هل التمارين الرياضية الموصى بها هي المطلوبة صحيًا؟

لقد تعود الأطباء والعاملون الفنيون ضرورة التنبيه على مرضاهم بممارسة الرياضة البدنية لمدة لا تقل عن نحو 150 دقيقة أسبوعيًا من النشاط البدني. لا بل حتى أنهم يقومون بحث وتوصية زملائهم الأطباء والفنيين بذلك.


ويعتقد الأطباء الكنديون أن مقدار التمارين الرياضية البدنية التي يوصي معظم الأطباء والمتخصصون بممارستها من النشاط البدني المعتدل إلى العنيف هي أكثر بكثير مما هو مطلوب فعليًا من الناحية الطبية، كي تعود على الجسم بفوائد صحية.

إن الآثار الصحية الإيجابية للنشاط الرياضي البدني هي أيضًا قابلة للتحقيق إذا ما استثمرت لوقت قصير أيضًا، وذلك وفقًا للتقرير الذي نشره هؤلاء الباحثون في «المجلة الكندية لأمراض القلب» (Canadian Journal of Cardiology).

ومما لا شك فيه أن النشاط البدني مفيد للصحة وضروري لتطويرها وتعزيزها، ويعتبر ضمن الاستراتيجيات الفعالة للوقاية الأولية والثانوية من الأمراض. ومع ذلك، فإن مدة وكثافة التدريبات والأنشطة البدنية لا تزال محل نقاش ساخن.

وبناء على مراجعة منهجيات وأدبيات البحث العلمي، فقد أشار علماء من جامعة كولومبيا البريطانية في فانكوفر إلى أنه ليس هناك حاجة بالفعل لهذا العدد من الساعات ولهذا المقدار من النشاط البدني من أجل الحصول على فائدة صحية إيجابية.

وقد صرح رئيسا فريق البحث في هذه الدراسة الدكتور دارين إي. آر. واربورتون والدكتور شانون إس. بريدين، بأن رجحان الأدلة ببساطة لا يدعم هذا الزعم بعد أن ثبت أن القيام بنصف هذا المستوى من التمارين هو كاف لتحقيق آثار صحية ملحوظة، سواء في الأفراد الأصحاء أو المرضى.

ويعتقد كل من العالمين بأن إعادة صياغة العبارة الخاصة بتحديد مدة 150 دقيقة أسبوعيًا لأداء الرياضة البدنية مهم جدًا، وأن من الواجب تصحيح هذا الخطأ في أقرب وقت ممكن، ومن الضروري أيضًا أن تطبق سياسات الصحة العامة في خفض الحواجز أمام النشاط البدني، وينبغي أن يكون النشاط البدني جزءًا من نهج متكامل لتعزيز سلوكيات ونمط الحياة الصحية.

وعلاوة على ذلك، أوصى الباحثون للمرضى أن يتم تحديد جرعة شخصية من ممارسة الرياضة البدنية لكل واحد منهم على حدة، وأن تؤخذ الخصائص والاحتياجات الشخصية بعين الاعتبار دائمًا.