بين المصممين ومحلات الموضة .. حرب وثأر

الأوسكار بوصلة المحلات الشعبية لاتجاهات الموضة القادمة
الأوسكار بوصلة المحلات الشعبية لاتجاهات الموضة القادمة

انتهى حفل توزيع جوائز الأوسكار، ولم تنتهِ أصداؤه ولن تنتهي في ما يتعلق بالموضة على الأقل، لأن التصميمات التي اختالت بها النجمات فوق السجاد الأحمر ستتكرر أمام أعيننا كثيرا في أرض الواقع، بغض النظر عن إمكانيات كل واحدة منها. والفضل يعود إلى محلات الموضة التي ترفع شعار الديمقراطية والأناقة للكل. ف


الحفل تحول منذ سنوات إلى منصة عرض لآخر صيحات الموضة، والبوصلة التي تشير إلى اتجاهات المواسم القادمة، لا سيما وأن متابعته لا تقتصر على محبي الفن السادس أو على المهتمين بالموضة فحسب، بل أيضا على المقلدين في المحلات الشعبية الكبيرة الذين يطرح بعضهم تصميمات مماثلة في اليوم التالي للحفل.

سرعة تخيف حتى بيوت الأزياء الكبيرة وتثير حفيظتها. وحتى إذا لم تكوني من اللاتي سيتوجهن إلى السوق مباشرة بعد الحفل لشراء فستان يشبه ذلك الذي ارتدته نجمتك المفضلة، فأنت حتما ستتعرفين على التصميمات التي ستكون ساخنة في الموسم القادم، وتطلبين مثلها من خياطتك.

نظرة خاطفة إلى صورهن، تشير إلى أن الأسود سيبقى حاضرا إلى جانب الرمادي الغامق والأزرق النيلي مع صمود بعض الألوان الهادئة مثل الذهبي البيج والأبيض السكري، فيما بدأت تختفي الألوان المتوهجة من مناسبات المساء والسهرة، وكأنها تخجل من الظهور في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية.

من حيث التصميمات سنرى أيضا التصميم «الأسيميتريك» أي بكتف واحد، إلى جانب الفستان من دون أكتاف تماما، مع العلم أنه لم تكن هناك تصميمات مدهشة أو جديدة، حيث كانت كلها مضمونة تعودت عليها العين لكثرة ما تكررت، ولولا بريق النجمات وشهرتهن، لما أثارت كل هذا الانتباه رغم إتقانها وتقنياتها. أما اللافت للنظر فإقبال بعض النجمات على تصميمات كانت حتى عهد قريب تقتصر على الأعراس والعرائس، من حيث استدارة تنوراتها واستعمالها السخي للتُّل والدانتيل.

وليس معروفا حتى الآن، إن كانت النية هي جذب الانتباه والتألق في ليلة تكتسب بالنسبة إلى البعض نفس أهمية ليلة العمر، أم إن كانت نوازعها رغبة لا شعورية في ارتداء فستان الزفاف، كما هو الحال بالنسبة إلى النجمة بينلوبي كروز، التي ارتدت فستان بكشاكش وأقمشة متنوعة من الفينتاج.

وإذا كان الأوسكار منصة أخرى، إلى جانب عروض الأزياء، يستعرض فيها المصممون إبداعاتهم وقدراتهم، من خلال فساتين تخاطب النخبة وذوات الإمكانيات العالية، فإنه لا بد هنا من تقديم جزيل الشكر والامتنان للمحلات الشعبية التي تطرح نسخا منها بأسعار في متناول الطبقات العامة. ويبقى المهم هو الذوق الخاص ومراعاة ما يناسبك، لأن القالب غالب كما تعرفين، وليس السعر.