جوهانسبرغ تشهد أول مؤتمر افريقي للعاملين في "صناعة الجنس"

تستضيف مدينة جوهانسبرغ في جنوب أفريقيا أول مؤتمر إفريقي على الإطلاق للعاملين لما يسمى "صناعة الجنس"، وذلك بمشاركة مندوبين من 10 دول في القارة السمراء لتقاسم الخبرات في مجال "بيع الجنس" في أفقر قارات العالم وللتعبير عن مطالبهم في الحصول على حقوق متساوية.


واحتشد 153 مندوبا وقد ارتدوا زى المؤتمر وهو عبارة عن قمصان صفراء وبنطلونات جينز امس الاول الثلاثاء في مركز أبحاث الصحة بحي هيلبرو الراقى بالمدينة.

ومنذ اليوم الأول في المؤتمر الذي يستغرق 3 أيام كانت النبرة واضحة، حيث قالت امرأة كينية شابة وهي تقرأ بيانا نيابة عن المشاركين "إننا نريد حقوقا وليس إنقاذا".

فيما صرحت ديزي ماكاتو ( 27 عاما) التي تعمل في مجال الدعارة في شوارع كمبالا قائلة "في أوغندا يلقى العاملون في صناعة الجنس معاملة الكلاب. بل إن بعض الكلاب لها أصحاب في حين نعامل نحن كالكلاب الضالة القذرة".

وقد تحولت ديزي التي تيتمت فى سن صغيرة إلى الدعارة للحصول على دخل بعد أن صارت حامل وهي بعد في سن الـ 17، وبحسبها فإن العمل في هذا المجال مفيد لها في بعض النواحي، فهي تحصل على نحو الفي شلن( دولار واحد) من الزبون الواحد ومن خلال ما تحصله من دخل بنت منزلا يأويها هي وابنتها (9 سنوات) كما تدفع منه رسوم المدرسة لشقيقها الاصغر وشقيقتها.

بيد أن الاستقرار المالي لم يأت بلا ثمن، فقبل سنوات قلائل اجبرها زبون ثري "وهو أيضا رجل مهم في الحكومة" - على حد قولها- على ممارسة الجنس معه دون حماية من واق ذكري ومن ثم أصيبت بفيروس ( إتش آي في) المسبب لمرض الايدز.

وتتناول ديزي العقاقير المضادة للفيروسات الارتجاعية لابطاء تقدم الفيروس وتصر على استخدام الزبون للواقي الذكري لمنع إصابتها بسلالة أخرى من الفيروس، ولكن الكثير من زبائنها يرفضون ذلك، وفي هذا الصدد تقول: "عندما أقول لهم إنني أحاول أن احميهم واحمي نفسي يقولون لي أنت كاذبة أنت لا تبدين مريضة".

لكن بالنسبة لمن لا يجدون ما يكفي من مال للوفاء باحتياجاتهم الأساسية فإن الاموال الاضافية التي تدفع نظير "الممارسة الجنسية المباشرة" قد يصعب مقاومتها.

ففي زيمبابوي- على سبيل المثال- حيث يضرب الجوع نصف السكان البالغ عددهم 11 مليونا فإن عدم استخدام الواقي الذكري يمكن أن يساعد أم على وضع مزيد من الطعام على مائدة أطفالها، وذلك وفقا لكلام بعض العاهرات هناك.

كما ان ما يصطلح عليه بـ"الجنس الآمن" قد يكون أكثر كلفة - بالنسبة للعاهرة. ففي اوغندا أدان زعماء الكنائس توزيع الواقي الذكري مجانا على اعتبار أنه "يشجع على ممارسة الرذيلة".

وقد دفع هذا بعض المستوصفات والمستشفيات لوضع سعر مرتفع للواقي الذكري الذي تتبرع به منظمات غير حكومية للمساعدة في منع انتشار فيروس إتش آي في.

من جهته، يقول اريك هاربر وهو مدير قوة ارشاد وتعليم العاملين في مجال "صناعة الجنس" التي تتخذ من مدينة كيب تاون مقرا لها "إن صناعة الجنس كانت وستظل موجودة على الدوام. هذا واقع وهذه هي الحقيقة. الاتحاد يستهدف الاستماع إلى ما يقوله العاملون في هذا المجال. إنهم يقولون دعونا نقرر لانفسنا".