"هرمونات البلوغ" بريئة من التغيرات في السلوك الاجتماعي للمراهقين

من الصعب فهم التغيرات التى تحدث للمراهقين عند الوصول لسن البلوغ، وبخاصة في السلوك الاجتماعي.


في الغالب يربط معظم الآباء والأمهات بين تلك التغيرات وبين الهرمونات، لكن دراسة جديدة نفذها باحثون في جامعة "كاليفورنيا" تقول إن الهرمونات التناسلية التى تنشط خلال مرحلة البلوغ ليست مسؤولة عن تلك التغيرات.

وبحسب "ماثيو بول" الأستاذ المساعد في قسم علم النفس بالجامعة، والمؤلف الرئيسي للدراسة فإن التغيرات في السلوك الاجتماعي خلال فترة المراهقة مستقلة تماما عن الهرمونات البلوغية، لذا "لا يُمكننا إلقاء اللوم على تلك الهرمونات".

ونُشرت الورقة العلمية في دورية "كارنت بيولوجي" مساء أمس.

البلوغ والمراهقة يحدثان في نفس الوقت، وهي فترة حرجة في تطور حياة الإنسان في تلك الفترة، تتعقد فيها عملية التفكير، وتنشأ العديد من اضطرابات الصحة العقلية، وتزيد احتمالات ممارسة السلوكيات الخطرة كتعاطي المخدرات، كما أنها الفترة التى يرغب فيها الشخص في تكوين علاقات مع الأقران.

وللتعرف على مدى ارتباط المراهقة كسلوك اجتماعي بالبلوغ وهو تطور بيولوجي يتطلب تحريك أحد العناصر، وليست هناك طريقة لفعل ذلك في الإنسان، لذا، استخدم العلماء حيوان "الهامستر السيبيري" كنموذج حاولوا من خلاله دراسة العلاقة بين المراهقة والبلوغ.

البلوغ هي العملية التى تتطور فيها قدرة الأفراد على التكاثر، وتشهد ظهور خصائص جنسية ثانوية وزيادة في الهرمونات التناسلية، أما المراهقة فمصطلح أوسع، يشمل أيضًا التغيرات الإدراكية والاجتماعية والعاطفية التى تحدث خلال تلك السنوات.

ولأن البلوغ والمراهقة يحدثان في وقت واحد، فإن الإجابة عن السؤال الأساسي حول ما إذا كان البلوغ يُسبب تغيرات سلوكية غير تكاثرية للمراهقين أو يتزامن معها فقط أربك الباحثين، حتى الآن.

غير أن الدراسة الجديدة ربما تكون وضعت إجابة لذلك التساؤل، فقد تمكن الفريق البحثي من التحكم في توقيتات بلوغ الهامستر السيبيري، عبر السيطرة على كمية الضوء التى تصل له داخل المعمل.

فالهامستر السيبيري المولود في بداية موسم التكاثريتعرض لكميات أكبر من ضوء الشمس بسبب كون اليوم طويل (يوم صيفي) فيمر بمرحلة بلوغ سريعة ليكون قادر على التكاثر هو الأخر في نفس السنة، أما أقرانه المولودين في وقت متأخر من موسم التكاثر (يوم قصير شتوي) فيتعرض لكمية ضوء أقل تجعله يؤخر سن البلوغ حتى لا يتكاثر في منتصف الشتاء.

راقب الباحثون المجموعتين –المتطابقتين في السن- لمراقبة التغيرات السلوكية في كل مجموعة، ليجدا أن المراهقة تميزت بنفس الخصائص السلوكية بالنسبة للمجموعتين، دون أى تغير يذكر، رغم أن أحداهما مرت بمرحلة البلوغ، فيما لم تدخل الثانية تلك المرحلة.

ويشير الباحثون إلى أن تلك النتيجة "مدهشة" وتحطم الاعتقاد السابق الذى يقول إن الهرمونات البلوغية مسؤولة عن التغيرات التى نراها في مرحلة المراهقة.