دنيا عبدالعزيز : أنا رومانسية ولن أتزوج بدون حب

تعترف بأنها إنسانة ملولة، ولهذا تغير في مظهرها كثيراً ... وبأنها رومانسية، ولهذا تأخر ارتباطها لأنها لن تتزوج من دون حب.

الفنانة دنيا عبدالعزيز تتحدث عن مسلسلها الأخير «الأب الروحي»، وتجسيدها دور امرأة صعيدية للمرة الأولى، ولماذا قال لها مصحح اللهجة «أنت تخدعينني»، وتكشف رأيها في محمود حميدة والزعيم عادل إمام، وعلاقتها بشيريهان، وما ترفض أن تطلبه منها.

- تشاركين في مسلسل «الأب الروحي» مع مجموعة كبيرة من الفنانين في تجربة فنية مختلفة، ألم تقلقي من عرضه خارج الموسم الرمضاني وتنافس عدد ضخم من الفنانين فيه؟
بالطبع كنت قلقة في بداية الأمر من هذه التجربة، خاصة أن النجم الكبير محمود حميدة ظهر في سبع حلقات من المسلسل، فذلك أقلقني كثيراً، لكن منذ بدء عرض العمل كانت ردود الفعل وما زالت أكثر من رائعة، بل فاقت توقعاتنا، علاوة على أنني أجسد وللمرة الأولى في حياتي الفنية شخصية صعيدية.

كل العناصر المتوافرة كانت مريحة ومقلقة في الوقت نفسه، لكن رغم أن العمل عُرض خارج السباق الرمضاني، أحبّه الناس؛ وفريق العمل قاموا بأدوارهم على أكمل وجه، وبالتالي اكتملت عناصر الديكور والمونتاج والتصوير والإخراج الذي تولاّه بيتر ميمي، كما وفرت لنا شركة الإنتاج كل الإمكانات.


- ألم تشعري بأن نجاح مسلسل «اختيار إجباري» لأحمد زاهر وخالد سليم أخذ من نجاح مسلسلكم، خاصة أنهما يعرضان على قناة « DMC » نفسها؟
أبداً، لأن «اختيار إجباري» ينتمي الى نوع درامي مختلف تماماً عن «الأب الروحي». على العكس أنا سعيدة بنجاح العملين كثيراً على قناة جديدة، وذلك يُفرح في الحقيقة، فكل منهما يتناول قصة درامية مختلفة، فـ»اختيار إجباري» يسلط الضوء على شخصيات من دم ولحم ويعكس حياة واقعية، أما «الأب الروحي» فيتحدث عن عالم آخر، محوره الثأر والصعيد والنوبة و»حواديت» مختلفة تماماً، لذلك أحبّ الناس العملين رغم اختلافهما، ولا مجال للمقارنة بينهما، فلكل منهما أسلوبه المختلف حتى في التقنية والصورة.

- «الأب الروحي» يضم عدداً كبيراً من الفنانين، هل حدثت خلافات بينهم على ترتيب الأسماء؟
سأكشف لك أمراً مهماً، وهو أن نجاح مسلسل «الأب الروحي» بهذا الشكل يعود الى تعاملنا الصادق مع بعضنا البعض، كما أن المخرج بيتر ميمي كان له دور بارز في ذلك، فالابتسامة لم تفارق وجهه أثناء التصوير، وكنت أتشوّق للذهاب الى التصوير، ولم يهتم أحد بترتيب اسمه على التتر، بل كان كل ما يشغلنا هو تقديم عمل فني راقٍ ومهم، وهذا ما حدث بالفعل.

- مشاهدك مع المطرب «دياب» في «الأب الروحي» تحديداً حققت نسبة مشاهدة عالية الأيام الماضية، ما تعليقك؟
«دياب» فنان موهوب، وقلت له ذلك، وأتقن اللهجة الصعيدية بسرعة، وهو في رأيي ممثل مخضرم وكأنه يمتلك خبرة طويلة في التمثيل، وهذا ليس عمله الثاني، وقد استمتعت بمشاهدي معه كثيراً، وكذلك الفنانة فريدة سيف النصر، تملك خبرات طويلة.

- واللهجة الصعيدية بالنسبة اليك في المسلسل؟
كنت مرعوبة من تقديمها في المسلسل، لكن مصحح اللهجات قال لي في أول يوم تصوير: «أنت تخدعينني، هذه ليست المرة الأولى التي تتحدثين فيها باللهجة الصعيدية»، وكلامه طمأنني كثيراً، فباشرت تصوير مشاهدي بجرأة شديدة، وصرت أتحدث باللهجة الصعيدية بطلاقة.

- نشرت صورة على «إنستغرام» مع النجم الكبير محمود حميدة وأنت طفلة في أحد الأفلام، وصورة أخرى تجمعكما في مسلسل «الأب الروحي» الذي يُعرض حالياً، ما الذي تغير في محمود حميدة في رأيك حين قابلته منذ 24 عاماً حتى الآن؟
لا شيء، فما زال محمود حميدة محافظاً على شخصيته وخبرته وأناقته، فهو الرجل الخلوق والمحترم، لكن الفارق الوحيد أنني لم أكن أستوعب هذه الأمور حين قابلته وأنا طفلة، أما اليوم فقد أصبحت ناضجة وأتقبّل أي ملحوظة منه بطيب خاطر، لأنني متيقنة من أنه نجم متألق.

- في رأيك كفنانة، ما الذي ميّز جيل الكبار مثل محمود حميدة وحسين فهمي وفاروق الفيشاوي وغيرهم ليحافظوا على هذا التوهج، خاصة أنك تعاونت معهم في العديد من الأعمال؟
كان عددهم محدوداً حين ظهروا في فترتهم، سواء الممثلون أو المطربون، لذلك كانت الأضواء مسلطة عليهم بقوة، وكل نجم بينهم كان مميزاً في منطقته الفنية، وكانوا يختارون أعمالهم الفنية بتأنٍ؛ ولم يقبلوا تقديم أي عمل فني لمجرد إثبات وجودهم على الساحة الفنية، علاوة على أن هذا الجيل كان له طابع خاص؛ في فترتي السبعينيات والثمانينيات؛ نتحدث عن نجوم استطاعوا الثبات على نجوميتهم لفترة طويلة، واليوم هناك نجوم محبوبون كثيراً، لكن إذا سافروا الى الخارج فلن يعرفهم أحد، أما فنانو الجيل الذهبي فقد كانوا نجوماً في الوطن العربي بأكمله، مثلاً الزعيم عادل إمام هو هرم من أهرامات مصر، ومعروف على امتداد الوطن العربي، وكذلك يسرا وليلى علوي.

- ماذا عن أول بطولة لك في مسلسل «البارون» المعروض حالياً مع الفنان عمرو عبدالجليل؟
هي تجربة فنية مميزة ودمها خفيف، وأنا من المعجبات بعمرو عبدالجليل وأحبّه كثيراً كممثل، والعمل يضم الدراما والكوميديا في الوقت نفسه، وأنا أجسد فيه الشق الدرامي، وأقدم شخصية مختلفة تماماً عن شخصيتي في «الأب الروحي»، حيث ألعب دور سيدة الأعمال «فريدة»، وهي تتمتع بشخصية قوية، وتنتمي الى الطبقة الأرستقراطية، وتحدث بينها وبين «ماهر»، عمر عبدالجليل، مواقف كثيرة في أحداث المسلسل، وأتمنى أن ينال العمل إعجاب الجمهور.

- ما سبب غيابك الطويل عن شاشة السينما رغم أنك قدمت العديد من الأفلام في بداياتك الفنية؟
لن أهدر طاقتي التمثيلية في أي عمل فني لا يحمل قيمة. أحب دائماً التركيز في أي دور يُعرض عليَّ، ويتضمن رسالة هادفة، وأجد فيه متعة كبيرة ويضيف الى رصيدي الفني، لدرجة أنني بقيت فترة طويلة مبتعداً عن الدراما التلفزيونية، وشاركت فقط في بطولة مسرحية «رئيس جمهورية نفسه» مع النجم محمد رمضان، وكنت أعتذر عن العروض التي تُقدم لي في الدراما، حتى جاءني عرض مسلسل «حواري بوخاريست» مع النجم أمير كرارة، فوافقت على الفور، ولدى عرضه حقق نجاحاً كبيراً؛ لذا أعتذر دائماً عن العروض السينمائية إلى أن أحظى بالعرض الذي يرضي طموحاتي.

- معنى ذلك أنك لا ترين نفسك ممثلة تلفزيونية بدرجة أكبر من السينما؟
أمثّل منذ أن كنت طفلة، وقدمت سينما ودراما ومسرحاً أيضاً، وفي إحدى المرات سُئلت، لو عرض عليَّ دور في الأنواع الثلاثة، فماذا أختار؟ فأجبت بأنني أختار الدور الأفضل والذي يناسبني.

- أي فيلم أعجبك في الفترة السابقة؟
أعجبني كثيراً فيلم «هيبتا»، فهو عمل راقٍ وناجح.

- هل تحبين مشاهدة الأفلام السينمائية في منزلك أم مع الجمهور؟
بالتأكيد مع الجمهور في السينما، فحين أجلس في الظلام وأتابع ردود فعل الناس أشعر بمتعة كبيرة، كما أن للمؤثرات البصرية طابعها الخاص وتولّد إحساساً غريباً.

- من هو الفنان الذي تتمنين الوقوف أمامه ولو في مشهد واحد؟
سأكشف للمرة الأولى، أنني كنت أتمنى أن أقدم مشهداً واحداً أمام الأسطورة الراحل أحمد زكي.

- وماذا عن الزعيم عادل إمام؟
قدّمت منذ سنوات فيلماً كاملاً معه، وهو «أمير الظلام»، وكما أسلفت عادل إمام هو هرم فني كبير.

- ألا تشعرين بأن البطولة تأخرت بالنسبة إليك مقارنةً بفنانات جيلك؟
أعشق البطولة الجماعية منذ بداياتي الفنية، ولا تشغلني البطولة أبداً، فكل شيء يأتي في وقته.

- لماذا تغيّرين في إطلالاتك كثيراً؟
أحب دائماً تغيير شكلي و»اللوك» الذي أظهر به أمام الجمهور، وتقريباً جرّبت كل ألوان الشعر، ليس بسبب عمل فني أو دور معين، لكن لأنني أملّ بسرعة، وقد أحببت اللوك الجديد الذي ظهرت به للناس في اليومين الماضيين؛ ونال إعجابهم، وسعيدة جداً بذلك.

- لفتني نشاطك على «إنستغرام» في الفترة الحالية، ما السر في ذلك؟
لا سر لهذا النشاط، لأن علاقتي بالتكنولوجيا والسوشيال ميديا كانت محدودة، فأنا آخر فنانة تؤسس حساباً على «فايسبوك» و»إنستغرام»، فلم أكن أهتم بهما، لكن فجأة تعلمت كيفية الرد على المعجبين والناس، وشعرت بأنهم سعداء بذلك، وأحببت أن أتواصل معهم باستمرار وأستمع إلى آرائهم وردود فعلهم على ما قدمته فنياً، لذلك أصبحت أنشر صوراً لي وفيديوات، وأقولها بصدق إن الجمهور فتح شهيتي للتواصل معه عبر السوشيال ميديا.

- هل تنشرين تفاصيل حياتك على «إنستجرام» مثلما يفعل بعض الفنانين؟
أنا مزاجية جداً، فيمكن أن أنشر صوراً كثيرة لي في وقت معين، ويمر أسبوع كامل من دون أن أنشر شيئاً يخصني.

- أدرك جيداً قوة العلاقة بينك وبين النجمة الكبيرة شيريهان، كيف تلقيت خبر عودتها الى الفن من جديد بعد غياب طويل؟
شيريهان بالنسبة إليّ هي رمز الحب والجمال، واتصلت بها في عيد ميلادها لتهنئتها مثلما أفعل كل عام، لأنها جعلتني أحب الاستعراض منذ أن كنت طفلة صغيرة.

- بحكم صداقتكما، ألم تطلبي مشاركتها تجربتها الاستعراضية التي تحضّر لها حالياً للعودة الى الجمهور؟
لا أحب أن أطلب من أي فنان العمل معه، حتى لو كان صديقاً مقرّباً مني.

- ألا يؤثر عدم استقرارك العاطفي عليك فنياً وإنسانياً؟
أعيش حياةً مستقرة، وليس شرطاً أن يكون الاستقرار عاطفياً.

- لكن ألا تخشين أن يسرقك الفن من حياتك العاطفية؟                
أنا إنسانة رومانسية، فإما أن أعيش قصة حب حقيقية أو لا، فمشاعري هي التي تتحكم في قراراتي.