هل تكون الدهون البنية المفتاح الجديد لمحاربة السمنة؟

الدهون البنية على العكس من الدهون البيضاء التي تخزن فائض الطاقة، فهي تحرق الطاقة لتوليد الحرارة، وتتواجد عند الأطفال الحديثي الولادة، لمساعدتهم على تنظيم درجة حرارة الجسم و لكنها تتقلص من الجسم مع الت
الدهون البنية على العكس من الدهون البيضاء التي تخزن فائض الطاقة، فهي تحرق الطاقة لتوليد الحرارة، وتتواجد عند الأطفال الحديثي الولادة، لمساعدتهم على تنظيم درجة حرارة الجسم و لكنها تتقلص من الجسم مع الت

كشفت ثلاث دراسات طبية جديدة أن لدي البالغين كميات كبيرة من الدهون النشطة التي تعمل علي حرق السعرات الحرارية والتي أعتقد علماء البيولوجي أن هذه الدهون اختفت منذ الطفولة.


تقوم الدهون البنية بمحاربة السمنة التي تعتبر وباء حقيقي ينتشر في العالم بصورة كبيرة، فالأكل بنسبة أقل بالإضافة إلي ممارسة التمارين الرياضية يمكن للناس تحفيز اجسامهم علي التخلص من الطاقة الزائدة-المخزنة علي هيئة دهون عادية- في صورة حرارة.

يقول عدد من الباحتين ان هذا الاكتشاف بمثابة اكتشاف عضو جديد بالجسم  يعمل بشكل فسيولوجي علي استهداف الطاقة، مما يجعله هدف مثالي واستهدافه بالعقاقير الطبية لتحفيزه وجعله أكثر نشاطا

في الوقت الحالي يعتبر السبيل الوحيد لتحفيز وتنشيط هذه الدهون البنية هو ابقاء درجة حرارة الجسم منخفضة جدا تصل إلي درجة الشعور بالرجفة والإرتعاش لمدة طويلة، مما يحسن الظروف التي تنشط فيها الدهون البنية.

وتشير الدراسات إلي أن الدهون البنية مرتبطة ببعض الأمراض في الجسم منها السكري الذي قد يزيد عند اختلال نسبة توازن هذه الدهون في الجسم.

يمكن ملاحظة نسبة أعلي من الدهون البنية في أجسام الأشخاص الأكثر نحافة من تلك الموجودة في أجسام الأشخاص الأكثر سمنة، كما أنها موجودة بنسبة أكبر لدي النساء أكثر من الرجال، ووجدت الدراسات أن تحفيز انتاج هذه الدهون في بعض الفئران ساعدتهم علي محاربة بعض الأمراض كما ساعدتهم علي مكافحة السمنة.

ليس من المعروف إذا كانت الدهون البنية سببا في ضعف الجسم أم نتيجة له، فتحتوي كل خلية علي حقول طاقة ميكروسكوبية تسمي mitochondria حيث يتم فيها حرق السكر والدهون لإنتاج نوع معقد من الطاقة وبذلك يتم تحميل خلايا الدهون البنية بحقول الطاقة هذه ولكن الانزيمات التي تساعد علي اطلاق هذه الطاقة منفصلة عن بعضها البعض والنتيجة أن الطاقة الناتجة عن الجلوكوز والدهون يتم فقدها علي هيئة طاقة حرارية، كالطاقة الحرارية التي تفقدها السيارة في وقت هطول الجليد.

ووجدت إحدى الدراسات الطبية بجامعة Maastricht بهولاندا والتي تم خلالها اختبار 24 رجل نصفهم من أصحاب أجسام نحيفة والنصف الأخر من أصحاب الأجسام السمينة حيث تم وضعهم في غرفة درجة حرارتها 61 درجة فهرنهايت لمدة ساعتين ثم تم عمل اشعة علي اجسامهم لتوضيح أي الأنسجة التي تستهلك الكثير من الجلوكوز والتي ووجد أنها نشطة جدا بعد ترك الرجال الـ 24 في هذه البرودة.

وتم ملاحظة نشاط مكثف لخلايا الدهون البنية في 23 رجالا ولم تسجل مشاهدة نشاطها في الرجل الأخير لأنه كان الأكثر وزنا، ووجد أن نسبة انتاج خلايا الدهون البنية في ذوي الأجسام النحيفة تعادل 4 مرات أكثر من أصحاب الأجسام السمينة، وعندما تم إعادة إختبار الرجال دون وضعهم في مكان بارد لم يلاحظ أي نشاط للدهون البنية.

كما أظهرت الدراسات أن الدهون البنية و البيضاء لها أصول مختلفة تماما و أن الدهون البنية مشتقة من العضلات.

وقد يقود هذا البحث إلى سبل أفضل للعلاج من الوزن الزائد و خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن بسبب جيناتهم.

والهدف النهائي من هذه الدراسات هو تعزيز نسب الدهون البنية بطريقة محتملة لمواجهة البدانة و هذه العلاجات التي تشجع على إنتاجها ستكون متوفرة قريبا بعد انهاء الدراسات الاخيرة عليها