أسبوع لندن للموضة .. يطفئ 25 شمعة ويشعل العاصمة نارا وابتكارا

عندما احتفل المصمم ماثيو ويليامسون بمرور عشر سنوات على تأسيس ماركته اختار لندن لذلك وتبرع المغني برينس بإحياء العرض، وفي الصورة زي بتوقيع الشاب بيتر بيلوتو وزي بتوقيع كريستوفر كاين
عندما احتفل المصمم ماثيو ويليامسون بمرور عشر سنوات على تأسيس ماركته اختار لندن لذلك وتبرع المغني برينس بإحياء العرض، وفي الصورة زي بتوقيع الشاب بيتر بيلوتو وزي بتوقيع كريستوفر كاين

انطلق أسبوع نيويورك للموضة يوم الخميس الماضي في أجواء هادئة مشوبة بالخوف والترقب، ولا يتوقع أن يكون أسبوعا ميلانو وباريس أحسن حالا منه، على العكس تماما من أسبوع لندن هذا العام، فهو يفور بالشباب ويضج بالأحداث والعروض المهمة، لأنه لن يحتفل بعيد ميلاده الـ25 أو يحضن أبناءه المخضرمين والشباب فحسب، بل سيرد الصاع صاعين لباقي عواصم الموضة العالمية، التي تجاهلته مرات كثيرة، وحشرته مؤخرا بينها ليتقلص إلى أربعة أيام فقط.


كارولاين راش، الرئيسة التنفيذية للأسبوع قالت انه سيكون ببساطة عرسا من الفانتازيا والكلاسيكية على حد سواء، أي أن الجانب التجاري سيكون مهما حتى يجد المصممون لهم أسواقا جديدة.

لكن الأهم هو جانب الابتكار والإبداع الذي ميز لندن منذ بدايتها إلى اليوم، وهذه صفة، كما تقول، لا يريد أي أحد من القائمين على الأسبوع التخلي عنها، لأنها أصبحت جزءا من شخصيته، ولحظات الإبداع، أو الجنون كما يراها البعض، هي جزء من تاريخ الموضة ككل.

وتضيف: «حتى إذا اختار أي مصمم أن يعرض في أي عاصمة أخرى، وكان هذا الأمر سيخدمه، فلم لا؟

فلندن سبق لها أن استقبلت مارك جايكوبس منذ فترة، وكذلك جيورجيو أرماني عندما افتتحا محلا خاصا بهما هنا.

إذا كانت الفكرة هي التوسع والنجاح وإيجاد مراكز جديدة تكون متنفسا لهم على المستويين الإبداعي والتجاري، فهذا من حقهم، ونحن هنا في غرفة الموضة نعمل على تشجيع هذا الأمر إلى جانب الابتكار، الذي لا يمكن الاستغناء عنه، فالناس تأتي إلى لندن لهذا السبب، كما أن جامعاتنا مشهورة عالميا بتخريج مواهب انطلقت عالميا».

الفعاليات المثيرة التي سيعرفها هذا الموسم، ستجعل العاصمة البريطانية، بلا شك، أبعد ما تكون عن المحطة المهجورة التي لا يتوقف عندها قطار الموضة طويلا، كما كان العهد سابقا، أو إن مرّ كان ذلك من باب رد العتب فقط.

سبب هذا الاهتمام كما أصبح معروفا، عودة كل «بيربيري» وبرينغل و«بلانتاين» وماثيو ويليامسون وجوناثان سوندرز وانطونيو بيراردي وغيرهم إليها، الأمر الذي يبشر بأنه سيكون غنيا على كل المستويات: الفني والأنيق والفانتازي والتجاري، إذا أخذنا بعين الاعتبار أن مشتريات من أميركا والشرق الأوسط والأقصى سيتوافدن عليه.

وحسبما صرحت به جمعية الموضة البريطانية، فإن نسبة الحضور هذا الموسم تزيد عن 40% مقارنة بالعام الماضي، والفضل يعود أيضا إلى استعانتها بخدمات وكالة علاقات عامة متخصصة، يوجد مقرها في الولايات المتحدة، عملت على الترويج للأسبوع ونجحت في استقطاب مشترين من محلات مهمة مثل «بارنيز» و«ساكس فيفث افينيو» وغيرهما.

وهذا بحد ذاته سيزيد من أسهم التفاؤل التجاري، فمصمموها يتوقعون ارتفاع مبيعاتهم بشكل ملفت، كما أن الإشاعات تقول ان بعضهم ضمن له أسواقا جديدة قبل العرض بأسابيع.

هذا وسيكون لباقي القطاعات الترفيهية في لندن نصيب من الكعكة، بالنظر إلى حجم الإقبال الذي سيكون على الفنادق والمطاعم والتاكسيات وغيرها، مما يفسر سر اهتمام عمدة المدينة، بوريس جونسون، بالأسبوع ودعمه المادي والمعنوي له.

تجدر الإشارة إلى أن حوالي 40 مصمما شابا سيشارك في الأسبوع، بعضهم سيكون ضمن البرنامج الرسمي والبعض الآخر يدخل ضمن مشاريع تهتم بالمواهب مثل «نيو جين» الذي تدعمه محلات «توب شوب» منذ تأسيسه، وخصص له جناح في «سومرست هاوس» مقر أسبوع لندن الحالي.

سيعرض ضمن هذا المشروع 17 مصمما نذكر منهم بيتر بيلوتو، هنري هولاند، دانيال سكوت، مارك فاست وغيرهم، أما مشروع «فاشن إيست» الذي تدعمه أيضا محلات «توب شوب» فسيعمل على مساعدة خريجي «روايال كوليدج أوف آرت»، هولي فولتن، مايكل فان دير هام وهايكي سالونين هذا الموسم.

محطات مهمة:
ربع قرن من الأحداث المثيرة عاشها الأسبوع، بعضها سعيد وبعضها محبط، لكن المهم هو انه طوال سنواته الـ25 لم يتنازل عن هدفه في أن يكون مسرحا للشباب الصاعد، يفسح له المجال ويساعده على التحليق عاليا، بغض النظر عن الجنسية واللون ما دام هناك ابتكار وموهبة حقيقية.

من أهم أحداثه:

- 1984 بفضل مجهودات لين فرانكس، خبيرة العلاقات العامة المشهورة، انطلق أسبوع لندن، بعروض جريئة تضج بالابتكار والجنون، لكن في ظروف جد متواضعة في قاعات أوليمبيا، من أهم المشاركين في أول أسبوع نذكر على سبيل المثال لا الحصر بيتي جاكسون، بادي ماب، جاسبر كونران، زاندرا رودس، جين موير وكارولاين تشارلز.

1986: حضرت كل من الأميرة الراحلة ديانا ورئيسة الوزراء البريطانية آنذاك، مارغريت ثاتشر، الأسبوع.

1989: عرضت المصممة بام هوغ لأول مرة إلى جانب كل من رفعت اوزبك، بادي ماب، فيفيان ويستوود وبول كوستيلو. بعد غياب طويل ستعود بام هوغ للعرض قريبا.

1990: غير المصمم رفعت اوزبيك أسلوبه المبالغ فيه من حيث الزخارف والبريق بتشكيلة بيضاء بسيطة جدا أثارت الكثير من الانتباه وكانت مؤشرا على تغير اتجاهات الموضة.

1993: قرار أسبوع الموضة تخصيص جانب من الأسبوع لاكتشاف المواهب من خلال مشروع أصبح يعرف بـ«نيو جين» أي الجيل الجديد، وكان المصمم الكسندر ماكوين من بين الأوائل الذين تم دعمهم من خلاله.

1993: أول عرض لالكسندر ماكوين في فندق الريتز، برهن فيه على براعته كخياط وكمبدع بخيال خصب رغم شطحاته المجنونة، في نفس العام أثارت فيفيان ويستوود الكثير من اللغط والجدل بسبب استعانتها بعارضات في الـ13 من العمر.

1995: عودة المصممة بريت كاثارين للعرض في لندن بعد غياب ست سنوات، مما أعاد الثقة إلى الأسبوع.

1996: الكسندر ماكوين يثير ضجة كبيرة بسبب تشكيلته القوطية المجنونة «دانتي». الضجة كانت في صالحه وصالح الأسبوع.

1997: فاجأ مصمم صاعد، هو ماثيو ويليامسون الحضور بتشكيلة شاركت في عرضها شهيرات مثل كايت موس وجايد جاغر وهيلينا كريستنسن، لأن المصمم كان مبتدئا، فإن أجر العارضات كان حصولهن على قطع من تصميماته.

1998: بسبب شح الإمكانيات، لجأ الأسبوع إلى بيتر ماندلسون، وزير التجارة آنذاك لتقديم المساعدة وإنقاذ الأسبوع.

1999: العارضة كايت موس تثير انتباه الرأي العام لما يدور وراء كواليس الموضة من تعاطي كحول وغيرها، بعد دخولها مصحة «دي برايوري كلينيك».

1997: ظهور أول عارضة أزياء بمقاس 14 هي صوفي دال، التي انطلقت إلى العالمية.

2000: مشاركة فيكتوريا بيكهام في عرض المصممة ماريا غراشوفل كعارضة أزياء، وإطلاق برنامج «فاشن إيست» الذي يعمل على تسويق ثلاثة مصممين مبتدئين في كل موسم، في البداية كان البرنامج على هامش الأسبوع، لكنه اكتسب صيغة رسمية مؤخرا، ويحسب له انه كان وراء نجاح كل من ماريوس شواب، لويز غولدن وروكساندا إلينشيك.

2000: أعرب حسين تشالايان عن عبقريته الفنية بتقديم فستانه الشهير الذي يتميز بتنورة تتحول إلى طاولة.

2001: أسبوع فقير بالنسبة لباقي العواصم بسبب هجرة العديد من أبنائها من أمثال ستيلا ماكارتني، الكسندر ماكوين، لويلا بارتلي وحسين تشالايان إلى عواصم أخرى، متحججين بعدم توفر المشترين فيها مقارنة بأسبوع نيويورك مثلا.

2002: ظهرت معاناة الأسبوع إلى السطح أكثر رغم محاولات المصممين تكثيف جهودهم لدعمه.

2005: بعد سنوات من الركود، سجل الأسبوع مشاركة مصمم مبتدئ في برنامج «فاشن إيست» خطف الأضواء بجنونه وابتكاره، هذا المصمم هو غاريث بيو، الذي لا يزال من أهم المصممين البريطانيين رغم انه انتقل إلى باريس، في نفس العام، وبالتعاون مع محلات «توب شوب» أطلقت «فاشن إيست» برنامج «مان» المتخصص بالأزياء الرجالية ليكون الأول من نوعه.

2005: تمحور الجدل حول كايت موس وتعاطيها المخدرات أكثر من الأزياء نفسها، بعد أن أثارت صور نشرت لها في جريدة بريطانية الكثير من الانتقادات لما يجري في كواليس عالم الموضة.

2006: استطاع مصمم صاعد اسمه كريستوفر كاين إقناع أنا وينتور، رئيسة تحرير مجلة «فوغ» الأميركية بحضور عرضه، مما شكل نقلة نوعية للأسبوع، فالمعروف عن أنا وينتور أنها تتجاهل لندن في تنقلاتها بين عواصم الموضة الأخرى، تجدر الإشارة إلى أنها ستكون وجها مألوفا في الكثير من العروض هذا الموسم.

2007: صدور قانون جديد يمنع مشاركة عارضات انوركسيات أو من هم أقل من 16 سنة من المشاركة في العروض، واستحداث برنامج يهتم بصحتهن النفسية والصحية وراء الكواليس تشرف عليه العارضة إيرين أوكونور.

2008: بعد أن هجرت فيفيان ويستوود لندن في عام 1996، تعود إليها في شهر فبراير من خلال خطها «ريد» مستغلة الفرصة للتعبير عن رفضها لانتهاكات غوانتنامو، وفي شهر سبتمبر من نفس العام تشارك كايت موس في أول عرض لها بعد غياب أربع سنوات، السبب أن العرض كان لصديق مقرب لها هو جوني بلو آيز.