هام جدا للمقبلين على الزواج

لا شك أن بناء زواج ناجح هو تحدي يستمر طوال الحياة، وهذا يتطلب من الزوجين فهم المراحل المختلفة للزواج، والأوجه التي سيمرون بها كزوجين حتى يمكنهم تأسيس علاقة أكثر قوة ووفاء.


مراحل الزواج وكيفية التعايش والتعامل معها:
المرحلة الأولى من الزواج : العاطفة
يبدأ أي زواج بعاطفة الحب التي تجذب الرجل والمرأة لبعضهما البعض، ثم يتزوجا وتسمى مرحلة شهر العسل، ويظهر فيها رابط الانجذاب الذي يقود للالتزام بعلاقة الزواج.

فمرحلة الانجذاب هذه قصيرة الأمد تشبه موسم الربيع، وبعد مرور عامين يفقد معظم الأزواج هذا السحر الأولى، كما لو أنه موجة من المواد الكيميائية التي يطلقها الدماغ فتجعل كلا من الزوج والزوجة يتركان الجميع ويكونان بجانب بعضهما البعض، وهذه من الإجراءات الطبيعية الإلهية لضمان بقاء الجنس البشري.

وحتى لو تزوج الشخص في مرحلة متأخرة من الحياة أو للمرة الثانية، تقدم الطبيعة هذه الدفعات الجذابة من الناقلات العصبية لتقوية الترابط بين الزوجين، فالزوجان ليسا شخصين يقعان في الحب بجنون ومرح في مرحلة العاطفة، إنما يبدآن في خلق الثقة والاحترام فيما بينهما والترابط العاطفي الذي يدعم العلاقة بينهما طوال العمر.

المرحلة الثانية للزواج: الفهم
في هذه المرحلة ينتهي شهر العسل ويبدأ الزوجان في النظر للحياة برؤية أكثر واقعية، وأن شريك الحياة ليس معشوقك فقط، إنما يظهر في هذه المرحلة الوجه الآخر لكل منهما ويشعران ببعض من خيبة الأمل والضيق، وبالتالي تنشأ الصراعات والمشكلات الزوجية.. وهي للأسف فترة لا يمكن تجنبها، لكن على كلا الزوجين الصبر والاحتمال حتى يتقبل كل منهما الآخر على حقيقته، ويدرك بأن كل إنسان مختلف عن غيره ولابد من وجود نقاط اختلاف فيما بينهما.

المرحلة الثالثة للزواج: التمرد
في هذه المرحلة الثالثة تبدأ الزوجة في فقدان أصدقائها ويفقد الزوج الكثير من هواياته المفضلة، وتتناقض رغبات كلا منهما فقد تريد هي السفر لمكان ما ويريد هو الخروج لمقابلة أصدقائه، تريد هي بناء حياتها المهنية ويريد هو كذلك وتتعارض الاحتياجات، حتى بين أكثر الأزواج نجاحا وتخطيًا لمرحلة الإدراك والفهم.

في هذه المرحلة يطغى الاهتمام بالنفس ومتطلباتها على الاهتمامات الزوجية نفسها، وعندما يحدث ذلك فعلى الزوجين الاستعداد للعراك.

مع الأسف يصبح من الصعب على الحب مقاومة مرحلة الصراعات الزوجية لأن كل طرف يعتقد أنه على حق والطرف الآخر خطأ، ويعني ذلك استياء كل طرف من أن يطلق عليه مخطئ، وفي هذه الحالة يصبح من الضروري إيجاد وسيلة لتسيير الزواج.

يقول الخبراء في مجال العلاقات الزوجية أن المشكلة في مرحلة التمرد لا يمكن تجنبها، وأن تعلُّم فن الاختلاف بأسلوب بناء هو مهمة كبيرة ويعتمد غالبا على طبيعة المعارك أكثر من موضوع المناقشة التي تؤدي للمشكلة.. ولماذا يحدث هذا؟

عندما يلتقي الغضب والإحباط مع الأفكار المتمردة فإنها تؤدي غالبًا إلى أعمال فيها عصيان مثل الخيانة والإنفاق المستهتر، أو قول نعم لعرض مفاجيء من العمل للانتقال إلى مدينة جديدة، وكلها أشياء كارثية في العلاقة الزوجية.

المرحلة الرابعة في الزواج: التعاون
مع تطور العلاقة الزوجية تتعقد مع الوقت وتنمو المهن وتكبر المنازل ويتم إنجاب الأطفال.. وفي مرحلة التعاون يجب العمل على فهم الشخصية والعمل من أجل إنجاح الحياة بكل متطلباتها، ويتم ترك الحب والعاطفة جانبًا وتبدأ مهمة إدراك الشخصية، فهناك ديون عقارية يجب دفعها واستثمارات يجب إدارتها ومهن وصحة يجب الاهتمام بها، وتربية الأطفال على رأس كل هذه الاهتمامات.

المرحلة الخامسة من الزواج: جمع الشمل
لو أصبح لديكم أطفال تمتد مرحلة التعاون من 10 إلى 20 عامًا وبعد ذلك عندما يذهب الأبناء كل في اتجاهه، تقل التزاماتكما الأبوية وتبدأ الشئون المالية في الظهور؛ مثل بدء العمل ودفع الالتزامات.. وبالنسبة للزوجين السعيدين يحين الوقت لتقديم كل واحد للآخر، ليس كوالدين إنما كمحبين ومفكرين ويسعى كل واحد للمتعة، وبتحقيق ذلك تنشأ السكينة والسعادة وتسوية الخلافات.

المرحلة السادسة من الزواج: الانفجار
في هذه المرحلة تحدث تطورات مثل فقدان الوظيفة أو ظهور مشكلات صحية، وقد يكون هناك انتقال لمكان جديد ويواجه الزوجان مشكلات مادية، بالإضافة إلي مرض أو وفاة أحد الوالدين مع مرور الشخص في فترة منتصف العمر والدخول في مرحلة الشيخوخة حين تظهر التطورات الحياتية الأساسية الواحدة تلو الأخرى.

وفي مرحلة الانفجار إما أنت أو زوجك أو كلاكما يتعامل مع أحداث أساسية تهز الحياة ويمكن أن تؤثر على علاقتكما ليوم أو عام أو لبقية الحياة.. ورغم أن باقي المراحل الأخرى تظهر بالترتيب، إلا أن مرحلة الانفجار قد تحدث في أي وقت من الزواج وغالبا تكون مع الأربعينات أو الخمسينات من العمر.

ومع مواجهة الكوارث الشخصية، يمكن أن يكون الزواج مصدرًا للعزاء أو كمحاولة شديدة للتوائم مع الضغوط غير المتوقعة للأدوار الجديدة.

المرحلة السابعة للزواج: الاكتمال
كشفت الكثير من عمليات المسح الشامل أن السعادة الزوجية تسمو بعد العديد من العقود من المشاركة الحياتية، فالخبراء ببساطة يقولون أن هذا بسبب نضج الأطفال ومعرفة كلا الزوجين بعضهما البعض جيدا جدا، لكن هناك الكثير من الأمور فمعرفة كل طرف للآخر لا تقتصر على التسامح وتقبل عادات ومشكلات واحتياجات بعضهما البعض، ففي مرحلة التكامل لمعرفة كل طرف بالآخر معنى عميق وبعيد ونتيجة كبيرة وهامة أيضا.