العلامات الوراثية تتغير على مر العمر

يتغير الجينوم، (الاطلس الوراثي)، لكل شخص خلال حياته بفعل العوامل البيئية او الغذائية وهذا ما يفسر ظهور امراض كالسرطان مع الشيخوخة، وفق دراسة نشرت مجلة الجمعية الطبية الاميركية نتائجها في عددها ليوم 25 يونيو الماضي.


واكتشف باحثون من جامعة جونز هوبكنز في ماريلاند، ان العلامات الوراثية السطحية غير البنيوية التي تتموضع على سلسلة الحمض النووي المنقوص الاوكسيجين (دي أن أيه)، دون التأثير على بنيته، تتغير على مدى حياة الانسان ويكون حجم التغيرات متشابها بين افراد العائلة الواحدة.

ويدرس علم الوراثة اللابنيوي، الآليات التي تتيح للخلايا الحفاظ على سلامة الجينوم الوراثي. وقال الطبيب اندرو فينبرغ، استاذ علم الاحياء الجزيئية وعلم الوراثة في كلية الطب في جامعة جونز هوبكنز: “بدأ علم الوراثة اللابنيوي يحتل مكانة اكبر في صميم الطب الحديث لان التغيرات الوراثية اللابنيوية، خلافا لسلسلة الحمض النووي التي تبقى نفسها في كل خلية، يمكن ان تحدث تحت تأثير نظام التغذية او التعرض لعوامل بيئية”.

ونقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية ان “التغيرات الوراثية اللابنيوية يمكن ان تلعب دورا في ظهور امراض مثل السكري والتوحد والسرطان”.

وقام باحثون بتحليل عينات من الحمض النووي لنحو 600 شخص شاركوا في دراسة عن القلب سميت دراسة ريكيافيك. واخذت عينات الحمض النووي من المشاركين في 1991 ومجددا بين 2002 و2005.

وقاس الباحثون التغيرات الاجمالية الناجمة عن اضافة مكونات الميثيل methyl ، وهي عملية التغيير الوراثية اللابنيوية الرئيسية اي التي يمكن عكسها، على الحمض النووي في 111 عينة. وقارنوا اضافة جذر الميثيل لدى هؤلاء الاشخاص بين 2002 و2005 والعينات التي اخذوها في 1991.

واكتشف الباحثون ان عملية اضافة جذر الميثيل تغيرت في ثلث الحالات تقريبا، خلال تلك الفترة.

وقالت الطبيبة دانيال فالن الاستاذة المشاركة في علم الاوبئة في كلية طب جونز هوبكنز “لاحظنا تغيرا كبيرا على مر الوقت وهذا يبرهن براينا ان العلامات الوراثية اللابنيوية تتغير لدى الشخص مع التقدم في العمر”.

واضافت ان هذه التغيرات غير البنيوية يمكن ان تصبح وراثية وهو ما يشرح سبب اصابة افراد عائلة واحدة بمرض معين اكثر من غيرهم.