انتبهي سيدتي .. فالموضة قد تهدد صحتك

نظارات بعدسات تفتقر إلى القدرة على امتصاص أشعة الشمس تسبب أضرارا كبيرة للعينين
نظارات بعدسات تفتقر إلى القدرة على امتصاص أشعة الشمس تسبب أضرارا كبيرة للعينين

ما لا تنكره الغالبية منا أننا من المستحيل أن نتجرأ بالخروج من بيوتنا ومواجهة العالم من دون تجميل مظهرنا.


البعض يعتبر هذا التحضير بمثابة قناع أو درع يمنحنا القوة والثقة ويحمينا من انتقادات الآخر، والبعض الآخر يراه ضرورة من متطلبات زمن اصبح فيه المظهر يلعب دورا كبيرا في نجاحنا الاجتماعي وما يترتب عليه من نجاحات أخرى.

لكن عندما تبدأ عملية التحضير هذه، فإن قائمة الاولويات والهواجس تتباين من شخص إلى آخر، قد تكون مجرد حيرة في اختيار لون الفستان والحقيبة، أو في طرق إخفاء الأجزاء التي لا نحبها في أجسامنا، مثل بروز البطن أو ضمور الصدر والعكس، وغيرها من الأمور التي تتفاوت درجاتها من امرأة إلى أخرى.

ونظرا لاستحواذ هذه الأفكار علينا، فإن آخر ما يخطر على بالنا، ما قد تنطوي عليه هذه الملابس والإكسسوارات من مخاطر على صحتنا وسلامتنا.

قد تستغربين هذا القول، لكن الحقيقة التي لا مفر منها اننا، وفي خضم سعينا للظهور على أحسن وجه، ننسى أن نتوخى العملية والراحة ونتعب أجزاء كثيرة من أجسامنا تدفع الثمن على المدى القريب أو البعيد، حسب الحالة.

فقد لا يذكر الغالبية منا بعض المآسي، التي تثير الضحك والبكاء في الوقت ذاته، مثل الحادثة التي تعرضت لها الراقصة الأميركية «إيزادورا دنكان» عام 1972 وتسببت في نهايتها المأساوية عندما التف وشاحها الطويل بعجلات السيارة ذات السقف المفتوح التي كانت تستقلها، ما أدى إلى سحبها إلى أن لقيت حتفها.

طبعا لن نقول ان الأزياء والاكسسوارات مميتة، لأن هذه الحالات شاذة ونادرة جدا، لكننا يجب ألا نتجاهلها، بدليل ان هناك نساء قد يعرضن أنفسهن لمخاطر كبيرة أثناء قيادتهن السيارات.

فقد كشفت دراسة أجرتها إحدى شركات التأمين أخيراً أن قرابة نصف السيدات يخترن الأحذية التي تتوافق مع باقي الأزياء التي يرتدينها على حساب ما هو عملي ويضمن القيادة الآمنة.

وحتى إذا تمكنا من تجنب التعرض للحوادث، فإننا نخاطر بصحتنا على المدى البعيد سعياً وراء الحفاظ على مظهرنا الخارجي.

فقد توصلت دراسة أجرتها كلية علم البصريات أخيراً إلى أن العديد من الأشخاص يهتمون بأحدث صيحات الموضة في ما يخص النظارات الشمسية أكثر من اهتمامهم بما إذا كانت هذه النظارات تمنح الحماية الكافية من أشعة الشمس فوق البنفسجية.

البنطلونات الضيقة
ولا يختلف الأمر بالنسبة للبنطلونات الضيقة جدا، حيث توصل طبيب كندي إلى أن الضغوط حول منطقة الخصر قد تؤلم العصب الموجود أسفل العظم الحرقفي، مما قد يسبب الشعور بوخز والتهاب بمنطقة الفخذ.

تعرف هذه الحالة المرضية باسم «ميرالجيا بارسثتيكا»، وعادة ما تظهر بسبب الحمل أو مرض السكري أو البدانة.

من جهته، أكد «تيم هتشفل»، عضو الاتحاد البريطاني للعلاج بتقويم العمود الفقري، أن الملابس بالغة الضيق تسبب إنهاكاً للعضلات والمفاصل، ما يؤدي بدوره إلى شعور بالتعب.

وعليه، ينصح «هتشفل» بارتداء ملابس فضفاضة بدرجة اكبر أو الملابس ذات الأنسجة المطاطية التي تتمدد لتأخذ حجم الجسم.

وتنطبق هذه النصيحة على الرجل ايضا، لأنه هو الآخر انقاد وراء الموضة في العقد الأخير، خصوصا أن المؤثر الأكبر في الموضة الرجالية في هذا العقد كان هو هادي سليمان، مصمم دار كريستيان ديور السابق، الذي أجج موضة البنطلونات الضيقة جدا على اساس انها تحتفل بالرجل الأنيق وتخرج الفنان القابع بداخله. فهي مستوحاة من مغني الروك اند رول.

مشدات الصدر
ايضا لها مضاعفاتها، فقد كشفت دراسة أجريت بشأنها أن اثنتين من كل ثلاث سيدات في بريطانيا يرتدين مشدات صدر بمقاس خطأ، الأمر الذي لا يؤدي إلى تشويه المظهر العام فحسب، بل يتسبب في الشعور بآلام في الصدر، والأخطر من ذلك أن عملية التنفس والدورة الدموية، بل وصحة الأمعاء تتعرض جميعها لضغوط شديدة.
 
وربما تنطوي مشدات الصدر التي تدفع الجسم لأعلى على مشكلات أكبر بصورة خاصة، حيث أوضحت الكلية البريطانية للعلاج بتقويم العظام أن شد الجسم من خلال استخدام مشدات صدر بالغة الضيق يقيد عملية التنفس ويحد من حرية حركة الضلوع والحجاب الحاجز، فترسل الضلوع والحجاب الحاجز رسائل بهذا المعنى إلى الأعضاء داخل التجويف البطني في كل مرة تحدث فيها عملية التنفس، وفي الحالات المتطرفة قد يسهم ذلك في حدوث التهاب معوي وإمساك.

وعليه، يتعين على السيدات تجنب التمسك بشكل أعمى بمقاس واحد لمشدات الصدر، ذلك أن المرأة قد ترتدي ستة مقاسات مختلفة لمشدات الصدر على امتداد عمرها نتيجة التقلبات في الوزن والحمل وتأثير الجاذبية.

وأوضح دكتور «ستيفن ساندلر»، ان حجم صدر المرأة قد يزيد بمعدل النصف خلال فترة الدورة الشهرية، ومع ذلك قليل من النساء فقط يحرصن على تغيير مقاس مشدات الصدر للتوافق مع هذا التغيير، وعليه، ينصح «ساندلر» بقياس حجم الصدر قبل الدورة وفي منتصفها والتغيير بين المقاسات المختلفة بما يتماشى مع وضع الجسم.

الحقائب ذات الحجم الكبير
عندما أعلن صناع الموضة أن أحدث الصيحات في عالم الحقائب هي الحجم الكبير، وهو المظهر الذي عانقته نجمات هوليوود من مثيلات ميشا بارتون ونيكول ريتشي وغيرهما، بإيعاز من خبيرة الأزياء العالمية، رايتشل زو، انساقت معظمنا وراءها.

ومما زاد من حجم الإقبال عليها القول بانها تضفي على المرأة نحافة ورشاقة. بيد أن الأطباء المعنيين بعلاج الأمراض من خلال التركيز على تقويم العمود الفقري أشاروا إلى حدوث ارتفاع هائل خلال الفترة الأخيرة في أعداد الإصابات الناجمة عن حمل حقائب ضخمة ثقيلة.

يذكر أن النساء في الوقت الحاضر يحملن حقائب تبلغ في حجمها ضعف ما كانت أمهاتهن تحمله.

ومن المؤكد أن حمل حقيبة تعادل في زنتها وزن طفل صغير مليئة بأدوات الزينة وزجاجات مياه ومفاتيح وكتب وغير ذلك من الاكسسوارات، على جانب واحد من الجسم من الممكن أن يتسبب في عدة مضاعفات على المدى البعيد.

وربما تظهر مؤشرات صغيرة تنذر بهذا الخطر في صورة آلام بسيطة في الرقبة، إلا أن الأمر ربما يتفاقم في نهاية الأمر ليتحول إلى حدوث شد في أوتار الكتف وشعور بوخز بطول اليد.

وإذا كان من الضروري استعمال حقائب كبيرة، فلا بأس من حملها بطريقة صحيحة من شأنها ان تخفف من هذه المضاعفات.

وفي هذا الإطار، ينصح «هتشفل» بتجنب حمل الحقائب الكبيرة في راحة اليد وتركها متدلية بالقرب من منطقة الركبة، لأن ذلك من شانه فرض حمل على الجسم بصورة غير متوازنة.

الطريقة التي ينصح بها أن تكون الحقيبة قريبة من الجسم. أيضاً، ينصح «هتشفل» بإجراء مراجعة أسبوعية لمحتويات حقيبة اليد بهدف التخفيف من ثقلها، وذلك بالتخلص من الأدوات غير ذات الأهمية، منوهاً بأن إجراء التدريبات الرياضية البسيطة مثل هز الكتفين ربما يساعد على الحؤول دون تسبب الحقائب في آلام مزمنة بالرقبة.

النظارات الشمسية
من بين أشهر صيحات الموضة، التي يحرص عليها معظمنا، النظارات الشمسية. وبالتأكيد، ليس هناك ما يمنع من ارتدائها، بل العكس فهي ضرورية لحماية العيون من أشعة الشمس الضارة، لكن قبل الإقدام على ذلك ينبغي التأكد من قدرة عدساتها على امتصاص الأشعة فوق البنفسجية، لأن ارتداء عدسات تفتقر إلى هذه القدرة ربما يسبب ضرراً أكبر من عدم ارتداء أي نظارات شمسية على الإطلاق.

ويرجع ذلك إلى أنه عندما تختفي العين وراء عدسات مظللة، يتسع بؤبؤ العين، ما يسمح له بامتصاص قدر أكبر من الأشعة فوق البنفسجية عن المعدل العادي.

ويسفر هذا الأمر بدوره عن تقليص الحماية الطبيعية التي تتمتع بها العين في مواجهة الالتهابات الناجمة عن أشعة الشمس الضارة.

ولا داعي للقول أنه من شأن التعرض لمثل هذه الأشعة لفترات طويلة التسبب في نهاية الأمر في إعتام عدسة العين في مرحلة عمرية لاحقة.

الحل هو عند شراء نظارة شمسية التأكد من أنها تحمل العلامة التي تؤكد أنها متوافقة مع معايير السلامة الطبية في البلد الذي صنعت فيه وبأنها تكفل الحماية اللازمة.

علاوة على ذلك، من الضروري التأكد من وضع النظارات في غلاف لحمايتها قبل الإلقاء بها في قاع الحقيبة التي نحملها، حيث أكدت منظمة «آي كير تراست» ان العدسات التي يوجد بها خدوش تؤدي إلى تفريق الأشعة، الأمر الذي يسفر عن حدوث وهج حول المنطقة المصابة.

الملابس الداخلية
فيما يتعلق بالملابس الداخلية، حذر أحد الأطباء الألمان، دكتور «توماس جنت» من أن تكون بالغة الضيق أو مصنوعة من أنسجة رديئة من شأنه الإضرار بالجلد الحساس.

وأعرب عن اعتقاده أن الضرر الذي يتعرض له الجلد بسبب الشعور بالاحتكاك قد ينجم عنه نشر البكتيريا والتسبب في عدوى فطرية.

ومن أجل تجنب ذلك، من الضروري ارتداؤها إذا كانت مصنوعة من القطن واختيارها بدرجة من الاتساع تسمح بتهوية جيدة للجلد.

الكعوب العالية
وطبعا لأنه لا يمكن الحديث عن الأخطار الصحية للاكسسوارات من دون 

العارضة أجينيس دين في حذاء بكعب عال من دار «ديور» ، أجينيس طبعا عارضة متمرسة في المشي على كل الأنواع

الحديث عن الأحذية ذات التصميمات التي تتقيد بخطوط الموضة، فإن أول ما يتبادر إلى الذهن الكعوب مفرطة الارتفاع، التي قد تؤدي إلى السقوط مثلما حدث مع عارضة الأزياء الشهيرة «ناعومي كامبل» عام 1993 عندما كانت ترتدي حذاء (بلاتفورم) من تصميم «فيفيان ويستوود».

لكن أضرار الكعوب العالية قد تمتد لما هو أبعد بكثير عن السقوط وما يسببه من حرج.

فعندما تكون بأطراف مدببة بشكل خاص، فإنها تحمل ثقل الجسم بأكمله على النتوء المستدير من قاعدة القدم، ما يسفر عن تكون أورام ملتهبة قبيحة الشكل وحدوث تصلب موضعي في بشرة إصبع القدم وتصلب الجلد عامة.

كما أن هذه النوعية من الأحذية تجبر الجسم على اتخاذ وضع معين، تنجم عنه آلام بالركبة والفخذ والعمود الفقري في ما بعد.

 كما تفقد المرأة استقامة ظهرها، وهي من الميزات المهمة للمظهر الأنيق.

ويؤكد الأطباء أنه يجب ألا يزيد ارتفاع الكعب في أي حال من الأحوال على أربعة أو خمسة سنتيمترات، ومن الأفضل أن يتخذ شكلاً مربعاً أو دائرياً.

لكن الطريف أن التجارب والدراسات أكدت ان سلبيات الأحذية تتعدى الأضرار الجسدية، إلى أضرار نفسية على رأسها تغيير المزاج وتعكيره، لا سيما في الإجازات.

وذهب كونراد فايسلر من المعهد الألماني للأحذية في أوفنباخ، إلى القول بان الأحذية الضيقة وغير المريحة تفسد الاستمتاع بالإجازات.

فالحذاء، حسب رأيه، يجب أن يلائم القدم، لأنه لا يوجد هناك ما يحسنه إذا كان ضيقا أو مرتفعا عندما نجربه أول مرة في المحل. فإذا كان الحذاء ضيقا ولو بنسبة ملليمتر واحد، فإنه سيسبب الكثير من الألم الجسدي والضرر النفسي.