سوزان تميم .. تغطية مقتلها اعتمدت كثيرا على التسريبات

لاقى خبر جريمة قتل المطربة اللبنانية سوزان تميم اهتماما لافتا من الاعلام اللبناني والعربي فتصدرت اخبارها معظم الوسائل الاعلامية المرئية منها والمكتوبة والمسموعة.


ومنذ وقوع الجريمة تصدرت اخبارها يوميا المحطات الفضائية وموجات الاذاعة والصفحات الاولى للصحف، وذلك لمتابعة كل جديد يطرأ على الحادثة.

بعض التسريبات كشفت عن تفاصيل يجهلها القراء وبعضها الآخر لم يساهم الا بالتشويش على المعلومات الحقيقية.

وادى اهتمام اللبنانيين بالموضوع الى تهافت على شراء الصحف والمجلات التي ابرزت الخبر.

حتى ان معظمها نفذ من الاسواق. كذلك اهتمت بالخبر بعض وسائل الاعلام الغربية منها صحيفتا لوس انجليس تايمز والهيرالد تريبيون.

وكانت محطة «الجرس» التلفزيونية لرئيستها نضال الاحمدية اول من اعلن نبأ مقتل تميم في ظروف غامضة في شقتها في دولة الامارات العربية دبي، خصوصا وان المطربة الراحلة كانت تربطها علاقة صداقة متينة مع الاحمدية منذ مدة طويلة.

ولأن تفاصيل الحادثة بقيت طي الكتمان بأمر من الشرطة الاماراتية في دبي، فقد راحت كل وسيلة تبحث عن الحقائق وتفسر حيثيات الجريمة على طريقتها.

فالجريمة شكلت مادة دسمة للمجلات الاسبوعية الصادرة في لبنان بحيث كتبت كل منها ما وصلها من اخبار عن الموضوع فوقع بعضها في لغط واخطاء، بينما تحفظ البعض الاخر على نشر تفاصيل الواقعة خصوصا وان الاتهامات طالت شخصيات معروفة كان لها علاقة مباشرة بالمطربة الراحلة.

ولم تستطع معظم وسائل الاعلام في الفترة الاولى التي تلت الاعلان عن مقتل تميم سوى ذكر بعض الروايات التي تحدثت عن طبيعة الجريمة وانها تمت بوحشية. ففيما اكد بعضها ان المطربة الراحلة ذبحت وقطع رأسها بعدما تم خنقها وطعنها عشرات المرات بالسكين، فإن مجموعة اخرى من المجلات لمّحت الى ان القاتل تعرفه المغدورة فوجهت اصابع الاتهام بصورة غير مباشرة الى الذين تربطهم علاقة بسوزان تميم وبينهم شخصية بارزة.

الا ان كل ما تداولته الصحف والمجلات وحتى شاشات التلفزة، بقي في حكم التوقعات والاستنتاجات خصوصا وان احدا من عائلتها لم يدل باية تصريح او حديث رسمي لأي وسيلة اعلامية رغم المحاولات الجدية التي بذلها الصحافيون المسؤولون عن الاخبار الفنية او عن الصفحات الفنية في مؤسساتهم للحصول على اي خيط يوصلهم بالحقيقة.

الا ان القنبلة الاعلامية المدوية التي وضعت بعض الامور في نصابها فجرّتها مقابلة تلفزيونية قامت بها الاعلامية نضال الاحمدية مع كلارا الرميلي محامية المطربة الراحلة والتي تحدثت فيها بإسهاب عن المشكلات العالقة التي كانت تحيط بتميم ذاكرة انها حاولت ووالدة المغدورة رؤيتها في لندن قبل فترة قصيرة من مقتلها الا ان شخصا منعهما من ذلك واجرت الاحمدية اتصالا مباشرا على رقم هاتف الشخص المذكور وتحدثت مع شخص قال إنه شقيقه فسألته عما اذا كان شقيقه قد تزوج من تميم فنفى ذلك تماما.

ولان المقابلة تضمنت اتهامات غير مباشرة لعدد من المقربين من سوزان تميم اضافة الى استنتاجات تفيد بعدم حصول والد المطربة الراحلة على شهادة الوفاة الاصلية لتوارى الثرى في لبنان، فانهالت الاتصالات المباشرة من كل حدب وصوب. وتحدث فيها بعض افراد عائلة تميم وبينهم الوالد الذي اتصل مستنكرا كل ما يشاع او يقال عن اسباب مقتل ابنته وكانت المرة الاولى التي يطل فيها اعلاميا ويدلي برأيه صراحة.

زوج المغدورة عادل معتوق امتنع ايضا عن الادلاء بأي تصريح. وأكد ان ذلك لن يفيد التحقيق في الجريمة، وانما قد يزيدها تعقيدا.

وجرت اتصالات مكثفة بين المؤسسة اللبنانية للارسال «ال بي سي» وزوج المغدورة عادل معتوق، اسفرت عن موافقة معتوق على عرض حلقة خاصة من برنامج «ساعة بقرب الحبيب» الذي كان يقدمه على شاشة «ال بي سي» طوني خليفة.

ضيفة الحلقة كانت الراحلة تميم وقد تم تصويرها قبل حوالي اربعة اعوام. الا ان معتوق منع بثها آنذاك بصفته المسؤول رسميا عن اي نشاط فني تقوم به تميم وانطلاقا من خلافات شخصية بينهما.

وأثمرت الاتصالات بين المؤسسة ومعتوق عن موافقته على عرض الحلقة. فكانت الاطلالة الاولى والاخيرة التي تلقي الضوء على حياة الفنانة الراحلة.

وبدت فيها واثقة من نفسها ومن موهبتها. وغنت اشهر أغانيها، ومنها «ساكن» كما غنت اغنية الفنانة وردة الجزائرية: «شعوري ناحيتك».

وعندما سألها خليفة: «الى من تقدمين هذه الاغنية؟». أجابت بعفوية: «الى أمي وأبي. واتمنى ان يسامحاني». وكانت مفاجأة الحلقة في وصول والديّ سوزان تميم رغم الخلافات بينهما، فبكت بحرارة لشدة تأثرها.

وفي الامارات لم تمر جريمة قتل الفنانة سوزان تميم بهدوء على الصحافة اليومية، فأخذت متابعة الجريمة منذ يومها الأول عناوين في الصفحات الأولى للصحف المحلية، بالإضافة إلى أخبار موسعة على الصفحات الداخلية.

وعقب الكشف عن جريمة القتل التي هزت منطقة الجميرا في دبي، نشرت الصحف الإماراتية خبر الجريمة على صفحاتها الأولى، واستمرت في متابعة تفاصيل الجريمة ميدانيا حتى الإعلان عن هوية قاتل تميم، الذي احتل الصفحات الأولى للصحف المحلية.

وكانت التغطية الأوسع للمؤتمر الصحافي الذي عقده نائب قائد عام شرطة دبي للإعلان عن هوية قاتل سوزان تميم، فعنونت صحيفة «البيان» الصادرة من دبي موضوعها بـ«شرطة دبي تتوصل إلى المتهم بمقتل سوزان تميم»، وعلى صدر صفحتها الأولى غطت صحيفة «الامارات اليوم» المؤتمر الصحافي وعنونت خبرها الرئيسي بـ«الشرطة حددت هوية قاتل سوزان بعد 5 ساعات»، فيما قالت صحيفة «الخليج» الصادرة من الشارقة «12 دقيقة لقتل المطربة اللبنانية: شرطة دبي تكشف غموض مصرع سوزان تميم»، ونشرت صحيفة «الاتحاد» من أبو ظبي تغطية موسعة للكشف عن هوية القاتل، كما نشرت وكالة الانباء الاماراتية الرسمية تفاصيل دقيقة للمؤتمر الصحافي الذي عقد للإعلان عن هوية القاتل.

وفي مصر وبينما تحقق النيابة المصرية اليوم (الأربعاء) مع صحيفتين مصريتين، التزمت الصحف المصرية الرسمية وتلك التي تصدرها أحزاب المعارضة، إضافة للصحف الخاصة، بعدم نشر أي موضوعات تتناول قضية مقتل الفنانة اللبنانية سوزان تميم، من قريب أو من بعيد.

وكان من المقرر أن تبدأ أمس نيابة شمال الجيزة بمصر التحقيق مع كل من إبراهيم عيسى وجمال العاصي، رئيسي تحرير صحيفتي «الدستور» و«الطريق» الخاصتين لاتهامهما بخرق الحظر المفروض من النائب العام المصري، على النشر في القضية.

لكن مصدرا قضائيا مصريا قال لـ«الشرق الأوسط» مساء أمس إن الجلسة تقرر تأجيلها إلى اليوم (الأربعاء)، دون ذكر أسباب. وحول ما تردد عن تقدم السلطات الإماراتية بطلب لتسلم المتهم بقتل المطربة اللبنانية، لمحاكمته في دبي، قال المصدر القضائي إن مثل هذا الطلب، إن وجد، لم يصل حتى الآن للنيابة ولا علم لنا به.. الحكومة هي من يتلقى مثل هذه الطلبات وتحيلها بالتبعية للجهة المختصة، وحتى الآن (مساء أمس) لم نسمع عن مثل هذا (الطلب)».

وفي السياق ذاته، لجأ غالبية المصريين لمتابعة قضية الفنانة اللبنانية والمصري المتهم بقتلها في دبي، عبر فضاء الانترنت، والذي اتسع، بحكم شبكته العنكبوتية، لمئات من أقاويل وشائعات مستندة لخلفيات سياسية واقتصادية وعاطفية بين رجال أعمال. كما تناولت بعض المواقع آراء ومناقشات لرجال قانون حول حدود حظر النشر في القضايا، وضوابطه.