أسبوع ميلانو لأزياء الخريف والشتاء 2009 يطرح تصاميم مبتكرة

المصمم كارل لاغرفيلد الذي حضر العرض، وصف ما شاهده في معاطف الفرو بأنه يمثل «فقدان البساطة ودخول مرحلة البربرية المتطورة المحنكة»
المصمم كارل لاغرفيلد الذي حضر العرض، وصف ما شاهده في معاطف الفرو بأنه يمثل «فقدان البساطة ودخول مرحلة البربرية المتطورة المحنكة»

في أسبوع ميلانو لأزياء الخريف والشتاء 2009 - 2010 المصممون يتجهون للابتكار لمواجهة أزمة أسواق المال.


أسبوع الأزياء النسائية والرجالية في عاصمة الشمال الايطالي التجارية لآخر مبتكرات الموسم المقبل، تستمر كل عام مهما جرى من مشاكل وأزمات في عالم السياسة أو الاقتصاد، فميلانو عاصمة إقليم لومبارديا الغني، هي دينامو الاقتصاد الايطالي والأزياء والأناقة وهي القطاع المحرك فيها ويعمل فيه ما يزيد على 800 ألف شخص. فالايطاليون يحبون الجمال والذوق في كل شيء فقوتهم تكمن في الإبداع والتصميم الجيد وتتسم بالخلق لا بالمحاكاة والتقليد.

رأينا منذ 25 فبراير (شباط) حتى 4 مارس (آذار) عروض الأزياء لكبار المصممين، أمثال جورجيو أرماني وبرادا ودولتشي أي غابانا – وكلهم أبناء البلد – وهم يتنافسون مع غوتشي من فلورنسا وفيرساتشي من كالابريا، أما كافالي ( من فلورنسا) فقرر الانسحاب من المعركة وألغى عرضه المخصص لأزيائه الشبابية، لأن الشركة التي تصنع إنتاجه أعلنت إفلاسها ثم أقامت عليه دعوى قضائية بسبب إلغاء عرضه، مما دعا كافالي لإصدار بطاقات ائتمانية باسمه كمنفذ ضد الأزمة الاقتصادية وتراجع أسواق المال.

أبرزت العروض المختلفة جمال الأثواب النسائية التي تلتصق بالجسم أكثر فأكثر التي عادت إلى الموضة بدل التنورة التي ما زال جيل الشابات يحبها وكانت موجودة بكثرة في مجموعة كافالي التي لم تُعرض. أغلب التصاميم الجديدة تبرز مفاتن المرأة وتعود إلى الوراء لتكرس الأسلوب المحافظ.

وحظي عرض دوناتيلا فرساتشي شقيقة الراحل جياني فرساتشي، التي تسلمت إدارة بيت الأزياء بعد مقتله، باهتمام كبير، إذ قدمت العرض الختامي الذي اتسم بالجمال كما يراه الايطاليون والأثواب المصنوعة بشكل جميل أخاذ مما قد يثبت أن الابتكار يتفجر في عهد الأزمات، فقد ابتعدت دوناتيلا عن الأكتاف الحادة الصارمة، وصاغت الأكتاف المنسدلة المتطورة، وعادت إلى استخدام اللون الأزرق بكثرة ومزجته أحيانا مع اللون الفيروزي بشكل أنيق وأسلوب مصقول يدل على الذوق الرفيع و«المعلمية».

ولكن المصمم كارل لاغرفيلد الذي حضر العرض، وصف ما شاهده في معاطف الفرو بأنه يمثل «فقدان البساطة ودخول مرحلة البربرية المتطورة المحنكة».

أما مجموعة ميوتشا برادا فتميزت بالنسيج الصوفي الخشن (تويد) وبالأزياء شبه الرياضية التي تصلح للمشي في أحضان الطبيعة والهواء الطلق، فلا يمكن ارتداؤها في النوادي الليلية أو الحفلات. بينما اختارت برادا المنسوجات التقليدية التي يمكن الاحتفاظ بها طويلا أما الألوان فتراوحت بين لون الخردل الأصفر ولون الصدأ الأحمر الباهت والبني المشابه لصلصة الطعام، بينما هبط علو كعب الأحذية قليلا بعد فضيحة تعثر العارضات وسقوطهن على المنصة في العام الماضي.

عادت فريدا جانيني مصممة دار غوتشي إلى الثمانينات فأصبحت بذلاتها ضيقة السروال منكمشة السترة (الجاكيت) لكنها لم تتمكن من تخطي الحاجز المهم الذي يرفعها إلى مستوى كبار المصممين سوى أنها حافظت على أسعارها المرتفعة.

و في كل الأحوال أثبتت عروض العام الحالي رغبة المصممات الايطاليات في التفرد بالذوق النسائي ومقاييس الجمال العالية، وكأن الحاجة للابتكار في عصر أزمات المال وتدهور الأسهم هي الحل الأنسب للخروج من النفق المظلم والعودة إلى عالم الرخاء وربما سيكون التفاؤل الايطالي مفتاح الفرج.