هل يشكل الارتفاع المفاجئ لضغط الدم .. خطراً ؟

يحدث الارتفاع المفاجئ في ضغط الدم بسبب التوتر النفسي، ونصف المصابين به يجهلون أنهم مرضى
يحدث الارتفاع المفاجئ في ضغط الدم بسبب التوتر النفسي، ونصف المصابين به يجهلون أنهم مرضى

تشير الاحصاءات الى أن هناك واحداً بين كل عشرين شخصاً يعانى من ارتفاع ضغط الدم، وأنه لا يعرف أن ضغط دمه مرتفع ويحتاج إلى علاج.


ضغط الدم المرتفع من أخطر أمراض العصر، وقد أطلق عليه "سالب الأعمار" و"القاتل الصامت"، وهو أكثر الأمراض انتشارا في العالم، ففي الولايات المتحدة وحدها وصل عدد المصابين به حوالي 60 مليونا، نصفهم يجهل أنه مصاب بالمرض، ويفاجأون بمضاعفات مرضية خطيرة مثل السكتة الدماغية والأزمات القلبية. في حين أن الاكتشاف المبكر للمرض وتناول العلاج المناسب يقي من هذه المخاطر ويوفر حياة سعيدة.

ضغط الدم
نوضح في البداية أن الضغط المرتفع هو الضغط الذي يوجد داخل الشرايين، والذي يدفع به الدم داخل تلك الأوعية الدموية، وعندما تضيق هذه الأوعية تجعل الدم يضغط على جدرانها اكثر من السابق، وهذا يحتم على القلب ان يعمل بقوة أكثر وجهد أكبر مما يؤدي الى ارتفاع ضغط الدم.

ولقراءة مستوى ضغط الدم، هناك رقمان: رقم انقباضي وآخر انبساطي، وفي الحالات الطبيعية فانهما يشيران الى120/80 ملم زئبقي.

وضغط الدم المرتفع لا يُعرف سببه في 90% من الحالات ويطلق عليه النوع الابتدائي أو الأساسي.

أما بقية الحالات فيطلق عليها النوع الثانوي وينتج عن أسباب محددة مثل: أمراض الكلى، أمراض غدة الأدرينالين، أمراض الغدة الدرقية، خلل الأوعية الدموية، أعراض تسمم الحمل (وتحدث في الثلاثة أشهر الأخيرة من الحمل)، تناول المخدرات مثل الكوكايين والأمفيتامين.

الأسباب
- السبب الحقيقي لارتفاع الضغط غير معروف لدى المرضى، ولكن هناك عوامل رئيسة تلعب دوراً هاماً في جعل المريض أكثر تعرضاً لهذا المرض عن غيره، ومنها:

- الإفراط في تناول ملح الصوديوم، فلقد لوحظ أن الأشخاص الذين يتناولون كميات كبيرة من الملح مثل اليابانيين وسكان كوريا الجنوبية، يشيع بينهم هذا المرض، اذ أنهم يتناولون السمك المملح واللحم المحفوظ بكميات كبيرة، والعكس صحيح بين السكان الذين يميلون لتناول القليل من الملح في طعامهم.

- زيادة الوزن، فاحتمال اصابة الشخص البدين بارتفاع ضغط الدم أكبر منه عند الشخص العادي، وانقاص الوزن لدى مرضى الضغط المرتفع البدينين يحسن من حالاتهم بدرجات متفاوتة.

- التوتر والكبت والقلق، تؤدي لزيادة افراز مادة الأدرينالين التي ترفع ضغط الدم، كما وإن شخصية الفرد تلعب دوراً مهما في قابليته للإصابة بارتفاع ضغط الدم.

- العمر، فالمتقدمون في السن أكثر تعرضاً للإصابة بالمرض من الشباب، ويرجع ذلك الى تصلب الشرايين الذي يؤدي إلى ارتفاع الضغط الانقباضي بصفة خاصة.

- الجنس، ترتفع نسبة اصابة الذكور بالمرض في مرحلة الشباب ومنتصف العمر أكثر من الإناث، أما بعد سن 55 وحتى 64 فتتساوى فرص الإصابة بينهما، وبعد سن 65 ترتفع نسبة إصابة الإناث. ويعد ارتفاع ضغط الدم من الأمراض الوراثية.

- الإدمان على الكحول والتدخين، فمن الثابت أن تناول الكحول بكميات كبيرة يسبب ارتفاع ضغط الدم كما أن التدخين يعتبر سبباً رئيسياً لبعض أمراض القلب مثل تصلب الشرايين والجلطة وارتفاع ضغط الدم وزيادة ضربات القلب.

- حبوب منع الحمل، خاصة التي تحتوي على هرموني الإستروجين والبروجستيرون، فكلاهما يسببان ارتفاع ضغط الدم. لذا يجب فحص الضغط كل ستة شهور وخاصةً إذا كن مدخنة.

عوامل خطر أخرى يمكن تجنبها منها:
- انخفاض البوتاسيوم: حيث يعمل البوتاسيوم على ضبط مستوى الصوديوم في الخلايا، وان انخفاض معدله يرفع نسبة وجود الصوديوم وبالتالي يرتفع الضغط.

- الشد العصبي: يتسبب بارتفاع مؤقت في ضغط الدم، قد يزداد مع مرور الوقت.

- التدخين المستمر: يعمل على بقاء الضغط مرتفعا.

- الأمراض المزمنة: تزيد من خطورة الاصابة بارتفاع الضغط، مثل ارتفاع الكوليسترول، السكر، عدم القدرة على التنفس أو هبوط القلب.

التشخيص والمضاعفات
- يتم بأخذ التاريخ المرضي للمريض، الكشف السريري، عمل فحص الدم والبول، وتخطيط القلب.

- يضاف إليها فحوصات أخرى تساعد في معرفة الأسباب الثانوية، كالرنين المغناطيسي والأشعة فوق الصوتية.

ولارتفاع ضغط الدم المزمن مشاكل خطيرة مثل:
- انسداد او انفجار الأوعية الدموية في المخ:
قد يؤدي الى سكتة دماغية.

- ضعف أو ضيق الأوعية الدموية في الكلى: قد ينتهي بالفشل الكلوي.

- ضيق أو سمك في الأوعية الدموية بالعين: قد ينتهي بفقدان البصر.

ولتقليل عوامل الخطورة يجب التحكم التام في ارتفاع ضغط الدم، فالتحكم لمدة 5 أعوام يقلل من فرص الاصابة بأزمة قلبية بنسبة20% وهبوط القلب بنسبة اكبر من 50%.

العلاج :
- مضادات الكالسيوم CA Antagonists: تعمل على تهدئة عضلات الأوعية الدموية، وبعضها تخفض من سرعة نبضات القلب.

- موسعات الأوعية Direct Vasodilators: تعمل على منع شد العضلات الموجودة على جدار الشرايين ومنع تضيقها.

- عناصر مركزية Central – acting agents: تقوم بمنع انقباض العضلات في الشرايين الصغيرة وتقلل من تأثير بعض انواع الكيميائيات التي تؤدي الى تضييق الأوعية الدموية.

يجب الالتزام بتناول العلاج الدوائي بانتظام، مع العناية الشخصية بالاقلاع عن التدخين، التحكم في الضغط العصبي بتغيير نظام الحياة الروتيني ومحاولة الراحة والهدوء وأخذ قسط كافي من النوم، اتباع نظام غذائي خاص والانتظام على نوع من النشاطات البدنية، والمتابعة المنتظمة مع الطبيب المعالج.