في عشاء كوميدي .. أوباما يستهزأ من أدارته ويشيد بذراع ميشيل

الرئيس الأميركي باراك أوباما مع جنيفر لوفين مراسلة أسوشييتد برس في البيت الأبيض (رويترز)
الرئيس الأميركي باراك أوباما مع جنيفر لوفين مراسلة أسوشييتد برس في البيت الأبيض (رويترز)

عندما ظهر الرئيس الأميركي باراك أوباما لأول مرة ليلة اول من امس خلال مأدبة العشاء السنوية لرابطة صحافيي البيت الأبيض، لم ينج أي من أفراد إدارته من تعليقاته المرحة.


ولا حتى وزيرة الخارجية هيلاري رودهام كلينتون، حيث قال عنها: «في اللحظة التي عادت فيها من المكسيك، جذبتني لتحضنني وقالت إنه يجب أن أذهب إلى هناك بنفسي».

ولا حتى رئيس طاقمه رام إيمانويل، حيث قال أوباما «هذه إجازة صعبة بالنسبة لرام، فهو غير معتاد على أن يقدم كلمة قبل عيد الأم».

ولم يترك حتى نفسه: «خلال الأيام المائة الثانية، سوف نصمم ونبني ونفتتح مكتبة تتناول المائة يوم الأولى لي»، كما «ستكون أيامي المائة المقبلة ناجحة جدا، وسأتمها في اليوم الثاني والسبعين، وفي اليوم الثالث والسبعين سوف أستريح».

وعلت الضحكات الصاخبة لـ2500 صحافي وسياسي وشخصية بارزة اجتمعوا في قاعة الاحتفالات بواشنطن هيلتون من أجل الاحتفال الذي تقيمه الرابطة الصحافية سنويا.

 وأقر الرئيس أنه يدرك كونه معشوقا لوسائل الإعلام، قائلا: «معظمكم يغطي أخباري، وجميعكم صوت لي، الاعتذار (لطاولة فوكس نيوز) في إشارة إلى القناة التلفزيونية المحافظة» وكانت السيدة الأولى ميشيل أوباما موجودة هي الأخرى، كانت ترتدي ثوبا فوشيه دون أكمام وعقدا واضحا حول رقبتها، وتحدث زوجها وهو يمزح قائلا إنها تساعد على رأب الصدوع داخل البلاد، ومنها «الحق في الكشف عن الذراعين».

ودائما ما يظهر عشاء الصحافيين كاجتماع لكوكبة من النجوم، ولكن كانت احتفالات الليلة الماضية براقة على نحو خاص، فقد حضر من جديد العديد من الشخصيات البارزة الذين أضاءوا واشنطن خلال فعاليات وحفلات أوباما الأولى.

وكانت قائمة الضيوف تضم (دون ترتيب معين): غلين كلوس وروبرت دي نيرو وجينفر غارنر وبين أفليك وناتالي بورتمان وستيف واندر وستنغ وتاي ديجز وجون كوساك وديمي مور وإليشيا كيز وبراد بيسلي وإيفا لونغوريا باركر وفورست وايتكار وجون هيم وكريستوفر «لوداكريس» بريدجز وممثلين صغارا مثل ميراندا كوسغروف وتشاس كراوفورد والمديرين جورج لوكاس وستيفن سبيلبرغ.

وتفضل توم كروز وزوجته كاتي هولمز بقبول طلبات لالتقاط الصور، حتى الطلب غير العادي من صحافي بلومبرغ بيل ماك كونلن، الذي أراد صورة له مع زوجة كروز.

 قال الزوج: «وتريد مني أن ألتقط الصورة؟»، وبعد ذلك أذعن للطلب. وكانت سيدة الاحتفالات في الليلة واندا سيكس، وهي ممثلة كوميدية نشأت محليا وقامت بعرضها الأول على ضوء القمر بعد يوم عمل كمسؤولة مشتريات في وكالة الأمن القومي.

 وقالت سيكس للرئيس: «من المضحك بالنسبة لي أن (المصورين) لم يلتقطوا صورة لك يوما وأنت تدخن، ولكن دائما ما يلتقطون لك صورا وأنت لا ترتدي قميصا، أعرف أنك تحب هذه الشفافية».

ذكّر ذلك بأعوام بيل كلينتون، ولكن مع فارق هام، وهو أن كلينتون غازل هوليوود لزيادة صورته كمحب للثقافة، فيما لم يفعل أوباما ذلك.

وربما كانت الحفلة التمهيدية الأكبر في العطلة الأسبوعية أمس، عندما تجمع 500 شخص في منزل الصحافية المخضرمة تامي حداد لتناول مأدبة طعام، هي الحفلة الأكبر.

كان هناك الكثير من الشخصيات الإعلامية والسياسيين والمشاهير. وكان من بين شخصيات الحضور الذين كثر الكلام عنهم تود بالين ممثلا عن زوجته حاكمة ألاسكا سارة بالين (من الحزب الجمهوري)، كضيف «فوكس نيوز». وكان ديفيد كورن، وهو كاتب في المجلة الليبرالية «مازر جونز» مذهولا عندما جذبه المحامي جون كوال، زوج غريتا فان سوسترن، من «فوكس نيوز» ليتحدث مع بالين. قال كورن: «كنت أخشى أن يقوم بضربي على وجهي».

ولكن، بدلا من ذلك، تحدث مع بالين في مواضيع عادية مثل البنات في سن الثامنة والصيد في عمق البحر.

وبالطبع، تحدث كورن في هذه المواضيع. ولم تكن هناك فرصة للحصول على معلومات دون ذكر المصدر في هذا التجمع فقد دشنت المضيفة، حداد، مدونة خصصتها لتناول فعاليات العطلة الأسبوعية، بما فيها «تغطية مباشرة حصرية» لمأدبتها.

وبالنسبة لوسائل الإعلام، أصبحت مأدبة العشاء، التي تقام منذ 1920، مناسبة لتبادل الكلام. وخارج «بيلت واي»، يعزز ذلك من النظرة الموجودة لدى العامة الذين يرون أن الصحافيين يتوددون إلى النخبة الحاكمة التي يقومون بتغطية أخبارها.

ولكن، ربما يهدأ انتقاد المشاهير، الذي أصبح تقليدا سنويا، من هذا النقد بصورة ما: يحتمل بدرجة أكبر أن الصحافيين سوف يشعرون بالسعادة بخصوص النجم الذي يدعونه أكثر من السياسيين الذين يعرفونهم جيدا.

ومن جانبه، جعل أوباما هذا كله فرصة للضحك، حيث قال: «علي أن أعترف، لم أكن أريد أن أكون هنا اليوم، ولكن كان علي أن أحضر، هذه مشكلة أخرى إضافية ورثتها من جورج بوش». وضج المكان بضحك الحشد.