الإجهاد والتوتر قد يسببان إصابة الأطفال بالربو

يتعرض كثير من أطفالنا اليوم إلى الكثير من التوتر والضغط النفسي، الذي قد يؤدي بهم إلى الإصابة بمجموعة كبيرة من الأمراض والتى تشمل مرض الربو.
يتعرض كثير من أطفالنا اليوم إلى الكثير من التوتر والضغط النفسي، الذي قد يؤدي بهم إلى الإصابة بمجموعة كبيرة من الأمراض والتى تشمل مرض الربو.

إن الأسر التي تعيش في مستوى يتطلب من الطفل بذل كم كبير من الجهد، قد يعرض الطفل إلى الإصابة بالربو وقد يكون هذا بسبب المسببات البيئية مثل حركة المرور المرتبطة بتلوث الهواء والتعرض المستمر لدخان السجائر.


ووفقا ً لدراسة حديثة فإن الأطفال الذين يتعرضون بإنتظام للتلوث الناجم عن دخان السجائر كان أو عوادم المرور وأيضا ًالأطفال الذين يعيشون في منازل ويتعرضون فيها للتوتر والإجهاد النفسي كان او البدني فإنهم أكثر عرضة للإصابو بمرض الربو بنسبة 50% من أولئك الأطفال الذين يعيشون في منازل ليس بها ضغط نفسي.

قال الباحث "روب ماكونيل" الأستاذ بكلية الطب بجامعة كاليفورنيا ورئيس هذه الدراسة أن معدل الإصابة بالربو يكاد يكون معدوما ً إن لم يكن هناك تلوث بيئي أو مخاطر بيئية، و من المعروف أن التلوث البيئي قد يتسبب في إلتهابات الرئة و الإلتهاب الرئوي هو سمة أساسية من سمات مرض الربو، و بالنسبة للإجهاد فإن له تأثير على الإلتهابات أيضاً و لذلك فمن المؤكد أن تأثير التوتر و معه تأثير الهواء المُلوث قد يكون أسوأ شيء يطرأ على الطفل.

شملت هذه الدراسة ما يقرب من 2500 طفل يتراوح عمرهم مابين 5 و 9 سنين و كانوا نفسهم المُسجلين في أكبر دراسة تمت للكشف عن تأثير الهواء الملوث على الجهاز التنفسي وكان وقت هذه الدراسة القديمة لم يظهر على الأطفال أي شيء يدل على اصابتهم بالربو وقد تمت متابعة صحة الأطفال لمدة ثلاث سنوات حينها.

ولا شك أن قياس درجات الضغط و الإجهاد النفسي والتوتر للطفل صعب جدا ولكن في هذه الدراسة قام الباحثون بجعل الآباء يملأون إستبيانات لدراسة مستويات التوتر الخاصة لدى أطفالهم، وقام الباحثون بجمع معلومات أخرى مهمة مثل التعرض لدخان السجائر و كيفية الجو الأسري و هل يتم التأثر بالوالدين أم لا؟!

وكل هذه الأشياء تشير في أساسها إلى الوضع الإجتماعي والإقتصادي للطفل وأسرته، تمت هذه الدراسة لمدة 3 سنوات و كانت النتيجة ظهور أعراض متقدمة للربو على 120 طفل من أطفال الدراسة.

وعلى الرغم من أن الإجهاد وحده لا يبدو أنه يزيد من الإصابة بمرض الربو ، فقد وجد رئيس الدراسة "ماكنويل " وزملاؤه من جامعة كاليفورنيا و من مستشفى سانت مايكل، ان الجمع بين العيش في جو أسري مضغوط مصحوب بجو أسري قريب جدا من التلوث الهوائي هو أكبر عامل للإصابة بالربو أكبر حتى من العيش في المنطقة ذات الكثافة المرورية العالية فقط.

وتم أيضا ً إكتشاف أن تدخين الأمهات عامل كبير جدا لإصابة الطفل رضيع كان أو صغير في السن بالربو، لكن المرض يزداد مع الحوامل أكثر وتزيد نسبة الخطورة مع زيادة الضغط و التوتر في الأسرة.

ويقول ماكنويل "هذا البحث وأمثاله يقدم فكرة جديدة تسهم في اكتشاف الأمراض المعقدة وأسبابها العمل على حلها في أسرع الأوقات".

ووفقا ً لمركز السيطرة على الأمراض، فقد إنتشر مرض الربو ما بين عامي 1980 و عام 1994، وكانت نسبة الاطفال المصابين بالربو وهم تحت 5 سنوات هي 160% خلال تلك الفترة الزمنية.

والآن ما يقرب من 300 مليون شخص في أنحاء العالم مصابين بمرض الربو وتتنبأ مشاريع منظمة الصحة العالمية بإرتفاع العدد إلى 400 مليون مريض عام 2025.

يقول "ديفيد بيندين"و هو باحث متخصص في الربو و حاصل على دكتوراة من جامعة نورث كارولينا أنه من الواضح أن التعرض للملوثات البيئية مثل السجائر والدخان المنبعث من السيارات يمكن أن تؤدي إلى زيادة أعراض الربو في الأشخاص الذين هم مصابون بهذا المرض أصلاً.

وهناك مجموعة من الأدلة المتزايدة على أن هذه المعاؤض تلعب دور في تطور مرض الربو فيمن هو ليس مصابا أصلا ً بالمرض.

والبحوث التي قام بها ماكنويل وزملاؤه في تلك الدراسة كانت سبب لمعرفة دور الضغط في تنمية مرض الربو، وقال"لقد بدأنا نتعلم الكثير عن دور الضغط و تأثيره في الإصابة بمجموعة كبيرة جدا من الامراض المختلفة وقد تكون تلك الأمراض وظيفية او مناعية".

ويستشهد ماكنويل ببعض الدراسات الجادة في هذا الموضوع قائلا ً "أن تلك الدراسات تؤكد كلامنا حيث أن الإجهاد و تلازمه مع زيادة التنفس و غيرها من عوامل التنفس لها دور في زيادة خطورة الإصابة بالربو في سن الطفولة، و أضاف قائلاً" أعتقد أن البيانات تزداد بطريقة مقنعة للقارئ على الرغم من ان الكثير مازال لا يفهم تأثير الضغط على المرض".