البروستاتا.. صداع ما بعد الأربعين .. الداء والدواء

العلاج بالأدوية يخفض نسبة الجراحة إلى النصف 
بعض الرجال يواصلون حياتهم غير مدركين بتضخم البروستاتا لديهم.. وعند بعض الرجال الأمور قد تسوء، وقد تؤدى إلى تغيير حياتهم، حيث لا يتسنى لهم دائماً الذهاب إلى دورة المياه بسهولة.


 وهناك أًيضاً الاحتمال بأن تزيد الأمور سوءًا لتصل إلى مرحلة احتباس البول، وفى هذه الحالة من المهم جداً استدعاء الطبيب فوراً.

 ويحدثنا الدكتور عمرو محمود عبد الحكيم، أستاذ جراحة المسالك البولية بكلية طب قصر العينى، عن أعراض وعلاج تضخم البروستاتا.

 يقول دكتور عمرو عبد الحكيم : فى البداية أحب أن أوضح ما هى البروستاتا، وعلاقتها بمشكلات الجهاز البولى.. البروستاتا غدة موجودة فى الرجال فقط، مكانها عند قاعدة المثانة وفى بداية مجرى البول.. وظيفتها.. لها علاقة بالتناسل، فهى مسئولة عن إنتاج إفرازات مهمة تدخل فى تركيب السائل المنوى.. ولأن مجرى البول يخترقها فيتأثر الجهاز البولى بشكل مباشر بتضخم البروستاتا.

ما أسباب تضخم البروستاتا؟ 
لقد وجد أنه بعد سن الأربعين، غالباً ما يحدث تضخم حميد أو تضخم شيخوخى فى هذه الغدة عند 25 إلى 30 % من الرجال؛ لأسباب كثيرة تتعلق بالوراثة والسن والهرمونات، وهذا التضخم يؤدى إلى زيادة طول مجرى البول، كما يضغط عليه فيعيق التبول.

والتضخم عبارة عن ورم ليفى، غالباً، ينشأ فى الجزء الأوسط من غدة البروستاتا يشبه إلى حد كبير تضخم اللوزتين الذى يسبب إعاقة فى البلع.

ومشكلة تضخم البروستاتا لها شقان:
أولاً: التضخم ذاته أو عائق الحجم الذى يمنع نزول البول.

 ثانياً: وجود احتقان وانقباضات فى البروستاتا تعيق نزول البول.

ما هى أعراض تضخم البروستاتا؟  
- كثرة فى عدد مرات التبول، لأن المثانة لا تحتفظ بالبول بالشكل الطبيعى.

 - سرعة فى الرغبة فى التبول حتى لو كانت كمية البول قليلة، وأحياناً يصل الأمر إلى سلس البول، حيث يفقد المريض البول دون تحكم.

 - يجد المريض صعوبة فى بدء التبول، كما يجد صعوبة فى استمرار تدفق تيار البول، أى يحدث تقطع فى التبول، وصعوبة أيضاً فى إنهاء التبول.. بمعنى أنه بعد الانتهاء من التبول يظل يسقط بعض القطرات وكل هذه الأعراض نتيجة مباشرة لوجود انسداد فى مجرى البول.

 وهذه الأعراض قد تكون مقبولة فى النهار، ولكن المشكلة أثناء الليل، حيث يزعج المريض بالذهاب للتبول مرات كثيرة، فيؤثر على الاستفادة من النوم، وبالتالى على أدائه فى اليوم التالى، بل يؤثر على نوعية الحياة التى يحياها.

ما هى المضاعفات التى تحدث إذا أهمل العلاج؟ 
نتيجة لصعوبة التبول يحدث احتباس مزمن أو حاد فى البول داخل المثانة، وفى الاحتباس المزمن لا تقوم المثانة بتفريغ البول بالكامل، فتحتجز كمية من البول تتراكم بالتدريج بداخلها لتصل إلى لترات. 

 والمريض لا يشعر بالمشكلة، لأنه يتبول، ولكنه قد يتبول 50 أو 60 سنتيمتراً مكعباً ويحتفظ بـ 10 أو 15، وهذا التراكم للبول فى المثانة يسبب ضغطاً على الكليتين، وقد يؤدى إلى فشل كلوى.

 أما الاحتباس الحاد فيحدث فجأة، حيث يجد المريض نفسه لا يستطيع التبول وتكون حالة طوارئ وآلام حادة جداً.

 ومن مضاعفات صعوبة التبول أيضاً النزيف البولى.. وهو نزيف قد نراه بالعين المجردة ويكون بمثابة دعوة للمريض لزيارة الطبيب. 

 وقد يكون فى صورة فقد لكرات الدم الحمراء، الأمر الذى يسبب الأنيميا بمضاعفاتها، كما يكون المريض عرضة للالتهابات البولية المتكررة والميكروبات ونتيجة احتباس البول فى المثانة قد تتكون حصوات فى المثانة.

هل توجد علاقة بين سرطان البروستاتا وتضخم البروستاتا الحميد؟ 
أبداً.. فهما مرضان مختلفان تماماً، وينشآن فى جزأين مختلفين فى غدة البروستاتا، وقد يتواجدان معاً، أى يكون المريض مصاباً بالتضخم الحميد ومعه سرطان البروستاتا.

هل يمكن تجنب مرض تضخم البروستاتا؟
لا يمكن تجنب حدوث المرض ولكن من السهل اكتشافه وعلاجه بصورة تلغى الأعراض تماماً.

 كيف يتم علاج المرض؟   
فى الماضى كان العلاج الجراحى هو السائد والآن توجد بعض الأدوية تغنى عن الجراحة، ويوجد نوعان من الأدوية.. أدوية تسبب انكماشاً حاداً للبروستاتا، وقد وجد أن هذه الأدوية غير فعالة بدرجة كافية..

 وتوجد مجموعة أخرى من الأدوية وهى الأكثر فاعلية، وهى أدوية مضادة للانقباضات العصبية وتسبب ارتخاء فى العضلات إلى حد كبير، فتسهل نزول البول، وتقلل من إثارة المثانة..

واستخدام هذه الأدوية أدى إلى انخفاض نسبة الجراحة إلى 50%، أما إذا كانت الحالة فى مرحلة متأخرة فننصح بالجراحة، وتوجد جراحة تقليدية وجراحة بالمنظار.

 بعد الجراحة هل يعود التضخم مرة أخرى؟ 
بعد إزالة التضخم وجد أنه يعود مرة أخرى لـ 10 أو 20% فقط من المرضى خلال 8 سنوات، نتيجة وجود بعض الخلايا التى قد لا نراها تتسبب فى إعادة الكرّة.

بم تنصح مريض البروستاتا؟ 
- يتجنب ما يثير المرض، مثل التعرض للبرد والرطوبة؛ لأن الأعراض تزيد مع البرد حيث يزيد إفراز البول.

 - تجنب الكحوليات؛ لأنها تدر البول وتثير عضلة المثانة.

 - تنظيم العلاقة الزوجية، فلا يتعرض لإثارة جنسية لا يوجد بعدها جماع؛ لأن هذا يسبب احتقاناً فى الحوض يعوق البول.

 - تجنب بعض الأدوية، مثل مدرات البول أو الأدوية التى تسبب انبساطاً فى العضلات.

 - وأخيراً ممارسة الرياضة تقوى العضلات وتقلل الاحتقان.

  لماذا ينصح الأطباء باستخدام دواء 
- الكارديورا أحد الأدوية التى تبسط العضلة القابضة على عنق المثانة وتقلل الإثارة على عضلة جدار المثانة. وهو دواء جيد يستخدم بجرعتين.. كل جرعة ملليجرام واحد، يمكن أن تزيد حسب الحالة إلى 8 ملليجرامات فى اليوم، يشعر معها المريض براحة وتحسن ملحوظ.