المصممة «أنيتا فلافين» .. ضمنت ولاء أمل كلوني وتحلم بجذب أنجلينا جولي

دار «إينيو ميكوزي»  .. تعيد سبب نجاحها إلى تركيزها على «المريح والمرح»
دار «إينيو ميكوزي» .. تعيد سبب نجاحها إلى تركيزها على «المريح والمرح»

لا تنكر أنيتا فلافين “anita flavin"، مصممة «إينيو ميكوزي Ennio Mecozzi» للأحذية، أن الفضل في بزوغ نجم اسم الماركة على المستوى العالمي يعود إلى أمل كلوني. تقول ضاحكة، في لقاء خاص، إنها لا تعد ذلك انتقاصا منها كمصممة، «فالمنافسة على أشدها بين بيوت الأزياء، فضلا عن ظهور أسماء ماركات جديدة في كل موسم تقريبا، ما يصيب الزبون بالحيرة لهذا نحتاج إلى شخصيات مهمة ونجمات متألقات للتسويق والترويج لمنتجاتنا».


ما يعزز هذا الرأي بالنسبة إليها أن مهمة أمل كلوني تقتصر على تقديم الماركة وجعل المرأة تشعر بالفضول والرغبة في التعرف عليها؛ لأنها ما إن تلمسها عن قرب «حتى تقع في حبها، فجلودها تتميز بنعومة أقرب إلى الحرير». وبالفعل فإن المصممة صادقة في قولها؛ لأنك عندما تلمسينها تنتابك حالة من الراحة حتى قبل أن تجربيها، وكأن الملمس الحريري يكفي ليطمئنك بأنها ستمنحك الثقة والأناقة المطلوبين.

تسارع أنيتا بالشرح أن عنصر الراحة مهم جدا بالنسبة إليها، فهي امرأة قبل أن تكون مصممة؛ الأمر الذي يعني أنها تعرف معاناة بنات جنسها من التصاميم التي تبدو أنيقة لكنها تعذبهن وتسبب لهن آلاما كثيرة. من هذا المنطلق تأخذ بعين الاعتبار أن تجمع بين الاثنين: الأناقة والراحة. فالمرأة التي تضعها نصب أعينها وهي تصمم تتميز بالقوة والاستقلالية؛ لأنها أم وسيدة أعمال وقد تكون زوجة أيضا لها مسؤوليات اجتماعية، مضيفة: «فقد تكون مضطرة إلى الوقوف على أرجلها ساعات طويلة، ما يدفعني إلى أن أضع نفسي مكانها، وأتخيل الحالة التي تريد أن تكون فيها وهي تلبس الحذاء، من دون أن أنسى أن أطعم كل تصميم بلمسة مرحة إلى حد ما حتى تدخل عليها ولو قليل من البهجة وطبعا كثير من الثقة».

وربما هنا يكمن الفرق بين أنيتا فلافين وغيرها من المصممين، الرجال تحديدا. فهي تركز على الجانب المريح والمرح من خلال الألوان والمزج بين الخامات المتنوعة في التصميم الواحد، بينما هم يركزون على الجانب الحسي والمثير، غاضين النظر أحيانا عن عنصر الراحة. بل إن بعضهم صرحوا علنا بأنهم يعدون الراحة مرادفا لتصاميم تناسب الجدات وليس الحفيدات. وربما هذا هو سبب إقبال أمل كلوني على الماركة.

وعلى الرغم من مفعول السحر الذي يتمتع به اسم كلوني وتأثيراته الإيجابية، فإن «إينيو ميكوزي» لا يمكن أن تعتمد عليه طويلا، لاسيما أن جانبها الإيطالي يعتز بتاريخها في مجال صناعة الأحذية، وهو تاريخ شكلته ثلاثة أجيال. هذه الأجيال كانت إلى عام 2015 مكتفية بالعمل في الظل لصالح بيوت أزياء كبيرة، لكنها الآن تريد أن تنتقل إلى مرحلة جديدة بتصميم أحذية بتوقيعها. فالمهارات لا تنقصها ولا الإمكانيات، وبالتالي فإن إقبال أمل كلوني هو بمثابة تتويج لا أقل ولا أكثر.

تشرح أنيتا فلافين أن العلاقة جاءت بشكل عضوي، عندما سمعت أمل كلوني أن الدار أطلقت اسمها على أحد تصاميمها، فدفعها الفضول إلى أن تزور الموقع للتقصي، فأعجبها ما رأته إلى حد أنها طلبت مجموعة كلاسيكية تتماشى مع أسلوبها ومتطلبات حياتها كامرأة عاملة وشخصية تحت الأضواء، منها تصاميم «أمل» و«دافني» و«أليكسا»، وهي تصاميم هادئة مع زخرفات خفيفة جدا. وتتابع أنيتا وهي تضحك: «لقد أوصل إينيو، وهو صاحب الشركة، طلباتها بنفسه لمقر سكنها بإيطاليا؛ لأنه لم يرد أن يفوت على نفسه فرصة مقابلتها شخصيا». مع الوقت تطورت العلاقة، لكن حاليا تتم عبر خبيرة الأزياء التي تعمل مع أمل «نرسل إليها آخر تصاميمنا لتختار منها ما يناسبها».

تعرف أنيتا أنها ضمنت ولاء أمل كلوني ونجمات وفتيات مجتمع أخريات نذكر منهن بوبي ديليفين، لهذا تصوب أنظارها نحو أنجلينا جولي، قائلة إنها تحلم بأن تراها في أحد تصاميمها، إلى حد أنها صممت إلى الآن أربعة أحذية باسمها: «بالنسبة إلي، فإن أنجلينا جولي تجسد مفهوم المرأة التي أتوجه إليها».

رحلة أنيتا من أيرلندا إلى إيطاليا مثيرة. فقد بدأت في لندن؛ حيث تخرجت من قسم الإدارة أعمال الموضة بـ«لندن كوليدج أوف فاشن»، ثم انتقلت إلى أسبين بكولورادو للعمل في شركة «أوبرماير» ضمن فريق تصميم ملابس التزلج.

عندما عادت إلى لندن انتبهت إلى أن سوق الأحذية بدأ يعيش طفرة من الازدهار، وكونها امرأة تعشق الأحذية، شدها الأمر، والتحقت بشركة «أوفيس» للأحذية الذي تقول إن «قسمه الخاص بالتصميم والشراء كان من أكبر وأهم الأقسام في لندن في ذلك الوقت». لكن سرعان ما تركتها لتفتح شركة خاصة بها، وكان من الممكن أن تطول هذه التجربة لولا أنها تلقت مكالمة من إينيو ميكوزي طالبا مقابلتها.

تم اللقاء في إيطاليا؛ لأن هذا الأخير لا يسافر خارجها، ومن اللحظة الأولى شعرا بأن التعاون بينهما سيكون مثمرا. فقد فهمت طموحاته ورغبته في التوسع بعد أن اكتفت شركته بتنفيذ تصاميم الغير لعقود، وقدر هو موهبتها وخبرتها في مجالي التسويق والتصميم على حد سواء. تعترف أنيتا بأنها لم تتردد بقبول عرضه؛ «فهذه فرصة لا تفوت وشراكة تتوافق مع نظرتي الخاصة ورغبتي في تحدي جديد، فقد كان المطلوب مني أن أضعها في مصاف الأسماء الكبيرة».

لم تنس أن تشير إلى أن ما أغراها على القبول أنها أول مرة تُفتح أمامها أبواب مشاغل ومعامل، لم تكن تحلم بالعمل معها في يوم من الأيام؛ لأنها كانت حكرا على الأسماء الكبيرة فقط. معامل وورشات تضم حرفيين إيطاليين مهرة توارثوا المهنة أبا عن جد، ويشعرون بالفخر وهم ينفذون كل تصميم وكأنهم يشكلون تحفة أو يرسمون لوحة، وهو تماما ما تعشقه المصممة ويتوافق مع نظرتها، حسب قولها. فهي تستلهم أغلب تصاميمها من الفن عموما وفن العمارة خصوصا فضلا عن كل ما تراه في أسفارها.

وتشير ضاحكة بأنها تحمل معها مسودة لا تفارقها في كل تحركاتها، تُدوِّن فيها كل شيء أولا بأول، لأنها لا يمكن أن تعتمد على الذاكرة وحدها بعد أن كثرت أسفارها وتنقلاتها وأنشطتها. عندما تخلد لنفسها، تتخيل التصميم لكنه لا يتبلور إلا بعد أن تزور معامل الشركة في إيطاليا. «عندما ألمس الجلود وأرى الألوان، حينها فقط تتراءى أمامي صورة المرأة التي ستلبس الحذاء والمناسبة». وربما هذا ما يساعدها أيضا في تسمياتها الطريفة التي تحمل في الغالب أسماء نجمات أو شخصيات معروفة على المستوى العالمي.