محطات لاتعرفينها عن هدى شعراوي

هدى شعراوى
هدى شعراوى

ولدت هدى في المنيا العام 1879م. وهي ابنة محمد سلطان باشا، والذى نسب إليه تهم بخيانة عرابي والثورة وأنه كان سببا في دخول الإنجليز مصر بتلقيه أموالاً من الخديوي توفيق مقابل رفضه لمواقف عرابي ودفع رشاوى لعدد من العربان والقيادات العسكرية الذين خانوا عرابى، وكان رئيس مجلس النواب المصري الأول في عهد الخديوي توفيق، وأنعمت عليه بريطانيا بعد الاحتلال بنياشين مقابل خدماته.


تلقت هدى شعراوى التعليم في منزل أهلها. وتزوجت مبكرا في سن الثالثة عشرة من ابن عمتها "علي الشعراوي" الذي يكبرها بما يقارب الأربعين عاما، وغيرت لقبها بعد الزواج من هدى سلطان إلى هدى "شعراوي".تقليدا للغرب، وكان أحد شروط عقد زواجها أن يطلق زوجها زوجته الأولى، وفي السنوات اللاحقة أنجبت هدى بنتا أسمتها بثينة وابنا أسمته محمد.

وكأغلب الشخصيات النسائية اللواتي تبنين تحرير المرأة، كنَّ في الواقع شخصيات مأزومة، عاشت ظروفاً اجتماعية قاسية نتيجة غياب الوعي الكامل بمقتضى الإسلام عن نطاق أسرهن، ومن هذه الشخصيات التي ينطبق عليها هذا الحال إلى حدّ كبير هي هدى شعراوى 

تسرد هدى شعراوي في مذكراتها بداية نشاطها لتحرير المرأة، والذي بدأ أثناء رحلتها الاستشفائية بأوروبا بعد زواجها، وانبهارها بالمرأة الإنجليزية والفرنسية في تلك الفترة، وهناك تعرفت على بعض الشخصيات المؤثرة التي كانت تطالب بتحرير المرأة، وعند عودتها أنشأت شعراوي مجلة "الإجيبسيان"، والتي كانت تصدرها باللغة الفرنسية. 

وكان لنشاط زوجها علي الشعراوي السياسي الملحوظ في ثورة 1919 وعلاقته بسعد زغلول أثر كبير على نشاطاتها، فشاركت بقيادة مظاهرات للنساء عام 1919، وأسست "لجنة الوفد المركزية للسيدات" وقامت بالإشراف عليها.

وفي العام 1921 وفي أثناء استقبال المصريين لسعد زغلول، قامت هدى شعراوى بخلع الحجاب علانية أمام الناس وداسته بقدميها مع زميلتها "سيزا نبراوي"، وكتبت تقول في مذكراتها :" ورفعنا النقاب أنا وسكيرتيرتي " سيزا نبراوي " وقرأنا الفاتحة ثم خطونا على سلم الباخرة مكشوفتي الوجه، وتلفتنا لنرى تأثير الوجه الذي يبدو سافراً لأول مرة بين الجموع فلم نجد له تأثيراً أبداً لأن كل الناس كانوا متوجهين نحو سعد متشوقين إلى طلعته

حضرت هدى شعراوى أول مؤتمر دولي للمرأة في روما عام 1923، وكان معها نبوية موسى وسيزا نبراوي صديقتها وأمينة سرها، وعندما عادت إلى مصر قام بتأسيس الاتحاد النسائي المصري وظلت رئيسته حتى وفاتها في عام 1947. 

كما كانت شعراوي عضوًا مؤسسًا في "الاتحاد النسائي العربي"، وصارت رئيسته في العام 1935 ، كما تم اختيارها نائبة للاتحاد النساء الدولى . 

كما شاركت فى العديد من المؤتمرات منها مؤتمر باريس عام 1926 ومؤتمر أمستردام العام 1927 ومؤتمر برلين العام 1927، ودعمت إنشاء نشرة "المرأة العربية" الناطقة باسم الاتحاد النسائي العربي، وأنشأت مجلة l'Egyptienne عام 1925 ناطقة بالغة بالفرنسية.

حازت في حياتها على عدة أوسمة ونياشين من الدولة في العهد الملكى وأطلق اسمها على عديد من المؤسسات والمدارس والشوارع في مختلف مدن مصر في حينها .
تم نشر قصة حياتها داخل كتاب حمل اسم ( مذكرات هدى شعراوي ) فى  سبتمبر 1981 .

وعرض التليفزيون  مسلسلا باسم مصر الجديدة يتحدث عن الفترة التي عاشتها هدى شعراوي والوضع السياسي المتردي في تلك الفترة.

توفيت شعراوي في 12 ديسمبر 1947، بالسكتة القلبية وهي جالسة تكتب بيانًا في فراش مرضها، تطالب فيه الدول العربية بأن تقف صفًا واحدًا في قضية فلسطين، بعد أن صدر قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين قبل ذلك بأسبوعين في 29 نوفمبر 1947.