من عمق التاريخ .. كيف أصبح الأزرق للذكور والوردي للإناث؟

قبل القرن الثامن عشر كان كل المواليد بغض النظر عن جنسهم، يلبسون الأبيض أو البيج الكريمي.


وحسب كتاب «الوردي والأزرق: التفريق بين الصبيان والبنات في أميركا» لمؤلفه جو بي باوليتي، فإن هذين اللونين لم يُستعملا للتفريق بين الجنسين إلا في السنوات الأخيرة، بدليل أن هذا اللون كان مستعملًا من قبل الذكور في عدة أنحاء من الولايات المتحدة في بداية القرن الماضي.

البعض يعيد الأمر إلى شركات الملابس وصُنّاع الموضة الذين انتبهوا التي إلى أنهم يمكن أن يستغلوا الأمر لصالحهم بتشجيعهم الآباء على استعمال الألوان المختلفة للتفريق بين الجنسين، لتحريك السوق. ففي السابق، وعندما كان الزوجان يُرزقان بذكر أولاً وأنثى ثانيًا، فإنهما كانا يستعملان الملابس نفسها، بينما أصبحت سياسية التفريق تفرض عليهما شراء خزانة جديدة ومتكاملة من الملابس بلون جديد يتماشى مع التقاليد.

وهكذا أصبح الوردي في الخمسينات من القرن الماضي اللون المفضل للإناث، فيما تبناه الرجل في الإكسسوارات فقط، خصوصًا القمصان.

وتشير كتب الموضة إلى أن شركة «بروكس براذرز» طرحت قمصانا بلون وردي في هذه الفترة لم تلق تجاوبا في أوساط الرجال الذين تجاهلوها، واكتفوا بالأبيض أو السماوي في أماكن العمل. بعد هذه الخسارة، لجأت الشركة إلى المرأة تسوق لها هذا اللون محققة نجاحا لافتا.

- حسب مجلة «لايف ماجازين» فإن عام 1955 شهد عز هذا اللون، بالنسبة للرجل والمرأة على حد سواء. «ففي كل أرجاء الولايات المتحدة»، حسب مقال نُشر فيها «اجتاح الوردي خزانة الرجل بعد أن راقت له درجاته الباستيلية التي أسهب فيها صناع الموضة..

فقد ظهر في القمصان والبنطلونات والمعاطف، بل حتى في سترة مسائية وأخرى خاصة بممارسة رياضة الغولف».

- في الستينات والسبعينات، تراجع هذا اللون على خلفية الحركة النسوية التي شهدت تحرر المرأة ورفضها لهذا اللون، حتى فيما يتعلق بالمواليد الجدد. لكن في الثمانينات من القرن الماضي، عادت هذه الظاهرة وبقوة أكبر إلى الواجهة. والسبب حسب رأي البعض يعود إلى تقدم العلم وقدرته على تحديد جنس الجنين في الأشهر الأولى من تكونه.

ففي السابق كانت الحامل تُجهز خزانة مولودها باختيارها ملابسه بألوان حيادية، أصبح الآن بإمكانها شراء كل ما تحتاجه إما بالوردي أو السماوي، حسب جنسه.