نصف عدد الفتيات المراهقات البريطانيات يرغبن في إجراء جراحات تجميلية

دراسة بريطانية تقول هناك علاقة بين عدم رضا البريطانيات عن شكلهن الخارجي وتحصيلهن المدرسي
دراسة بريطانية تقول هناك علاقة بين عدم رضا البريطانيات عن شكلهن الخارجي وتحصيلهن المدرسي

نحو نصف الفتيات المراهقات اللاتي يرتدن المدارس الثانوية يفكرن في إجراء جراحات الليزر أو شفط للشفاه أو بعض الجراحات التجميلية من أجل تغيير شكلهن، كما أظهرت دراسة بريطانية جديدة حول السلوك الاجتماعي.
وجدت الدراسة أن 46 في المائة من الفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن ما بين 11 و 16 عاما و 50 في المائة من الفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 16 و 21 عاما يفكرن في إجراء جراحة تجميلية لجعل أنفسهن أنحف أو أجمل.


في حين زادت نسبة الفتيات اللاتي تبلغ أعمارهن أقل من 16 عاما واللاتي يتصف أداؤهن المدرسي بالضعف ويفكرن في إجراء جراحة تجميلية. وأعرب 19 في المائة فقط من الفتيات اللاتي يصنف أداؤهن المدرسي بأنه مرضي أو ضعيف عن عدم رغبتهن في الخضوع لجراحة من أجل تحسين مظهرهن.

وتشير تلك النسب إلى أن الجيل الجديد من النساء يعتقد أن الجراحة التجميلية جزء من الحياة اليومية. وألقى النقاد باللوم في ذلك على انتشار العمليات التجميلية بين المشاهير والبرامج التلفزيونية مثل برنامج «10 ييرز يانجر» (أصغر بعشرة أعوام) الذي يعرض إجراء عمليات تجميلية خطيرة وربما تمثل مخاطرة بالنسبة للشخص الذي يجريها على أنها تبدو بسيطة مثل الذهاب إلى مصفف الشعر.

وأشار تقرير الدراسة التي أجريت لصالح حركة «جيرلز جايد» الكشفية للبنات في مناسبة الذكرى المئوية لتأسيسها، إلى أن الفتيات أظهرن درجة كبيرة من عدم الثقة بالنفس. الدراسة أظهرت السلوك الاجتماعي لأكثر من ألف فتاة من الفئة العمرية (7-21 عاما) حول نظرتهن الشخصية إلى أجسامهن وصحتهن والحياة العائلية.

كما أفاد التقرير أن هناك فتيات يبلغن من العمر 11 عاما يتبعن حمية غذائية، حيث قالت الفتيات إنهن يتركن بعض الوجبات من أجل أن يبقين نحيفات. وقالت نحو 42 في المائة من الفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 11 إلى 16 عاما إنهن يتخلّين عن بعض الوجبات من أجل التحكم في أوزانهن في حين تزداد هذه النسبة إلى 66 في المائة في الفئة العمرية ما بين 16 إلى 21 عاما.

وقال القائمون على إعداد ذلك التقرير إنهم شعروا بالقلق من أن الفتيات بدأن في اكتشاف العيوب الموجودة في مظهرهن في أعمار صغيرة.

وأعرب 60 في المائة من الفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 7 إلى 9 أعوام عن سعادتهن بمظهرهن، وتراجعت تلك النسبة إلى 27 في المائة للفئة العمرية من 10 إلى 11 عاما، مما يشير إلى أن الفتيات بدأن في الحكم على مظهرهن بقسوة حتى قبل سن البلوغ.

الاعتقاد السائد أن الرغبة في النحافة لدى الفتيات تبدأ مبكرا، إذ بيّن التقرير أن واحدة من ثماني بنات من الفئة العمرية (10-11 عاما) يرغبن في تخفيف أوزانهن. وهذه النسبة ترتفع لتصل إلى 25 في المائة مع الفئة العمرية (11 إلى 16 عاما) وتزداد إلى 33 في المائة بين فتيات الفئة العمرية (16 إلى 21) عاما.

وعبرت نيكولا جرينستيد من منظمة «جيرلز جايد» عن قلقها إزاء ما توصلت إليه الدراسة، مضيفة في تصريحات لصحيفة «التايمز» في عدد ها الصادر يوم الثلاثاء 3-6-2009 إن «الفتيات والبنات الصغار يقلن لنا إنهن يجدن صعوبة في قبول أشكالهن، والمقلق أن هذه النظرة تبدأ مبكرا عندهن، وهذا لم نتوقعه سابقا».

وقالت غرينستيد: «إن الفتيات الصغار من سن الحادية عشرة غير راضيات عن مظهرهن، وعلى استعداد أن يخضعن لعمليات تجميل من أجل التغيير في شكلهن الخارجي. العلاقة بين هذه النظرة والتعليم واضحة تماما. البنات الأقل نجاحا في تحصيلهن المدرسي يحاولن التعويض عن ذلك من خلال المظهر الخارجي».

وتقول الدراسة إنه لا يوجد أي معلومات تاريخية يمكن من خلالها المقارنة بين نظرة بنات الجيل الجديد والأجيال السابقة من الحركة الكشفية للفتيات. في عام 1910 كانت المنظمة الكشفية تمنح عضوات الحركة الأوسمة على حلبهن الأبقار وكيّ الملابس.

وعلقت سارة فاين التي تكتب عمودا في صحيفة «التايمز» قائلة إن المقلق في الأمر أن هذه النظرة تبدأ في سن العاشرة، «شيء سيئ جدا يحدث للفتيات في هذه السن المبكرة، ويتحولن بين ليلة وضحاها من موقع الجهل بأجسامهن إلى الرغبة الشديدة في إنقاص أوزانهن».

وأضافت فاين: «كنا في سن المراهقة نحاول دائما ارتداء بنطال الجينز الضيق، ولهذا لا أستغرب من محاولة الفتيات الحفاظ على مظهرهن الخارجي، لكن الآن علينا أن نضيف شيئا آخر إلى قلقنا، ألا وهو عمليات التجميل».