بيت بسيط وراقي .. تصميمه مستوحي من المدارس والمستشفيات

جانب من غرفة الجلوس وكنبة من الـ«فينتاج» اشترياها من مزاد على الإنترنت
جانب من غرفة الجلوس وكنبة من الـ«فينتاج» اشترياها من مزاد على الإنترنت

بدلا من تجهيز منزلهما الجديد بمنطقة إيست هامبتون في نيويورك بالأرائك الوثيرة والتحف مثلما الحال مع الكثير من جيرانهما، اتخذ راسل غروفز، 45 عاما، ونيل بيكستيدت، 32 عاما، نهجا مغايرا تماما.


في هذا الإطار، أوضح بيكستيدت: «سألنا أنفسنا، ما السبيل الأكثر عملية والأدنى حاجة إلى أعمال الصيانة؟ ودائما ما كان الحال ينتهي بنا إلى الأدوات التي يجري الاعتماد عليها داخل المدارس المحافظة»، أما غروفز فقال: «دائما ما نتمازح بأن منزلنا أشبه بمدرسة ألمانية للبنين».

الواضح أن الاستعانة بديكورات المدارس، مثل وضع مشمع لفرش الأرض، وأحواض مياه متنقلة ومقاعد شبيهة بتلك المستخدمة داخل الفصول الدراسية، يعد السبيل الذي وقع عليه اختيارهما للمزاح والتصدي لـ«البذخ الذي نشهده بين سكان هامبتون»، حسبما أشار غروفز.

من جهته، قال بيكستيدت: «شاهدنا الكثير من المنازل يصل عددها إلى 25 منزلا» في إطار بحثنا عن هذا المنزل.

وعلق غروفز أن المنزل من الخارج كان بالغ الضخامة، ورغم بساطة مظهره من الخارج، فإنه «كان من الداخل يعج بالأرائك المزدانة بالأزهار والشراريب.

لم نكن نرغب في الحصول على منزل نقضي فيه عطلة نهاية الأسبوع، ويساورنا عليه القلق من الخدوش والكسور التي قد تحدث بجدرانه، وإنما رغبنا في منزل متناغم يفي بالغرض وبسيط».

في نهاية الأمر، تمكن الصديقان اللذان يتوليان إدارة شركة «إس. راسل جروفز»، المتخصصة بمجال العمارة والتصميم الداخلي وتتخذ من مانهاتن مقرا لها، من العثور على بغيتهما في سبرينغز بنيويورك، وهي مدينة تقع جنوب لونج آيلاند.

ما جذبهما هي الألواح الخشبية الخارجية المصنوعة من شجر الأرز التي تغطي جدران المنزل من الخارج وتصميمه العام البسيط القائم على شكل حرف H ـ علاوة على تميزه بغرفة معيشة مركزية جيدة التهوية بجانبها غرفة نوم رئيسة ومطبخ بأحد الجوانب، وغرفتي نوم إضافيتين على الجانب الآخر، ما يوفر الخصوصية للضيوف الذين قد يفدون إلى المنزل لقضاء عطلة نهاية الأسبوع.

قال بيكستيدت، إن أفضل المنازل التي اشترياها على الإطلاق كان منزلا متواضعا وفريدا في نوعه ينتمي إلى حقبة الثمانينات تصل مساحته إلى حوالي 1.800 قدم مربع، وبلغ سعره 685.000 دولار عام 2005. وتابع أن ذلك المنزل «لم يكن له طابع مميز على الإطلاق، لذا أدركنا أن بمقدورنا ترك بصمتنا عليه».

بعد ثماني سنوات من العمل معاً بمشروعات مثل مطعم «سكاربيتا» ومحل دار أزياء «بلانك دي شين» في فيفث أفنيو، بدت عملية وضع لمسات التصميم الداخلي لمنزلهما «غريزية أكثر منها عقلانية»، حسبما قال غروفز.

وقد انجذب الصديقان إلى الخليط المعتاد بين العناصر العضوية والصناعية، حيث قاما بتركيب ستائر من قماش القنب على النوافذ، وأبواب معدنية مدمج بها أجزاء زجاجية محببة بمختلف جنبات المنزل، للسماح بدخول الضوء مع الحفاظ على الخصوصية في ذات الوقت.

واشترى الصديقان ساعة كان يجري استخدامها بالفصول المدرسية، يرجع تاريخ صناعتها إلى الخمسينات، تتميز بلونها الباهت وعقارب سوداء، من موقع «إيباي» لوضعها على جدار المطبخ.منظر البيت الخارجي يختلف عن كل البيوت المجاورة ببساطته وصغر مساحته وأرضية المطبخ تستحضر أرضيات المدارس الابتدائية

بالنسبة للأرضية، اختارا مشمعا ذا سطح مستو على غرار ما يوجد بكافيتريات المدارس الابتدائية، كما قاما بتركيب مشمع على أرضية الحمامات ـ يحمل اللونين الأسود والرمادي في شكل رقعة الداما، الأمر الذي يثير، بجانب أحواض المياه المتنقلة والآجر الأبيض، الشعور بالتواجد داخل مدرسة، رغم أن الجيران ربما يشعرون بالصدمة حيال هذا الاختيار، فإن بيكستيدت يعد واحداً من كبار المناصرين للأرضيات متوسطة الكلفة التي يمقتها الكثيرون.

في هذا الصدد، أكد بيكستيدت أن المشمع الذي يغطي الأرضيات «بالغ الأناقة»، مضيفا أنه «أشبه بوضع سجاجيد على الأرضية بأكملها، فيما عدا أن سطحه صلب ويمكن تنظيفه بسهولة».

بالنسبة للأرفف داخل الحمام، عثر الصديقان على خزائن طبية بيضاء قال غروفز، إنها ذكرته «بمكاتب الممرضات التي توضع بها أدوات الضغط على اللسان واليود».

بعد الانتهاء من المطبخ والحمامات، تحول اهتمامهما إلى غرفة المعيشة، حيث قاما بتغطية الجدار المحيط بالمدفأة بالآجر، بهدف إشاعة الدفء بالغرفة، علاوة على الاستعانة بعناصر معلقة، مثل مصباح متدلٍ من تصميم إيسامو نوغوشي، قاما بشرائه من متجر «نوغوشي ميوزيم» في كوينز، كما وضعا مصباحا في إطار خشبي يرجع تاريخ صنعه إلى الثلاثينات عثرا عليه في متجر «غراي غاردينز» للتحف في ستامفورد بكونيكتيكيت. إلى جانب ذلك، استعانا بعدد من الصناديق التي سبق استخدامها في شحن الذخائر، قاما بشرائها من موقع «إيباي» أيضا، لخلق وحدة تخزينية.

اشترى الصديقان من الموقع ذاته ثمانية مقاعد مزدانة بصور على غرار تلك الموجودة بالمدارس، ووضعوها بغرفة المعيشة والطعام، حتى العناصر التي عكست بعض البذخ والترف ـ مثل حاملة المصباح الجدارية البالغ ثمنها 3.500 دولار، وهي من صنع المصمم الفرنسي ماثيو ماتيغو، التي انجذب إليها غروفز بشدة بمجرد أن وقعت عيناه عليها، ظلت قريبة من توجهاتهما الجمالية العامة، في هذا الإطار، قال جروفز: «دائما ما ننجذب إلى العناصر التي تعكس طابعا صناعيا مؤسساتيا».

من ناحيته، أوضح بيكستيدت أن «شعارنا الأساسي كان «تصميم المدارس»، مشيرا إلى ستة مصابيح صغيرة على غرار ما يوجد بالمدارس من تصميم كريستيان ديل، تم وضعها جميعا بغرف النوم.

كانت غرفة النوم الرئيسة أحد آخر الغرف التي تم الانتهاء من تجهيزها، حيث انتهى العمل بها منذ شهرين فقط، وتجمع في تصميمها بين عناصر بسيطة وأخرى مترفة.

على السرير، وضع دثارا من الكشمير من إنتاج «هيرميس»، أما المكتب طراز «بارسونز» فمن إنتاج «ويست إلم»، والمقعد المغطى بالجلد الأسود طراز «هارفي بروبر»، فتم شراؤه من موقع «إيباي». الآن، بعد الانتهاء من المنزل، يستقبل الصديقان سيلا من الضيوف.

يذكر أنه مثلما الحال في المستشفيات الملحقة بالمدارس، فإن غرف نوم الضيوف مزودة بسرائر معدنية تم شراؤها من «إيباي» مقابل 100 دولار للسرير الواحد، في بعض الأجزاء، تساقط الطلاء الخارجي ليكشف عن المعدن تحته.