تصاميم "جون بول جوتييه " ترفع دار «هيرميس» إلى السماء

كثير من الجلود .. قليل من الحرير في رسالة جون بول غوتييه إلينا لخريف وشتاء 2010
كثير من الجلود .. قليل من الحرير في رسالة جون بول غوتييه إلينا لخريف وشتاء 2010

لا شك أن الأزمة المالية أثرت على العديد من مجالات حياتنا، من شرب وملبس وغير ذلك، إلا أن ما تؤكده لنا الأيام والأرقام أن سوق المنتجات المترفة والموضة، لم يتأثرا بعد، على الأقل فيما يتعلق بالمنتجات التي لها أصول وجذور ومبنية على أسس قوية.


والدليل إعلان دار «هيرميس» الفرنسية العريقة هذا الشهر أن مبيعاتها شهدت ارتفاعا في عام 2008 على الرغم من أنف الأزمة المالية العالمية، وأن أسهمها أيضا ارتفعت نظرا للأرباح التي حققتها، حوالي 395 مليون يورو، وهي نسبة فاقت توقعات المحللين، والفضل يعود إلى قوة كل من الين والدولار.

وطبعا كان من البديهي أن يقتطع مصمم الدار الشقي، جون بول جوتييه، جزءا من الكعكة ويستفيد من هذا النجاح، حيث ترجمت الدار امتنانها له بزيادة نسبة دعمها لماركته الخاصة من 35% إلى 45%.

أما هو فترجم عرفانه للجميل بأن رفعها إلى السماء من خلال تشكيلته لخريف وشتاء 2010، التي ظهرت فيها عارضاته وكأنهن على أهبة قيادة طائرات إلى عالم مفعم بالقوة والأناقة، وهي عناصر عهدناها من دار عريقة مثل هيرميس تخصصت في كل ما هو مترف وتعتبر حقائب يدها من أكثر الحقائب التي تحلم بها المرأة، وتستعد لانتظار عدة أشهر من أجل الحصول عليها.

الجلد كان هو السيد في هذه التشكيلة، وكأن جون بول غوتييه أراد أن يذكرنا بإرث الدار التي يعمل بها منذ عام 2003، والتي بنيت أساسا على صناعة السروج والفروسية، قبل أن يمسك زمامها ويدخل عليها بعضا من شقاوته ولمساته الحيوية.

لكن ما يحسب له أنها شقاوة تراعي تاريخ الدار وتحترمه. صحيح أنها مفعمة بالأنوثة، لكنها بعيدة كل البعد عن الابتذال أو المبالغة في التفاصيل والبريق. إلى جانب الجلود، عاد غوتييه بنا إلى العشرينات من القرن الماضي، الأمر الذي اعترف به بعد العرض بقوله إنه استلهمها من صورة وقعت عليها عيناه بمحض الصدفة، تظهر فيها أول رائدة طيران، أميليا إيرهارت وهي تقف أمام باب طائرة وإيشارب أنيق ربطته حول زيها يتطاير مع الهواء.

صورة كانت الشرارة لإطلاق تشكيلة تمثل امرأة قوية وواثقة تميل إلى المغامرة وليس مجرد السفر إلى المنتجعات المترفة. ورغم أن الإيشارب كان هو الذي أشعل هذه الشرارة إلا أنه لم يكن طاغيا هنا، حيث لم نر منه إلا واحدا في كل التشكيلة، وكان هذه المرة مربوطا حول شمسية وليس حول العنق أو الرأس أو حتى حقيبة يد.

وباستثناء بعض الإكسسوارات، مثل قبعات الرأس الجلدية والنظارات ذات الإطارات السميكة، فإن الكلاسيكية هي التي طبعت التشكيلة، من خلال تايورات مفصلة ومعاطف مبطنة بالفرو وجاكيتات من جلد التماسيح وغيرها. ما لم يكن كلاسيكيا هو الأحذية العالية الساق التي تصل إلى فوق الركبة والتي نسقها مع تنورات قصيرة أو مع بنطلونات ضيقة تبدو من بعيد وكأنها جوارب سميكة.

رغم سيطرة الجلد، وما يعنيه ذلك من إمكانية الحصول على تشكيلة قاسية وصارمة، إلا أنها على يد غوتييه اكتسبت رومانسية رقيقة في كل تفاصيلها، بما في ذلك ألوانها الغامقة والمتباينة بين درجات القهوة والشيكولاته، ربما لأنها لا تصور مجرد امرأة تحب السفر وتريد الظهور في أغلى وأجمل حلة، بقدر ما تصور امرأة تجمع بين القوة والرقة، لاسيما أن إدخال لمسات من الأربعينات من القرن الماضي، أضفت عليها الكثير من الحنين إلى زمن جميل خال من التعقيدات.

وحتى لا يظلم غوتييه الجانب الآخر من شخصية إيرهارت، لم يكتف بالتايورات والجاكيتات والمعاطف والبنطلونات الضيقة، بل أغدق عليها فساتين من الحرير المطعمة بالساتان اللامع. أما ضربة المعلم هنا، فكانت الحقائب المتنوعة التي لعب فيها المصمم على أوراق مضمونة جدا، حيث رأيناها على شكل محفظات كبيرة للسهرة، كما رأينا نسخا مصغرة من حقيبة «البيركين» الشهيرة.

تجدر الإشارة إلى أن قصة أميليا إيرهارت حولتها استوديوهات هوليود إلى فيلم من بطولة هيلاري سوانك سيصدر في أواخر العام الحالي.