في يوم الانتخابات الامريكية .. فاز باراك وخسر فستان ميشيل أوباما

ربما تكون الحملة الانتخابية التي شهدتها الولايات المتحدة أخيراً من اكثر الحملات التي لعبت فيها الموضة دورا مهما، واستعملت فيها كسلاح لتؤجج الحماس واستقطاب اصوات بعض الشرائح، وحتى الآن، وفي الوقت الذي لا تزال فيه الولايات المتحدة، ومعها باقي العالم، تحتفل بوصول أول رئيس اسود للبيت الأبيض كحدث تاريخي مهم، تثير زوجته ميشال أوباما في أوساط الموضة جدلا من نوع آخر، بسبب الفستان الذي ظهرت به عند إعلان النتائج.


المتحمسون لها قالوا انه يعكس جرأتها واستقلاليتها وبأنها سابقة لوقتها، لكن الأغلبية أجمعت انه لم يكن موفقا، وربما يكون اول خطأ ارتكبته لحد الآن في حق مظهرها، بالنسبة للفريق الآخر، فإن ميشال قبل هذا الفستان، أكدت انها تتمتع بأسلوب خاص جدا يعكس شخصيتها القوية واستقلاليتها، كما يعكس ثقافتها وسياستها.

فهي على العكس من سيندي ماكين، مثلا، تشجع المصممين المحليين، وتشتري ملابس جاهزة من المحلات الشعبية أو من مصممين مغمورين، وبالتالي كان كل فستان تظهر به يتحول إلى قطعة تتسابق عليها الأميركيات اللائي بدأن يتعاملن معها على أساس انها ايقونة موضة تستحق الاحتذاء، وليس ادل على هذا من ان سارة بالين، نائبة المرشح الجمهوري، جون ماكين، صرفت حوالي 180 ألف دولار على مظهرها خلال حملتها الانتخابية، لكن اكثر ما لفت الانتباه وظل عالقا في الأذهان هو فستان ميشال اوباما الارجواني البسيط من ماريا بينتو.

ومع الوقت، بدأ العديد يربطون بين اسلوبها وأسلوب الراحلة جاكي كنيدي اوناسيس، التي كانت اول سيدة تدخل البيت الأبيض وتدخل الأناقة معها اليه، والحقيقة أن أوجه التشابه بينهما عديدة، اهمها عمرهما المتقارب، وأناقة السهل الممتنع التي تجسدها فساتين ناعمة واكسسوارات واضحة، خاصة عقود اللؤلؤ، لكن في الوقت الذي كانت فيه جاكي تميل إلى المصممين العالميين، بحكم بيئتها وجذورها الارستقراطية، فإن ميشال أوباما، بسبب توجهاتها السياسية والاجتماعية، تميل إلى المصممين المحليين من امثال ثاكون وماريو بينتو وغيرهما، وتروج لأناقة تخاطب المرأة العادية، التي ليس من الضروري ان تكون إمكانياتها عالية، بدليل أن كل ما لبسته لحد الآن كان بأسعار معقولة جدا.

وفي هذا الصدد، صرحت علنا في عدة مناسبات انها تتسوق من الانترنت، بسبب ضيق الوقت، إلا أنها، وباختيارها هذا الفستان الأحمر الاسود من آخر تشكيلة قدمها المصمم الأميركي، من أصل كوبي، نارسيسو رودريغيز خلال اسبوع الموضة بنيويورك لربيع وصيف 2009، أثارت ردود فعل كثيرة ومتضاربة اغلبها ليس في صالحها، والحقيقة ان العيب ليس في الفستان، لأنه رائع بكل المقاييس كما ظهر على منصات العروض، ولا العيب في ميشال، فهي تتمتع بطول فارع واكدت سابقا أنها «شماعة» ملابس ممتازة.

لكن العيب في انه لا يناسب شخصيتها ولا مقاييسها، وما زاد في الأمر سوءاً انها ارتدته مع كنزة قصيرة ومفتوحة؛ الأمر الذي اخفى تفاصيله عند الخصر، كما انها غيرت في تنورته بأن بطنتها حتى تتناسب مع وضعها وسنها، فيما طرحها المصمم شفافة وخفيفة، وهكذا أخفقت ميشال في الحفاظ على توازنه وجمالياته ليبدو أقل من عادي عليها.

لكن بما أن كل شيء يخضع للتغير في عالم الموضة، حتى الآراء، فإن الذين لم يعجبهم الفستان، سينسون سريعاً هذه الهفوة، وبمجرد ان تظهر بفستان جديد، ويبقى الطريف في الأمر ان أنظار هؤلاء مصوبة حاليا نحو ميشال أوباما، ليس ترقباً لما ستحققه في المجال السياسي، كونها امرأة عاملة ولها ماض معروف ومحترم في الميادين الاجتماعية، بل ما ستدخله من تغييرات واناقة على البيت الابيض.

 ليبدأ السؤال: من سيفوز بأكثر النساء اناقة لعام 2009: كارلا بروني التي فازت به هذا العام أم ميشال أوباما بعد ان خرجت سارة بالين من المنافسة ؟