olivia lapidus يقول لمنتقديه " أزيائي ستصبح تكنولوجية "

سخر الإعلاميون من المصمم الباريسي أوليفييه لابيدوس، نجل تيد لابيدوس، مؤسس ماركة الموضة والأكسسوارات الشهيرة التي تحمل إسمه، وزوج اللبنانية يارا واكيم، حين قدّم قبل سنوات إحدى تشكيلاته الموسمية للموضة الراقية مستنداً إلى الوسائل التكنولوجية الحديثة في ميدان القماش والوبر وكل ما يمس الزي في شكل عام.


تنزهت عارضات هذه التشكيلة فوق الخشبة بفساتين مزودة بأجهزة ميكروسكوبية صغيرة جداً، تسخّن الزي من الداخل إذا كان المناخ الخارجي بارداً، أو تبرّده اذا كانت درجة الحرارة في الخارج مرتفعة، اضافة الى اكسسوارات مجهزة بأدوات غريبة، وقبعات قابلة لاستقبال محطات إذاعية مثلاً، وأحزمة مزودة بشاشات تلفزيونية صغيرة تسمح للمرأة بمشاهدة برنامجها المفضل أثناء ركوبها التاكسي أو المواصلات العامة، أو عندما تمشي في الشارع أو تنتظر حبيبها في مطعم أو مقهى أو حديقة عامة.

وبدت كل هذه الإختراعات مضحكة ومن دون فائدة حقيقية بالنسبة الى الصحافيين الذين تابعوا العرض، خصوصاً أن عارضة مسكينة كانت قد ضغطت خطأ على أحد أزرار فستانها ما تسبب بهبوط كمية من الماء من قبعتها وسط دهشة وتصفيق الجميع.

بعدها، اتضح أن لابيدوس كان قد حاول من خلال مجموعته هذه، أن يمزج بين شيئين هما، لفت الإنتباه إلى موضة المستقبل من ناحية، وعدم التخلي عن الناحية التجارية التي تبهر العين، فضلاً عن التركيز الكلي على العنصر العلمي المثير للملل لكل من لا يهتم بالتطورات التكنولوجية في حد ذاتها. وتأتي النتائج العلمية التي يضعها مختبر «إمبا» الأوروبي تحت تصرف الجميع اليوم ، بمثابة دليل قاطع على أن موديلات لابيدوس الغريبة، ستشكل موضة المستقبل أو على الأقل جوهر هذه الموضة.

فلا شك في أن الأسلوب الذي سيتم به استخدام هذه الأزياء في ما بعد هو أمر يرجع إلى كل مصمم وكل دار. ولا عجب في أن تقوم ماركة تبحث عن الدعاية الصاخبة بوضع سحابة إصطناعية فوق رأس إحدى عارضاتها وفي شكل قبعة ينزل منها المطر بمجرد الضغط فوق زر معين.

وملخص الدراسات التي أجراها المختبر المذكور، لا يدور حول الاستخدامات الطريفة للتقدم العلمي، بل هو عبارة عن سرد مفيد لما سنشهده في السنوات المقبلة، إذا اتفقت المصانع المختلفة على تطبيق المبادئ التي تنص عليها هذه الدراسات، طبقاً للفائدة الإقتصادية التي قد تنحدر عنها أو لا تنحدر. فالمسألة كالعادة، تدور حول الفائدة المادية ولا شيء سواها.

وإذا كانت اكتشافات مختبر «إمبا» تبدو مستقبلية، فهي في الحقيقة تستمد مضمونها من الأساليب المستعملة في الماضي القديم وتحيي مهارات فرسان أيام زمان، عندما كانت الجيوش تحبذ ارتداء الملابس المعدنية لحماية المحارب من الصدمات الخارجية القادمة من سيوف أو خناجر أو حربات العدو.

أوليفييه لابيدوس عبقري زمانه الذي سبق الحدث، ومن ضحك عليه وسخر منه يوم تقديمه مجموعته المستقبلية، هم أنفسهم الذين يعترفون اليوم بذكاءه الخارق ويقارنون بينه وبين أندريه كوريج وباكو رابان من حيث بعد النظر.

وقد بدأت دور الموضة والأزياء العالمية التنبه الى هذه التصاميم، وتستعد لاتباعها في المستقبل القريب، خصوصاً أن بعض الشركات باتت تقدم موديلات مستقبلية في المعارض الكبيرة المتخصصة، مثل »صالون الملابس الجاهزة للمرأة والرجل» الذي عقد في باريس أخيراً.