في يرنامج تليفزيوني .. والد يبيع أولاده على الهواء مباشرة

حالات حقيقية من الأطفال في البرنامج
حالات حقيقية من الأطفال في البرنامج

"إحموا الأطفال" صرخة أطلقها برنامج "أحمر بالخط العريض" في ختام حلقته أمس الأربعاء بعنوان " الأطفال"، وذلك بعد أن عرضت الحلقة شهادات حيّة وواقعيّة لأطفال نقلوا عاناة مجتمعهم الصغير للكبار، مطالبين بحمايتهم.


فمن قضية "زواج الأطفال" مع الطفلة المتزوجة والمطلقة، طفلة العاشرة من العمر، الى قضيّة "الخطف والإتجار بالأطفال" مع شهادة والد خُطف طفله يوم ولادته، وقضية "بيع الأطفال" مع والد عرض بيع أولاده مباشرة على الهواء، وصولاً الى " العنف ضد الأطفال" مع والد التلميذ الذي ضرب من قبل المدرّس حتى الموت، وغيرها وغيرها من الحالات التي أثّرت بالحضور والمشاهدين، كان لا بدّ لبرنامج "أحمر بالخط العريض" من نقل قضايا أطفال كبروا قبل أوانهم، عانوا، ومازالوا يعانون، ليبقى السؤال " ماذا بقي لديهم من الطفولة"؟.

نجود علي الأهدل الطفلة اليمنيّة التي أحدثت جدلاً عالمياً حول "زواج الأطفال"، أطلّت بالأمس ولأول مرّة حصرياً وشخصياً عبر البرنامج لتقول: " كنت إمرأة كبيرة وأنا عدت اليوم طفلة صغيرة". نجود شرحت معاناتها من زواج رفضته لصغر سنّها، وتحدّثت عن طلاقها بمساعدة من القاضي محمد القاضي الذي وقف بجانبها، ودعمها، كما كان له مداخلة إعلاميّة وللمرّة الأولى شرح فيها الشق القانوني والإنساني لهذه القضيّة.

نجود أكدّت وفي سؤال عن أحلامها في المستقبل، أنها تريد أن تكون محاميّة وأن تؤسس لمشروع يحمي الأطفال. كما أعلن مالك مكتبي عن مفاجأة قدّمتها دار النشر الفرنسيّة الشهيرة ميشال لافون بعودة ريع كتاب الصحافيّة الفرنسيّة دالفين مينوي عن حياة نجود لإكمال دراستها وشراء منزل لها. دالفين حضرت الحلقة ودعمت نجود بهذه المفاجأة.

قضيّة نجود كانت دافعاً لقضيّة أخرى مماثلة عن سيّدة أثارت ضجّة في وسائل الإعلام العربيّة، حول زواج ابنتيها القاصرتين، كاشفة للمرّة الأولى عن هويتها، وعارضة حالتها في البرنامج.

أما المفاجأة الأكبر، فكانت بإعلان أحد ضيوف الحلقة، وهو والد لخمسة أطفال استعداده لبيعهم مباشرة على الهواء، لأسباب ماديّة شرحها، ما أحدث بلبلة بين الحاضرين في الأستوديو، واستقطب اتصالات شاجبة ومستنكرة من جهة، وأخرى عارضة المساعدة الماديّة والمعنويّة، وحتّى عارضة الشراء، لكنّ مالك مكتبي رحّب بالمساعدة ورفض استقبال إتصال يعرض الشراء.

 بالمقابل، واستكمالاً لقضية "البيع والاتجار بالأطفال" من خلال مناقشة شبكات الإتجار في العالم العربي، ناشد والد طفل آخر، اختطف ابنه وهو حديث الولادة، بدفع كل ما يملك لمعرفة مصير ابنه المخطوف.

 أما عن ظاهرة "العنف ضد الأطفال"، وظاهرة "عمالة الأطفال"، استضاف البرنامج أيضاً والد الطالب الذي ضربه أستاذه حتى الموت، فأصبح القضيّة بعد وفاته، لتكشف عن زوايا عديدة للعنف ضد الأطفال منها العنف التربوي في مدارس العالم العربيّ.

 البرنامج استضاف أيضًا أطفالاً يعملون في الشوارع: من بيع الورود، الى تجميع المعادن، وغيرها...

 كلّها نماذج لحالات إنسانيّة، لأطفال كانوا ضيوفاً، ومحور البرنامج هذه المرّة. أطفال من: اليمن، السعوديّة، الأردن، لبنان، مصر، السودان، سوريا، وفلسطين.. طالبوا بحمايتهم ليبقى لهم شيء من الطفولة.

 ويبدو أن هذه الظاهرة عالمية حيث ذكر مسئولون أمس الأول أن الشرطة ألقت القبض على رجل مكسيكي يقيم في ولاية كاليفورنيا الأميركية بعدما "باع" ابنته «14عامًا» للزواج مقابل الحصول على أموال و ولحوم، ثم أبلغ الشرطة عندما لم ينفذ العريس الصفقة.

 وألقى القبض على الرجل في بلدة جرينفيلد وسط الولاية التي تبعد حوالي225 كيلومترا جنوب مدينة سان فرانسيسكو. وقالت الشرطة : إن مارسيلينو دي مارتينز «36 عامًا» لم ير على ما يبدو أي مشكلة عندما باع ابنته لمارجاريتو دي جاليندو «18عاما» مقابل 16 ألف دولار و160 صندوق جعة و100 صندوق صودا وصندوقي خمر و6 علب لحم. وتمت إعادة الفتاة إلى والديها بعد التحقيق، لكن تم حبس والدها لاتهامه بتلقي مال لجعل شخص يتعايش مع آخر