الطماطم الحمراء .. كنز صحي خجول

في مرة سابقة تناولنا تاريخ البندورة وأصول أسمائها ومنوعات كثيرة عنها وعن تعامل الناس معها عبر التاريخ، وكيف اختلط الأمر على الناس ما إذا كانت نوعا من أنواع الفاكهة أم نوعا من أنواع الخضروات، وخلفية هذا الجدال.

وتعرفنا أيضا الى اهتمام البيت الأبيض في القرن التاسع عشر بها وبأنواعها. لكن هناك ما هو أهم بكثير عندما يتعلق الأمر بنبتة البندورة، وهو فوائدها الطبية والصحية الجمة التي لا تقدر بثمن. ففي هذه النبتة من الفوائد ما يضعها على رأس لائحة الفاكهة أو الخضروات من دون منازع. فهي أشبه بكبسولة من الأدوية السرية التي تمدنا بالحماية والحياة.

محتويات البندورة
ـ الكثير من السكريات (سكروز، فركتوز، رافينوز، فرباسكوز)، والمواد البكتينية والآزوتية والقلوية، بالإضافة للألياف والأحماض العضوية.

ـ الكثير من المعادن، مثل البوتاسيوم والماغنيزيوم والنحاس والكلس والفوسفور والبروم (يهدئ الأعصاب).

ـ الحوامض النباتية الضرورية لتعديل حموضة المعدة والدم.

ـ كمية محترمة من البروتينات (32%) تحتوي على 18 من الأحماض الأمينية الضرورية للجسم.

ـ الحديد.

ـ الفيتامينات الأساسية المضادة للأكسدة مثل: A، B، C، وE، التي تساعد على التخلص من سموم الجسم. وفيما يساعد فيتامين A على حماية النظر، يساعد فيتامين B على هضم الحلويات والدهون. عادة ما يكون فيتامين C محميا من التلف من قِبل الحموض، وكلما كانت البندورة انضج، حوَت كمية اكبر منه.

ـ الفقر في السعرات الحرارية، إذ تحتاج إلى 100 غرام للحصول على 15 سعرة.

مضادة للأكسدة
ـ لون البندورة الأحمر يعود الى مادة تعرف بالليكوبين (Lycopene) الكاروتينية التي تعتبر أهم المواد المضادة للأكسدة. ولأن استخراج المادة يتم بواسطة الحرارة، لا بد من الطهي للحصول على اكبر معدل من الفائدة، وإضافة كمية من الزيت إلى البندورة يسهل عملية امتصاص الليكوبين.

ـ تفيد نتائج بعض أبحاث الجمعية الكيميائية الأميركية، أن الليكوبين فعال في تخفيض خطر الإصابة بسرطان البروستاتا بنسبة 35% (10 حبات في الأسبوع).

ـ يلعب الليكوبين دورا كبيرا في منع تكاثر الأورام السرطانية في الثدي والرئة والرحم، كما أن البندورة بشكل عام مضادة لسرطان الرئة لاحتوائها على مركبي: حامض الكوماريك، وحامض الكلورجينيك، اللذين يبطلان عمل مركبات «النتروسامين» المسرطنة.

ـ يقول خبير التغذية فيليس بوين، إن عصير البندورة يقلل من الأضرار التي يتعرض لها الحمض النووي المنقوص الأوكسجين «د ن 1»، المرتبطة بالسرطان.

ـ تساهم البندورة في تخفيض خطر الإصابة بسرطان المعدة والقولون والأمعاء.

ـ من شأن تناول حبة بندورة واحدة يوميا للحصول على ما يكفي من الليكوبين، تجنيب خطر الإصابة بالسكتة القلبية بنسبة تصل الى 50% (عبر حماية الجسم من تصلب الشرايين، وبالتالي من الأمراض القلبية الوعائية).

ـ الدراسات تقول إن البندورة تساهم في تخفيض معدل الإصابة بالأورام بنسبة 60%، إذا تم تناولها بشكل منتظم.

ـ صلصة البندورة تقلل من خطر التعرض للضربة الشمسية وتحمي الجلد من أضرار الأشعة فوق البنفسجية، حسب ما جاء في آخر دراسات جامعة دوسلدورف الالمانية.

ـ تعمل البندورة على تنشيط حركة الكلية.

ـ يساعد حساء البندورة على تخفيف آلام المصابين بالحمى.

ـ رغم أن البندورة تحتوي على كمية قليلة جدا من الكربوهيدرات، فهي تفيد المصابين بالسكري والراغبين بتنحيف أجسادهم (بالريجيم).

ـ تقول الموسوعة الاليكترونية «ويكيبديا» إن جهود إحدى الفرق العلمية تركز أخيرا على نبات الطماطم من أجل إنتاج لقاحات تقاوم الأوبئة المهددة للإنسان كالكوليرا والالتهاب الكبدي الفيروسي وفيروس نورووك، والفيروس الأخير مسبب رئيسي لالتهابات الجهاز الهضمي والمعوي والإسهال الذي يتسبب سنويا في وفاة ما لا يقل عن مليوني وفاة على مستوى العالم أكثرها بين الأطفال.

عصير غني بالمعادن
ـ عصير البندورة سهل التناول ويحتوي على الكثير من المعادن الضرورية.

ـ يفيد الأمراض التنفسية، خصوصا مرضى السل واحتقان القصبات الهوائية، إذا ما تم تناوله مع العسل.

ـ يساعد على تخفيف آلام التهاب المفاصل (ممزوجا بالزيت).

ـ يسهل الهضم ويشفي المصابين بفقر الدم.

ـ يطهر المعدة والأمعاء ويقضي على الإمساك ويطرد الغازات، وللقشرة دور كبير في ذلك.

ـ لب البندورة يرطب جوف الأمعاء ويسهل مجرى الطعام.

ـ يروي الظمأ لاحتوائه على ملح الصوديوم (يرفع الضغط).

ـ الأهم أن عصير البندورة يساهم في خفض النشاط في الصفائح الدموية لدى مرضى السكري، ما يساعد في حمايتهم من الإصابة بالجلطات القاتلة.

ورق البندورة
تحتوي أوراق نبتة البندورة على قدرة عجيبة لطرد معظم أنواع الحشرات، ويستخرج منها ومن سيقانها أيضا مواد مضادة للفطريات والالتهابات بشكل عام ومبيدة للحشرات.

وصفة حساء البندورة

المقادير:
ـ 3 حبات بندورة كبيرة (6 حبات صغيرة).

ـ ملعقتا طعام من خل الكرز (يمكن اختيار أي نوع آخر من أنواع الخل).

ـ 1/4 ملعقة شاي من الملح.

ـ 1/4 ملعقة شاي من الفلفل الأسود المطحون.

ـ 1/2 ملعقة شاي من السكر.

ـ ملعقتان من ورق الحبك المفروم.

ـ ملعقتان من زيت الزيتون.

ـ بصلة متوسطة الحجم (يفضل ان تكون حمراء).

ـ حبة بطاطا متوسطة الحجم.

ـ ملعقة طعام كبيرة من رب البندورة.

طريقة التحضير:
1 ـ افرم البصل والبطاطا ناعما، ثم اقلهما بزيت الزيتون على نار هادئة لمدة 5 دقائق.

2 ـ اضف ملعقة رب البندورة الى الخليط وواصل القلي معا لمدة 5 دقائق أخرى حتى تحصل على معجون احمر.

3 ـ بعد ذلك خفف الخليط بعض الشيء بإضافة الخل إليه، وبعد تحريكه قليلا لمدة دقيقتين، أضف البندورة (مفرومة فرما ناعما)، وأكمل بزيادة الملح والفلفل الأسود والسكر.

4 ـ اخلط قليلا واترك الطنجرة على نار قوية لمدة 5 دقائق أخرى، ثم خفف النار، ضع غطاء على الطنجرة واترك الحساء يطبخ لمدة تتراوح ما بين 10 و15 دقيقة.

5 ـ يمكن للبعض إضافة الحبق او أي نوع آخر من أنواع الأعشاب والنباتات الطيبة، قبل ترك الطعام على نار هادئة.

6 ـ يمكن للبعض تناوله مع الكريم على سطحه، والى جانبه إصبع خبز فرنسي مدهون بالزبد (مقطع).

7 ـ يجب ان تكون البندورة مقشرة، وللحصول على نتيجة ممتازة، لا بد من جرح بطن كل حبة بندورة على شكل X، قبل وضعها في وعاء من الماء المغلي لمدة 15 ثانية. بعد ذلك انقلها حبة حبة إلى وعاء من الماء البارد. انتظر ثوان قليلة لترى القشرة تنزع نفسها بنفسها كالسحر.

البعض يلجأ إلى خلط البندورة بـ(الخلاطة الكهربائية)، كاملة من دون تقشير.

نصائح
ـ لتحسين طعم البندورة أثناء الطبخ ينصح بإضافة بعض السكر.

ـ يمكن استخدام ماء البندورة كبديل عن الحامض في بعض الحالات، لأن طعمه حاد نسبيا. ويضاف أحيانا إلى بعض أنواع الحساء لهذه الغاية، كما يستخدم في صلصات السمك.

ـ للحفاظ على فوائد البندورة ينصح أحيانا بتثليجها.

ـ البندورة المزروعة في البيوت الزجاجية تفقد الكثير من الفوائد (الفيتامينات).

الطماطم الرامسي البندورة أنواع كثيرة لا تحصى ولا تعد، وبالطبع كلما كانت النوعية جيدة، كانت الفائدة اكبر، وتقول موسوعة «ويكيبيديا»، إن الطماطم (البندورة)، «الرامسي»، أجود وألذ أنواع الطماطم في العالم، حيث تجمع بين طعم الخضراوات والفاكهة، والسبب يعود إلى تربة الرامس.

فالرامس منطقة زراعية بمدينة العوامية (القطيف ـ شرق السعودية)، وهي أرض ساحلية منخفضة بالنسبة لباقي اليابسة التي تحدها من الغرب حيث البحر شرقا، وبسبب الانخفاض تحصل عملية انزلاق الماء الباطني للأرض لتستقر في الرامس حاملة معها الأملاح المعدنية الكثيرة التي توجد في باطن الأرض. ويأتي الطلب على الطماطم الرامسي حتى من خارج المنطقة، بسبب شهرتها التي سبقت شهرة الأرض نفسها.