيلة والفاحشة في المجتمع الفلسطيني من خلال تحفيز النساء على إظهار مفاتنهن كخطوة على طريق خلق جيل بعيد عن الأخلاق والقيم الإسلامية الداعية إلى العفة والحشمة والحياء وذلك في إطار صيانة كرامة المرأة.

واستغربت الرابطة في بيان لها دعم هذه المسابقة من قبل وزارتي الثقافة والإعلام بحكومة رام الله والتي كانت الأولى بها تقديم هذا الدعم لأسر الشهداء والأسرى، وأن تسخره لخدمة المجتمع الفلسطيني وتطوير مؤسساته حسب البيان.

يذكر أنه سيشارك في لجنة التحكيم لاختيار ملكة الجمال ممثلون عن وزارة الإعلام الفلسطينية ووزارة الثقافة، بحضور أكثر من ألف شخصية تمت دعوتها لحضور المسابقة.

وستحصل الفائزة باللقب على سيارة موديل 2009 مقدمة من أحد معارض السيارات في رام الله، إضافة إلى رحلة لمدة عشرة أيام إلى تركيا على نفقة الشركة المنظمة وكذلك مبلغ 2700 دولار.