مطاعم نيويورك تضع السعرات الحرارية على قوائم الأسعار

« أتناول ما يطيب لي من الطعام وقتما أشاء»، علق شاب في التاسعة عشر من العمر على قرار يلزم مطاعم مدينة نيويورك بكتابة السعرات الحرارية على قوائم الطعام وذلك في إطار حملة لتشجع الغذاء الصحي. وقد صدر القرار في عام 2006، ولكن تنفيذه أجل بسبب اعتراض العديد من المطاعم عليه، وأخيرا أصدرت المحكمة الدستورية قرارا برفض الاعتراضات.


وستتأثر مطاعم الوجبات السريعة في مدينة نيويورك بالقانون الذي يحتم عليها طبع السعرات الحرارية بشكل واضح على قوائم الطعام وعلى منفذ البيع. ويرى البعض ان القرار يتماشى مع اسلوب عمدة نيويورك الذي يدعم اسلوب الطعام الصحي في المطاعم والمدارس حيث بدأ حملته بمنع التدخين في البارات والمطاعم الصغيرة.

وتعد مطاعم الوجبات السريعة مثل «ماكدونالدز» و«بيرغر كينغ» و«ابلبيز» الى جانب محلات «ستاربكس» للقهوة من اكثر المحلات تأثرا بالقرار الجديد. وأمس قامت مطاعم «بيرغر كينغ» و«ماكدونالدز» بتقديم قوائم طعام جديدة تتماشى مع القرار الجديد، مضيفة معلومات عن السعرات الحرارية لكل وجبة.

ولكن عددا آخر من المطاعم لم تلتزم بالقرار الجديد، اذ رصد محرر وكالة «الاسوشييتد برس» قيام البعض بكتابة السعرات الحرارية لبعض الوجبات دون غيرها، والبعض الآخر وضعها بخط صغير تصعب قراءته. وعلقت كاثي نوناس، من قسم الأغذية بوزارة الصحة الأميركية، لوكالة «الأسوشييتد برس» ان بعض المطاعم أجلت تطبيق القرار الجديد خوفا من أن يترك ذلك تأثيرا سلبيا على الزبائن اذا عرفوا حجم السعرات في ما يتناولونه.

وفي المقابل بدأت بعد المحلات مثل «ستاربكس» بوضع تلك المعلومات بالتدريج على قوائمها خلال الأشهر الماضية، وهو ما فاجأ بعض الزبائن حيث وجد الكثيرون في تلك المعلومات مفاجأة لم يكونوا يتوقعونها، كأن تكون السعرات الحرارية في كعكة دونات مثلا 270 سعرة، أو ان تتجاوز السعرات الحرارية في مشروب القهوة المثلجة المضاف اليه الكريمة المخفوقة، عدد السعرات في ساندويتش هامبورغر بالجبن. وتوصي الدوائر الصحية كل شخص بالغ بتناول ما يعادل 2000 سعرة في اليوم.

ولكن بالنسبة للبعض فان القرار الجديد لا يؤثر في عاداتهم الغذائية حيث توجهوا كالعادة الى شراء البيرغر والبطاطا المقلية بدون التوقف لقراءة القوائم التي وضعت المحال نسخا واضحة منها بجانب أمين الصندوق.

وتقول سينثيا كوفمان، بعد شرائها علبة من الكعك بالقرفة لأطفالها تبلغ السعرات الحرارية في كل منها 850 سعرة، «عندما تكون في نيويورك، محاطا بكل هذه الضجة في الشارع وتوسلات الأطفال بشراء الحلوى أو السندوتشات وأنت في عجلة من أمرك فلا بد من دخول احد المطاعم السريعة وشراء ما تحتاجه بدون التوقف للتحقق من السعرات الحرارية لكل وجبة».

ويرى بعض الخبراء أن القرار قد لا يكون كبير التأثير على العادات الغذائية لسكان نيويورك، فيقول جون أوينز، المحلل بشركة «مورننغ ستار»: «لا أتوقع أنّ من يطلب سندويتش من الهامبورغر والبطاطا المقلية مصاحبة بالمشروب الغازي الرخيص، لا يعرف ان الوجبة التي طلبها ليست صحية. لا يذهب الناس الى ماكدونالدز للتمتع بوجبة صحية بل يذهبون للحصول على وجبة سريعة». وأفادت دراسة صدرت العام الماضي أن 30 في المائة من سكان نيويورك يلتهمون 1000 سعرة حرارية في وجبة الغذاء وحدها.

ولكن هناك من يتفاءل بأن القرار الجديد سيحمي 15 ألفاً من سكان المدينة من البدانة، كما سيقي 30 ألفاً منهم من الإصابة بمرض السكري في السنوات الخمس المقبلة.

وحتى الآن لا يبدو ان القرار الجديد قد أثر في العادات الغذائية للناس، ولكنه اثر في أصحاب المحال الذين لم يكونوا مستعدين لمثل هذا الإجراء. ويقول انريكو الميلا، مدير العمليات في سلسلة مطاعم «سينغاس فيموس بيتزا» انه كابوس حقيقي، شارحا انه اضطر لإرسال عينات من البيتزا للمعامل للحصول على عدد السعرات الحرارية بكل قطعة، مضيفا ان تكلفة تحليل السعرات لأنواع البيتزا التي تقدمها مطاعمه سيكلفه 10 آلاف دولار.

وعبرت جمعية مطاعم نيويورك عن اعتراضها على هذا القرار وإعتبرته انتهاكا لحرية التعبير ويجعل من الصعب قراءة القوائم.