مشرط شعاعي في غرفة العمليات

من التطورات التقنية التي سيصبح لها مستقبلا مكان في غرفة العمليات الى جانب اجهزة المتطورة جدًا مثل اجهزة الكمبيوتر التي  تسمح للجراحين بالتشاور مع زملاء لهم في بلدان اخرى خلال اجرائهم عمليات جراحية صعبة او تحليل انسجة مشكوك بانها سرطانية عبر مكبرات خاصة، المشرط الشعاعي.


وقد يكون ذلك من الامور التي حلم بها الجراحون كما المرضى واصبحت اليوم حقيقة، فهذا المشرط لا يترك على الجلد اي ندبة او حتى احمرار، ويستخدم حاليًا في جراحة اصعب الامراض مثل السرطان او الجراحات الصعبة في الدماغ او العامود الفقري.

فهو يعمل على اشعاعات ايونية يمكنها ان تزيل الاجسام التي يجب ان تزال و تدمر اورامًا خبيثة على عمق 30 سنتم داخل الجسم، ويواجه الجراحون صعوبة كبيرة في استخراجها  بالعملية الجراحية بالمعدات العادية.

فمنذ اكثر من عشر سنوات يقوم الباحثون في جمعية ابحاث الايونات الثقيلة في مدينة دارمشتات بتجاربهم في معالجة مرضى السرطان واستئصاله بوساطة هذه الذرات المشحونة كهربائيا، وقد حققوا اخيرا نجاحًا باهرًا في هذا المجال.

وعلى هذا الاساس سوف يبدأ مركز المعالجة باشعة الايونات في مدينة هايدلبرغ بالعمل، وهو المركز الوحيد في العالم حتى الان الذي يعتمد مثل هذا التقنية اي المشرط الشعاعي. ومن المفترض ان يعالج اكثر من الف مريض سنويا.

وتناسب هذه الطريقة بشكل خاص معالجة الاورام العميقة داخل الجسم جراحيًا والتي تصيب اعضاء يصعب معالجتها كالدماغ على سبيل المثال.

حيث تقوم اشعة الايونات في المشرط الشعاعي بتفريق طاقتها على مساحة لا تتجاوز مساحة رأس الدبوس، من دون الحاق الضرر باية انسجة سليمة في محيط المنطقة المصابة.