رحيل «أم الطيبين» الفنانة المصرية إحسان القلعاوي

قدمت نحو 730 عملا فنيا في الإذاعة والمسرح والسينما والتلفزيون
قدمت نحو 730 عملا فنيا في الإذاعة والمسرح والسينما والتلفزيون

غيب الموت الليلة قبل الماضية، الفنانة القديرة إحسان القلعاوي عن عمر ناهز 76 عاما، حيث كانت تعالج في المركز الطبي بولاية نيوجيرسي الأميركية.


وتميزت الفنانة الراحلة بأدوار الأم الطيبة على مدار مشوارها الفني، الذي بدأ عام 1954، ومنحتها وزارة الإعلام المصرية، جائزة أحسن ممثلة على مدار تاريخها ثلاث مرات، كما كرمها المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون عام 2007 كأفضل ممثلة عربية شاملة.

والفنانة الراحلة هي أرملة كاتب السيناريو الراحل محمد أبو يوسف ولها ثلاث بنات، وهي حاصلة على ليسانس الآداب في اللغة الفرنسية، ثم التحقت بمعهد الفنون المسرحية، وساعدها على ذلك انتماؤها لأسرة فنية، فوالدها هو الفنان الراحل عبد الحليم القلعاوي، وشقيقها هو الفنان محمود القلعاوي.

وقالت الدكتورة إيناس أبو يوسف ابنة الفنانة الراحلة لـ«الشرق الأوسط» إن والدتها دفنت في مقابر المسلمين بنيوجيرسي أمس، فيما يقام العزاء غدا السبت بمسجد الحامدية الشاذلية في القاهرة.

وللفنانة الراحلة رصيد كبير من الأعمال الفنية يبلغ 430 عملا فنيا، ما بين المسرح والسينما والتلفزيون، فضلا عن 300 عمل درامي إذاعي، وإن كانت قد غابت عن السينما لفترة طويلة، قبل أن تعود لتشارك في فيلمين من بطولة النجوم الشباب، هما «فيلم ثقافي»، و«ليلة سقوط بغداد» الذي كان آخر ظهور سينمائي لها.

واشتهرت القلعاوي بمواقفها الوطنية والإنسانية النبيلة، وأطلق النقاد عليها اسم «أم الطيبين» لأنها تدخل قلبك بمجرد مشاهدتها على الشاشة، في بدايتها كانت اشتهرت بالأدوار التراجيدية، والزوجة غير المرغوب فيها.

وكانت الفنانة الراحلة دائما ما ترجع الفضل في خطواتها الأولى في عالم الفن، إلى الفنانة الراحلة أمينة رزق، التي ساعدتها وقدمتها إلى المخرج الراحل نبيل الألفي، الذي أتاح لها أول فرصها في عالم السينما، وكان ذلك عام 1955.

تزيد أعمال القلعاوي الراحلة في التلفزيون عن أعمالها في السينما، وهو ما كانت تفسره بزواجها من كاتب السيناريو محمد أبو يوسف، الذي كان يرفض عملها في المجال الذي يعمل فيه، لذلك اتجهت بقوة للمسرح والإذاعة والتلفزيون، كما توقفت لفترة عن العمل الفني لرعاية بناتها الثلاث.

«إنها واحدة من أهم الممثلات المصريات خلال الخمسين عاما الماضية.. ووفاتها خسارة كبيرة للفن المصري» بهذه الكلمات وصف الناقد الفني طارق الشناوي الفنانة الراحلة، مضيفا لـ«الشرق الأوسط» أنها «كانت من نجمات التلفزيون الأوليات، فهي بدأت مشوارها الفني عام 1955، بينما بدأ الإرسال التلفزيوني في مصر عام 1960».

وأوضح أنه في ذلك الوقت كان الفن التلفزيوني فنا جديدا، وقال «إحسان القلعاوي كانت من ضمن مجموعة الفنانين، الذين وضعوا قواعد وأسس فن الأداء التلفزيوني منذ بدايته»، وأضاف «كانت تقدم الدراما بوجهيها الكوميدي والتراجيدي، وكانت تبرع في الاثنين بشكل كبير، فقدراتها التمثيلية العالية، سمحت لها بأداء الأدوار التراجيدية ببراعة، كما ساعدتها خفة ظلها الطبيعية على أداء الكوميديا بشكل تلقائي».

وأشار الشناوي إلى أن الفنانة الراحلة كانت من الفنانات اللواتي عشقن فنهن، وقال «ظهرت في آخر أفلامها «ليلة سقوط بغداد» في عام 2007 وهي تستعين بعصا طبية لتساعدها على السير، ورغم حالتها الصحية، إلا أنها حرصت على المشاركة في الفيلم، لأنه قدم قضية مهمة»، مشيرا إلى أن المخرج محمد ياسين استطاع توظيف حالتها الصحية في الفيلم.