ماذا تفعل عندما يكون تذوق الطعام مهنتك؟

يتمتع الأشخاص الذين يعملون في هذا المجال بقدر أكبر من الوعي في ما يخص مكونات الطعام وفي الصورة بادما لاكشمي، عارضة الأزياء والممثلة ومؤلفة كتب الطهي، أثناء تصوير برنامج «توب تشيف» التلفزيوني
يتمتع الأشخاص الذين يعملون في هذا المجال بقدر أكبر من الوعي في ما يخص مكونات الطعام وفي الصورة بادما لاكشمي، عارضة الأزياء والممثلة ومؤلفة كتب الطهي، أثناء تصوير برنامج «توب تشيف» التلفزيوني

تعي بادما لاكشمي، عارضة الأزياء والممثلة ومؤلفة كتب الطهي، جيدا أنه سيكون من الصعب أن يتفهم الآخرون حجم المأساة التي تعانيها في حياتها المهنية.


في أثناء تصوير برنامج «توب تشيف» التلفزيوني الذي تعمل فيه عضوا في لجنة التحكيم ومذيعة، يتمثل جزء من عملها في تذوق طعام أعده بعض أفضل الطهاة على مستوى البلاد على نحو يومي على امتداد خمسة أسابيع.

وخلال مقابلة أُجريت معها قالت لاكشمي: «يعني هذا الأمر تناول ما بين 16 و17 قضمة من كل طبق نختبره، يوجد بكل منها ما بين 17 و20 عنصرا أو أكثر»، واستطردت موضحة أنه انطلاقا من رغبة المتنافسين في تحسين مذاق الأطباق التي يعدونها بأكبر درجة ممكنة، فإن «لديهم ميلا لاستخدام مزيد من الدهون».

خلال كل موسم من البرنامج، تحرض لاكشمي، 38 عاما، على الاحتفاظ بمقاسين من الملابس تحسبا لامتلاء جسدها، جدير بالذكر أن لاكشمي يبلغ طولها 5 أقدام و9 بوصات، وعادة ما يزداد وزنها في الموسم بين من 10 إلى 15 باوندا.

وعلقت لاكشمي بقولها: «أحاول أن أمنح نفسي قسطا من الراحة، فأنا أدرك أن وزني سيزداد، في عملي أتناول أكبر قدر من الطعام لأطول وقت»، إلا أنه مثلما الحال مع الأفراد الآخرين الذين يعملون مع أنماط من الطعام تصعب مقاومتها، ورغم ذلك ينجحون في الحفاظ على رشاقتهم، وضعت لاكشمي نصب عينيها مجموعة من الاستراتيجيات، يمكن أن يعمل بعضها كمصدر إلهام وتوجيه للأفراد الذين تتطلب أعمالهم تذوق الكثير من الطعام.

تتعلق نصيحة لاكشمي بقواعد أساسية: على المرء تناول الطعام باعتدال، وأن لا يصاب بالذعر عندما يضطره عمله إلى الإفراط في تناول الطعام أو عندما يعجز عن القيام بتدريبات رياضية، وينبغي توجيه الاهتمام إلى نوعية الطعام الذي يجري تناوله.

في هذا الصدد قالت سنثيا ساس خبيرة التغذية والمدربة الشخصية لأعضاء فريقَي «فيلادلفيا فيليز» و«تامبا باي رايز» للبيسبول: «يتعلق الأمر فعليا بالتوازن ـ توازن في الحياة وتوازن في الطعام. ويميل الأشخاص الذين يعملون بمجال الطعام للتمتع بقدر أكبر من الوعي في ما يخص صحتهم».

لكن الحال ليس كذلك دائما، حيث تبقى صورة الطاهي ممتلئ الجسم صورة نمطية مشهورة، وأحيانا تكون هناك أسباب وجيهة وراء هذا الأمر، إلا أن الملاحظ أن الأفراد البدينين يشكّلون الاستثناء، لا القاعدة، ببرنامج «توب تشيف» وبرامج الطهي التلفزيونية الأخرى.

في الوقت الذي فيه تشتهر لاكشمي بقوامها الممشوق، فإنها تحرص دوما على ممارسة التدريبات الرياضية من حين إلى آخر في أثناء عملها، ودائما ما تحتفظ بحبل للقفز في حقيبة يدها كي تستخدمه في التدريب حال إذا ما صادفت وقت فراغ.

وفي الفترات التي يتوقف العمل في البرنامج خلالها، تحرص على ممارسة مختلف أنواع التدريبات الرياضية على مدار 90 دقيقة يوميا، في هذا الإطار، علقت لاكشمي بالقول: «بانتهاء الموسم أبدأ مرحلة تخلص من الطعام الزائد في جسدي، وأمتنع عن تناول اللحم الأحمر والكحوليات والجبن، حتى أستعيد رشاقتي».

في المقابل، نجد أنه بالنسبة إلى روبرت إل أنتيدت، الذي يملك محل «غراهامز فاين تشوكليتس»، لا توجد مواسم مهنية محددة لتذوق الشيكولاته، رغم أن بعض الشهور يبدو وكأنه يحمل معها عددا من السعرات أكبر من غيرها.

من جهته قال أنتيدت: «بالقرب من أيام العطلات، عندما يكون ضغط العمل في أعلى مستوياته، يصبح من الصعب التهرب من العمل، علاوة على أن العمل برمته يتعلق بالشيكولاته». يحاول أنتيدت الحفاظ على رشاقة جسده من خلال ممارسة التدريبات الرياضية ثلاث مرات أسبوعيا قبل الغداء. كما يحتفظ بدراجة في مكتبه، بحيث يتمكن من قيادتها حتى مكتب البريد، بدلا من قيادة السيارة. كما يحاول استغلال موقع مكتبه في وسط المدينة كي يمارس السير كثيرا في مختلف المهام التي تتطلب انتقاله من المكتب إلى مكان آخر.

ويعد ذلك أقل تعويض ممكن عن تناول قرابة ربع باوند من الشيكولاته في أثناء العمل يوميا. إلى جانب ذلك يحاول أنتيدت التمسك بتذوق الشيكولاته الغامقة، باعتبار أنها تعد بصورة صحية أكثر عن الأخرى الممزوجة بالحليب.

والواضح أن الالتزام بالتدريبات الرياضية على نحو منتظم والوقوف لفترة طويلة على مدار اليوم يساعد بوضوح في الحفاظ على جسد ممشوق، يبلغ طول أنتيدت 6 أقدام وبوصة واحدة، ووزنه 175 باوندا.

والواضح أن جسده الرشيق لا يتوافق مع الصورة النمطية في أذهان الكثيرين حول أصحاب محال الشيكولاته.

وقال أنتيدت: «يصيح الناس دهِشين عادة: (هل أنت حقا صاحب المحل؟)، وأمزح معهم قائلا إن معظم الناس لا تأكل كميات كافية من الشيكولاته لأنه عندما يقوم المرء بذلك، يتعلم الجسد السبيل لحرقها».

لكن أنظمة الحمية القاسية على غرار تلك التي يتبعها أنتيدت من الصعب الالتزام بها لفترة طويلة.

من جهته، كتب فرانك بروني الناقد بمجال المطاعم لحساب صحيفة: «نيويورك تايمز»، مقالا في مجلة «فوغ» حول سعيه وراء صياغة برنامج حمية وتدريبات رياضية يعوض الوجبات التي يضطر لتناولها في أثناء عمله، وقد ألّف لتوه كتابا حول النضال الذي خاضه للتغلب على كميات الطعام التي يتناولها والشره المرضي.

من ناحيتها، اعترفت ميريديث فورد غولدمان، الناقدة بمجال الطعام لحساب «أتلانتا جورنال كونستيتيوشن»، أنها عانت اضطرابات في تناول الطعام خلال فترة المراهقة واضطرت إلى تعلم كيفية تحقيق توازن في تناول الطعام والتخلي عن فكرة أن بعض أنواع الطعام محرم.

كما جعلت غولدمان من جهود الحفاظ على لياقتها البدنية جزءا من حياتها، وتحرص غولدمان بانتظام على ذكر التدريبات الرياضية خلال المراجعات النقدية التي تكتبها حول المطاعم، لم تشكل التدريبات الرياضية قط تحديا بالنسبة إلى دان غيريرا، الذي يملك شركة «داون تاون كوكي» في نيويورك المتخصصة في إنتاج الحلوى.

ويتولى غيريرا إعداد معظم الحلوى بنفسه، نظرا إلى ممارسته السباحة خلال فترة دراسته الثانوية والجامعية، تمتع غيريرا (38 عاما) طوال حياته بجسد رشيق، إلى جانب أنه يحرص على ممارسة الرياضة بانتظام ستة أيام أسبوعيا.

لكنه انتقل العام الماضي إلى العمل بمجال الحلوى، بعد عمله في المجال المالي، ما اضطره إلى البقاء محاطا بالعجين في بعض الأحيان طوال 15 ساعة يوميا، وكان للأمر تكاليفه، حيث اضطر غيريرا إلى تغيير عاداته.

علق غيريرا على التغيير قائلا: «اليوم، أعيش بمدونة في رأسي أسجل بها عدد قطع الحلوى التي أتناولها يوميا». واستطرد موضحا «أحاول تحقيق توازن في حياتي».