سن اليأس .. وضعف القدرات الجنسية عند الرجل

الهدف من علاج سن اليأس يتركز على "ترميم" النشاط الهورمونى الذى يضعف.وهو يكون بواسطة إعطاء هورمونات بديلة متوفرة بأشكال عدة
الهدف من علاج سن اليأس يتركز على "ترميم" النشاط الهورمونى الذى يضعف.وهو يكون بواسطة إعطاء هورمونات بديلة متوفرة بأشكال عدة

أزمة "سن اليأس" عند الذكور تشغل الرجال، جميعهم، ممن تخطوا سن الخمسين... لكن ضمن كواليس"غيتوات" ضيقة، حرصا على"الهيبة الذكورية" التى لا تسمح بإفشاء هذا" السر المكين". الدكتور فادى سعادة، الاختصاصى فى جراحة الأعضاء التناسلية والمسالك البولية ومشاكل العقم عند الرجال، يضئ على هذا الموضوع.


هذة المبالغة فى إدعاء"رجولة خارقة"، لا تعنى أن آفة "سن اليأس" غير متفشية فى المجتمع الذكورى، وخاصة أن نسبة كبيرة ممن بلغوا العقد الخامس، باتوا يلمسون"لمس اليد" أن أداءهم الجنسى ضعف الى حد بات يشعرهم بالخجل أمام زوجاتهم أو حتى أنفسهم... فلماذا يكابر الرجال على زيارة العيادات الطبية المتخصصة؟

ما هى أزمة منتصف العمر عند الرجال، أو ما يعرف بسن اليأس؟
- إنها ظاهرة من ظواهر الشيخوخة الطبيعية عند الرجال، وهى تشبه سن اليأس عند المرأة، وعبارة عن حدوث نقص فى الهورمون الذكورى
(التستوستيرون).

ما السبب فى ذلك؟
- فى هذا العمر، يقل إفراز الكثير من الهورمونات فى الجسم، وبشكل أساسى هورمون التستوسترون، وانخفاض فعاليته فى الجسم، بالإضافة الى أن بعض المشاكل الصحية وتناول الأدوية والعقاقير المتعددة تتضارب مع مستوى الهورمون الذكورى، كما أن عوامل نفسية وعصبية عدة تلعب دورا هاما فى هذه الظاهرة، وتؤدى إلى حصول نوع من سن اليأس.

وفى أى عمر يحصل هذا الانخفاض؟
- ليس ثمة عمر محدد، وإن كانت أغلبية الرجال تصاب به فى سن الخمسين.

عنجهية ....ذكورية

ما الفرق بين سنى اليأس عند كل من الرجل والمرأة؟
- بداية، يعكس ما يحصل عند بلوغ الملاأة هذه السن، من توقف المبيض عن إفراز الهورمونات الأنثوية، لا تتوقف وظائف الخصيتين عند الرجل بشكل تام، لكنها تضعف على نحو تدريجى. وفى حين يعانى كل من الرجل والمرأة الأعراض نفسها، الناتجة عن أزمة منتصف العمر والنقص فى الهورمونات، إلا أن المرأة يمكن أن تتابع حياتها الجنسية، مع بعض التغيير فى الشعور بالنشوة.أما الرجل فلن يستطيع أن يمارس حياته الجنسية بشكل طبيعى.

 وبسبب الإهمال عند الرجال لم يحظ هذا الموضوع بالتغطية اللازمة، حتى من قبل الهيئات الصحية بسبب سوء فهم هذه المشكلة.

وقد ساعدت الدراسات العلمية ابتداء من العام 1995 عبر الفحص الطبى وفحوص الدم لمستوى الهورمون، على إثبات هذه النظرية، وتحويلها من عاهة ذكورية اجتماعية الى موضوع طبى متكامل، مرفق بعلاج فعال.

لكن، للأسف، فإن الرجل الذى يعانى هذه المشكلة لا يطلب المساعدة الطبية إلا عند حصول الضعف الجنسى لديه، وهذا"الإنكار النفسى" يعود الى كونه يخشى المساس بقيمته كرجل، أو التأثير فى رجولته، لذلك لا يقصد الرجال العيادات الطبية المتخصصة إلا فى حالات المرض القصوى، حيث يتطلب العلاج فترة أطول للحصول على النتائج المرجوة.

وماهى أعراض هذه الآفة؟
- إرهاق عام، توتر، كآبة، اضطراب فى النوم، تعرق، هبات ساخنة، مشكلة فى التركيز والذاكرة، ضعف ثقة بالنفس.

...وبالنسبة الى الحياة الجنسية؟
- انخفاض فى الرغبة الجنسية، وضعف فى قدرات الانتصاب والقذف، ونقص فى كمية السائل المنوى والنقص أيضا فى لذة النشوة.

هل تحصل أى تغيرات جسدية؟
- بعض الرجال يكسب وزنا، وتحديدا فى البطن، إضافة الى خسارة الشعر فى الأماكن الحساسة،مع تضاؤل القوة والكتلة العضلية.

وكيف يمكن تشخيص هذه المشكلة؟
- بواسطة استمارة أسئلة، ثم فحص عام لمعرفة ما إذا كانت الأعراض الناتجة عنها مرتبطة بأمراض أخرى... وأخيرا باختيار دم.

لماذا تصاب نسبة من الرجال بسن اليأس، بينما فى العمر ذاته، تصل جميع النساء تقريبا الى هذه المرحلة، ويعتبرونها طبيعية جدا بالنسبة إليهن؟
- سن اليأس عند الرجل ليس حتميا مقارنة بتلك المرحلة الواضحة المعالم والأكيدة عند المرأة، كونها تتصف بانقطاع العادة الشهرية، أو الطمث. لكن ما هو أكيد أن نسبة الهورمون الذكورى تتقلص تدريجيا مع التقدم بالعمر فى الستين أو السبعين ... مثلا ليشهر فى وقت من الأوقات إفلاسه.

وما هى العلاجات المتوفرة؟
- الهدف من علاج سن اليأس يتركز على "ترميم" النشاط الهورمونى الذى يضعف.وهو يكون بواسطة إعطاء هورمونات بديلة متوفرة بأشكال عدة من حبوب، حقن، لصقات، لكنها ليست كلها بالفعالية نفسها، ففى حين تعتبر الحبوب سهلة الأخذ، فإن سلبياتها كثيرة لأنها لا تؤمن كمية التستوسترون الازمة والكافية.

أما الحقن فهى أكثر فعالية، لكن استخدامها مضن، لأن المريض يجب أن يأخذ حقنة كل أسبوعين أو ثلاثة. وبالنسبة الى اللصقات، فهى ذات المفعول الأفضل، لكنها أيضا ليست سهلة الاستخدام.

وما هى فوائد العلاج بالهورمونات البديلة؟
- شعور براحة جسدية ونفسية، تحسن فى الكتلة العضلية، ارتفاع فى مستوى الرغبة الجنسية، وأداء أفضل..." فى السرير".

هل من مضاعفات للعلاج الهورمونى؟
- نعم، فى حال إصابة الرجل بسرطان البروستات، وبالنسبة الى الذين يعانون ارتفاع الضغط، أو أمراضا فى القلب غير مسيطر عليها.

ولماذا؟
- إذا كان المريض لا يعانى سرطان البروستات، فالعلاج الهورمونى لا يتسبب به. لكن، إذا كانت الخلايا السرطانية موجودة، فالعلاج يسرع من تكاثرها ونموها...وهذا ينطبق على ضغط الشرايين ومشاكل القلب غير المعالجة.

وماهى مدة العلاج؟
- يأخذ الرجل العلاج طوال سنين عدة.أولا للتخفيف من الهبات الساخنة والأعراض الناتجة عنها، وعلى المدى البعيد للوقاية من ترقق العظام، وبديهيا لتحنب الإصابة بأمراض القلب.

وهل من تأثيرات ثانوية للعلاج الهورمونى؟
- الاستفادة تكون سريعة جدا، والتأثيرات الثانوية قليلة.لكن، يمكن أن يشعر المريض باضطرابات هضمية إذا كان لا يتقبل الأندروجين، وهذا نادر جدا. فى بعض الحالات، يشعر المريض بتوتر وعدوانية، لكن هذه التأثيرات تنتج عن جرعة عالية من الأندروجين، ويكفى تخفيفها كى تختفى هذه الحالات.

زواج .... تسعيني

كيف يمكن تأخير أزمة منتصف العمر أو التخفيف من وطأتها؟
- اتباع نظام غذائى سليم، ممارسة الرياضة، الخضوع لمراقبة طبية دورية، والتحقق من نسبة الهورمونات بشكل منتظم... وأخيرا, محاولة الاسترخاء. باختصار، أن يحيا الرجل نوعية حياة جيدة.

نسمع عن حالات يتزوج فيها الرجل التسعينى وينجب... كيف ذلك؟
- إنها نادرة جدا ، تحصل فى الأرياف النائية حيث يحيا الرجل حياة صحية، بعيدا عن المدينة وضغوطها. فالا أمراض، ولا توتر ولا أزمات، ما يحافظ على خصوبته الى حد ما... لكننى أشدد على أنها حالات نادرة جدا.

على ماذا يؤثر هورمون التستوسترون؟
يمارس التستوسترون تأثيرا فى الدماغ، الكبد، الكليتين، البروستات، العظام، الجلد، الأنسجة الدهنية، العضلات والنخاع الشوكى.